أخبار عدن

الإثنين - 07 فبراير 2022 - الساعة 11:41 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / كرم أمان

يكاد يتبدد الأمل الوحيد المتبقي لأهالي وسكان العاصمة عدن جنوب اليمن، من أجل تحسن منظومة الكهرباء في المدينة، والمتمثل بمحطة الرئيس او ما يعرف بمحطة عدن الجديدة التي تم انجاز مرحلتها الاولى بقدرة 264 ميجاوات وبدأت بالتشغيل التجريبي منذ شهرين.

تلك المحطة التي تعد نافذة تفاؤل جديدة وبصيص أمل وحيد أمام تحسين خدمة الكهرباء في عدن ورفع قدرة منظومتها التوليدية، باتت اليوم مهملة، متوقفة، وتحولت الى نصب تذكاري يضاف الى محطة الحسوة التاريخية التي ربما باتت تصنف ضمن إرث عدن التاريخي، كونها تأسست منذ سبعينيات القرن الماضي، ولم يجرى لها أي تبديل أو تغيير، حتى أفضت اليوم معلما تاريخيا ينضم لمجموعة معالمها.




محطة الرئيس 264 متوقفة منذ نحو شهر ونصف تقريبا، جراء عدم توفر الوقود من النفط الخام الخاص بتشغيلها، حيث أن المحطة تعمل بنظامين وقود احدهما ديزل والاخر نفط خام.

ما توفره الحكومة اليمنية من وقود لمحطة الرئيس منذ البدء بتشغيلها تجريبيا، كان محدود ومعدود بعدد اصابع اليد، حيث توفر الحكومة عادة ما حجمه 40 الف برميل نفط خام، أي ما يعادل 5800 طن نفط خام تقريبا، وهي الكمية التي لا تكفي تشغيل محطة الرئيس لمدة 4 أيام بطاقتها الكاملة.

وتستهلك محطة الرئيس 264 ميجاوات في عدن، ما يعادل 10 الف برميل نفط خام باليوم الواحد، ما يعني ان المحطة تحتاج الى 300 ألف برميل نفط خام خلال الشهر الواحد، أي ما يعادل 45 ألف طن متري من النفط الخام شهريا.

تنتج اليمن من النفط الخام حاليا من قطاعات شبوة وحضرموت و مأرب أكثر من 100 ألف برميل نفط خام يوميا، ما يعادل 3 ملايين برميل نفط خام بالشهر، و 36 مليون برميل خام سنويا، أي ما يعادل بنحو 5.145 مليون طن من النفط الخام خلال العام.

ووفق هذه الاحصائية المستقية من تقارير وتصريحات حديثة صادرة عن وزارة النفط اليمنية التابعة للشرعية، فإن بمقدور الحكومة اليمنية توفير 45 ألف طن من النفط الخام شهريا لمحطة الرئيس في عدن لرفع المعاناة عن أهالي هذه المدينة خلال ستة أشهر من فصل الصيف، حيث تحتاج عدن لتشغيل محطة الرئيس خلال ستة أشهر فقط بالصيف لنحو 270 ألف طن من النفط الخام بالحد الاقصى.

في غضون ذلك، ناشد مدير عام مؤسسة كهرباء عدن سالم الوليدي، البرنامج السعودي للتنمية وإعمار اليمن، وقيادته، بالتدخل والمساعدة لتشغيل محطة الرئيس في عدن، وتخفيف المعاناة والويلات التي يتجرعها وينتظرها أهالي عدن خلال الصيف القادم.

مناشدا إياهم بتمديد منحة الوقود السعودية المقدمة للكهرباء في اليمن، والتي سينتهي عقدها في ابريل القادم، كما ناشدهم بتوفير نفط خام ضمن المنحة السعودية، لتتمكن الحكومة من توفيره بانتظام لمحطة كهرباء الرئيس في عدن.

وأشار الوليدي أن الصيف القادم في عدن سيكون الأسوأ في حال بقاء الوضع كما هو عليه حاليا، مؤكدا أن التوليد في المحطات والحكومية والمستأجرة يغطي ربع احتياج واستهلاك عدن من الكهرباء، وجدد التأكيد أن الحل الوحيد المتوفر والجاهز هو محطة الرئيس 264 ميجاوات والتي تحتاج فقط لتموين منتظم بوقود النفط الخام.

يذكر أن عدن شهدت هذا العام أسوأ فصل شتاء على مر تاريخ كهرباءها السيئ، حيث بلغت وللمرة الاولى ساعات الانطفاء للتيار أكثر من ساعات تشغيله وبواقع من 14 الى 16 انطفاء مقابل 8 الى 10 ساعات تشغيل فقط، وهي سابقة خطيرة وتحدث لأول مرة في عدن خصوصا في فصل الشتاء الذي يشهد برودة الاجواء وانخفاض الرطوبة.