عرب وعالم

الإثنين - 11 ديسمبر 2023 - الساعة 01:20 ص بتوقيت اليمن ،،،

وكالات


قالت وسائل إعلام سودانية أن سبب طرد الخرطوم لدبلوماسيين إماراتيين يعود لاتهام أبوظبي بالوقوف إلى جانب "قوات الدعم السريع" بقيادة محمد دقلو، في مواجهة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.

واتهم عضو مجلس السيادة ومساعد البرهان الفريق ياسر عطا في 28 نوفمبر علنا أبوظبي بدعم دقلو في حربه ضد الجيش.

وعلى إثر ذلك، طلب السودان، الأحد من 15 دبلوماسيا إماراتيا مغادرة البلاد بعد الاتهامات المذكورة.

وذكر موقع "سودان تريبيون" أن الإمارات طردت 3 دبلوماسيين سودانيين. وأكد مصدر سوداني رسمي للموقع أمس السبت، إبلاغ الحكومة الإماراتية رسميا السفير السوداني في أبو ظبي، عبد الرحمن شرفي، بأن الملحق العسكري ونائبه والملحق الثقافي "أشخاص غير مرغوب فيهم" وطالبت بمغادرتهم البلاد خلال 48 ساعة.

وقال المصدر إن أبو ظبي، أبلغت السفير السوداني بأن أعضاء البعثة الدبلوماسية السودانية الذين يمثلون الملحق العسكري وهو العميد أحمد عبدالرحمن البشير، ومساعده المقدم مدثر عثمان، والملحق الثقافي، غير مرغوب في وجودهم وطالبت بابعادهم عن أراضيها.

وتعد تلك المطالبة، سابقة أولى في علاقات البلدين إذ لم يحدث منذ بدء العلاقات المشتركة بينهما طرد دبلوماسيين أو استدعاؤهم.

من جانبها، شنت صحيفة العرب التابعة للإمارات هجوما عنيفا على البرهان، وقالت أن البرهان اعتقد أن طرد دبلوماسيين إماراتيين يعد عملا سياسيا يقربه من دول أخرى في المنطقة يزعم أنها على خلاف مع أبوظبي ويمكن أن تتلقف خطوته وتقدم له دعما طال انتظاره، واعتقد أن هذا التحرك قد يساعده على تبرير هزائمه العسكرية المتتالية أمام قوات الدعم السريع مؤخرا.

ونقلت الصحيفة عن مراقبين إن قائد الجيش السوداني يبحث دائما عن قنوات تبعده عن أي طريق يُلزمه بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية، وأثبتت خطوته مع دبلوماسيي الإمارات أن أجندته ملتصقة تماما بحزب المؤتمر الوطني المنحل وقيادات النظام السابق؛ فالإمارات من أكثر دول المنطقة فهما لألاعيب جماعة الإخوان، ويتحمل هذا التنظيم نكبات عديدة في الدول التي ابتليت به، والسودان أبرزها.

ويضيف المراقبون، وفقا للصحيفة، أن حيرة البرهان السياسية أربكت توجهاته الداخلية والخارجية، فلم يتمكن من تحقيق ولو انتصار عسكري واحد على قوات الدعم السريع، وأساء إلى المؤسسة العسكرية التي ينتمي إليها عندما أخضعها للحركة الإسلامية، وجعلها مطية لرؤية الفلول التي تتهرب من أي التزام وتسعى لاختلاق الأزمات، حيث كانت القوى المدنية تعتقد أن الثورة أنهت دور الجماعات الأيديولوجية في الحكم والجيش.

وأوضحت أن "قيادات الحركة الإسلامية حشدت العشرات من السودانيين ضد دولة الإمارات مؤخرا، انطلاقا من مساجد في بورتسودان، وطالبوا بطرد سفيرها من السودان، وذلك بعد مزاعم ساقها عضو مجلس السيادة ومساعد البرهان الفريق ياسر عطا في أواخر نوفمبر الماضي وقال فيها إن “الإمارات تدعم قوات الدعم السريع”".

وأشارت إلى أن "تلك الخطوة تزامنت مع زيارة قام بها السفير التركي في السودان إلى ميناء سواكن، ما يوحي بأن لدى البرهان خيارات يمكن أن تؤثر على مصالح بعض الدول المعنيّة بالبحر الأحمر".

كما نقلت الصحيفة عن أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم صلاح الدين الدومة، قوله أن "الأزمة الراهنة سببها التصريحات غير المسؤولة للجنرال ياسر العطا بعد أن تحدث في أمور شائكة باعتباره رجلا عاديا وليس مسؤولا في الدولة السودانية، وهو ما قاد إلى توتر قد يتصاعد مستقبلاً، لافتا إلى أن فلول البشير لا تجيد التعاملات الدبلوماسية السلمية وكان يمكن أن يبعث أي مسؤول بإشارات مفهومة للرأي العام المحلي أو الدولي لكن ما جرى تسبب في أزمة دبلوماسية دون أن يمتلك دليلا على ما ورد في حديثه".

وتابع وفقا للصحيفة أن “أعضاء مجلس السيادة في السودان يواجهون مشكلة انعدام الحس السياسي، وبدلاً من التخفيف من حدة الأزمة أو تطويقها مضوا في طريقهم نحو خلق علاقة صفرية مع دولة بحجم الإمارات. والاتجاه إلى معاداة الدول أو العمل لمصلحة دول أخرى دون إيجاد مسافات وسطى تضمن مصالح السودان يشكل تاريخا لفلول البشير التي لا تمثل الدولة السودانية”.