أخبار وتقارير

الأربعاء - 15 نوفمبر 2023 - الساعة 10:32 م بتوقيت اليمن ،،،

الشرق الأوسط


كشفت صحيفة سعودية عن بنود خارطة الطريق السعودية لتحقيق السلام في اليمن، تتضمن مقترحات سبق أن قدمتها السعودية في وقت سابق من العام الجاري، ومن بينها تغيير الحكومة أو إجراء تعديل وزاري والمهم هو ما بعد تغيير الحكومة.

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصدر يمني رفيع أن التحركات الأخيرة في جهود السلام التي تقودها السعودية تتمحور حول خريطة السلام الأولى التي قُدمت في رمضان الماضي، بعد إجراء تعديلات وملاحظات عليها من الشرعية اليمنية والحوثيين.



وأكد المصدر نفسه للصحيفة أن مجلس القيادة الرئاسي اليمني اطَّلع قبل نحو شهر على مسودة خريطة السلام، وأجرى عليها بعض التعديلات والملاحظات، وأضاف المصدر –رافضاً الإفصاح عن هويته: "ما تتم مناقشته اليوم هو نفس خريطة السلام التي قدمها الأشقاء السعوديون في رمضان الماضي، حصل تقدُّم وعُرضت قبل شهر على مجلس القيادة لكنه رفض الصيغة المقدمة، وجرى التعديل عليها وأُرسلت الملاحظات".

في المقابل، اكتفى مصدر خليجي قريب من المداولات بالإجابة على سؤال حول اتفاق وشيك بالإشارة إلى أنه لا شيء تم حتى اللحظة.

ووفقاً للمصدر اليمني، فإن هنالك "رداً حوثياً، وهناك تعديلات قبلوا بها حول مسألة آلية الضرائب والجمارك في ميناء الحديدة وصرف الرواتب في الصيغة الأساسية الأولى لخريطة السلام".

كان وزير الخارجية اليمني الدكتور أحمد عوض بن مبارك، التقى الثلاثاء، المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، وناقش معه جهود السلام الأخيرة. فيما أعلنت الخارجية الأميركية، الثلاثاء، عن توجه المبعوث الخاص لليمن تيم ليندركينغ، إلى الخليج لدفع جهود السلام في البلاد.

وأفاد المصدر بأن مجلس القيادة الرئاسي اليمني سوف يجتمع الأربعاء أو الخميس، لمناقشة الرد الحوثي والأفكار المطروحة للمضي قدماً في عملية السلام، مشدداً على أن الشرعية اليمنية حريصة جداً على السلام لا سيما مع تأكيد الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة، خلال القمة العربية الإسلامية الأخيرة، أهمية استغلال الحوثيين فرصة السلام الحالية.

اللواء فرج البحسني، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، أوضح في منتصف أكتوبر (تشرين أول) الماضي أن جهود تحقيق السلام التي تقودها السعودية وسلطنة عمان مستمرة على قدم وساق، مبيناً أن خريطة الطريق التي تجري مناقشتها حالياً تحظى بدعم إقليمي ودولي كبيرين.

وكشف اللواء فرج عن أن مجلس القيادة الرئاسي اليمني أقر أسماء وفده المفاوض الذي سيجتمع مع الحوثيين في أي محادثات مقبلة، معبراً عن تفاؤله بتحقيق تقدم في عملية السلام الذي انتهجته الشرعية خدمةً للشعب اليمني وليس ضعفاً، على حد تعبيره.

وتشمل خريطة السلام الأساسية –حسب المصدر– تغيير الحكومة اليمنية أو إجراء تعديل وزاري حسبما يجري التوافق عليه، وأضاف: "الموضوع يشمل فيما بعد تغيير الحكومة، وهناك طرح حول مسألة تعديلات وزارية، كلا الأمرين مطروح ويحظى بنفس الدعم، وهو جزء من خريطة السلام".

وعن المتوقع خلال الأيام المقبلة، وما إذا كان هناك إعلان مرتقب لاتفاق سلام وهدنة طويلة، أشار المصدر القريب من الملف إلى أن ذلك يعتمد على المناقشات وطبيعة الرد الحوثي بشأن خريطة السلام وبنودها.

وأضاف: "الأمر يعتمد على الاجتماعات المقبلة، ورد الحوثيين... الدولة جاهزة وقدمت ملاحظاتها على الصيغة التي قُدمت، والأمل أن يكون هناك تجاوب حوثي، ولا أعتقد أن الحوثيين سيوافقون على كل ما طرح، ربما يقدمون تنازلات في بعض المواضيع ويرفضون أخرى".

في حال التوافق على الأمور كافة يقول المصدر: سيجري التوقيع على خريطة السلام لوقف الحرب في البلاد بحضور وفد الحوثيين، إلا أن ذلك "قد يحتاج إلى بعض الوقت"، على حد تعبيره. وتابع: "مجلس القيادة الرئاسي سوف يجتمع، وقد وصل بالفعل معظم أعضائه إلى الرياض".

ويرى مراقبون أن الدعوات الأخيرة لأعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إعادة تصنيف جماعة الحوثي إرهابية، قد يشكّل ضغطاً على الجماعة التي حاولت استغلال أزمة غزة في الهروب من استحقاقاتها الداخلية.

وكان نوابٌ جمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي، حثوا وزارة الخارجية على إعادة تصنيف الحوثيين في اليمن منظمة إرهابية على خلفية هجماتها الموجهة ضد إسرائيل.

وسبق لوفد حوثي أن زار الرياض بمعية وفد عماني منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، وأجرى مناقشات لمدة خمسة أيام. وقال محمد عبد السلام، رئيس وفد الحوثيين حينها في تصريح للشرق الأوسط إن السلام هو الخيار الأول الذي يجري العمل عليه.

ومساء اليوم الأربعاء، بحث اجتماع سعودي يمني التعاون والتنسيق بشأن خريطة الطريق بين الأطراف اليمنية؛ للتوصل إلى حل سياسي شامل لإنهاء الأزمة اليمنية تحت إشراف الأمم المتحدة.

جاء ذلك خلال لقاء الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، وأعضاء المجلس.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الاجتماع الذي جرى في الرياض الأربعاء جاء وفقا لتوجيه من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، حيث جرى استعراض آخر التطورات والجهود المبذولة في الشأن اليمني، والسبل الكفيلة لتعزيزها ودعمها لضمان استعادة مسار السلام، ومناقشة عددٍ من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وأكد وزير الدفاع السعودي استمرار دعم بلاده للمجلس، وأهمية تغليب المصلحة الوطنية من جميع الأطراف اليمنية؛ للوصول إلى سلام شامل ودائم يساهم في تحقيق التنمية والازدهار لليمن وشعبه.

وكان الجانب اليمني يضم أعضاء مجلس القيادة الرئاسي: عيدروس قاسم الزبيدي، والعميد طارق محمد صالح، وعبدالرحمن أبو زرعة، والدكتور عبدالله العليمي باوزير، وعثمان حسين مجلي، وفرج سالمين البحسني. في حين حضر محمد آل جابر السفير السعودي لدى اليمن المشرف العام على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، وهشام بن شيخ مدير عام مكتب وزير الدفاع السعودي.

وقالت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) إن العليمي استعرض مستجدات الوضع اليمني، وفرص استئناف مسار السلام في ظل التعنت المستمر من جانب الميليشيات الحوثية، وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان، وتصعيدها العسكري على مختلف الجبهات. ونقلت "سبأ" بأن رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء المجلس أكدوا دعمهم الكامل للمساعي السعودية من أجل تجديد الهدنة، وتخفيف معاناة الشعب اليمني، وإطلاق عملية سياسية شاملة تضمن استعادة مؤسسات الدولة، والأمن والاستقرار، والتنمية في البلاد.

كما نقلت الوكالة تأكيد وزير الدفاع السعودي التزام الرياض دعم مجلس القيادة الرئاسي، وتشجيع الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي شامل ومستدام لإنهاء الأزمة اليمنية تحت إشراف الأمم المتحدة، وبما يحقق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية في اليمن.

وأكدت السعودية أنها وجّهت الدعوة إلى وفد من صنعاء لزيارتها؛ لاستكمال اللقاءات والنقاشات، بناءً على المبادرة السعودية التي أُعلنت في مارس (آذار) 2021، واستمراراً لجهود السعودية وسلطنة عمان، للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن، وحل سياسي مستدام ومقبول من جميع الأطراف اليمنية.

وأمس الثلاثاء، استدعت السعودية كافة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي اليمني إلى الرياض، في سبيل تحريك الملف اليمني الذي شهد جمودا خلال الفترة الأخيرة. حيث تسعى السعودية إلى الخروج من المأزق اليمني بأي تكلفة.