منوعات

الإثنين - 13 نوفمبر 2023 - الساعة 12:18 ص بتوقيت اليمن ،،،

العرب


كشف الكاتب والكوميدي باسم يوسف كواليس مقابلتيه مع الإعلامي البريطاني بيرس مورغان حول الحرب في قطاع غزة، موضحا أنه رفض إجراء مقابلة معه مرتين لاعتراضه على التناول السيء للإعلام الغربي لمجريات الأحداث في غزة.

وجاء حديث يوسف خلال جلسة في معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي لا يتناول عادة الأحداث السياسية ويركز على الشأن الثقافي والقضايا الأدبية وتقديم ورشات العمل التدريبية والأمسيات الشعرية وحفلات توقيع الكتب، ويجذب كل عام ما يناهز ألفا وخمسمئة دار نشر وما يزيد عن مليوني زائر في مركز إكسبو الشارقة.

لكن المرحلة الراهنة التي تتسم بحساسية شديدة أخرجت المعرض عن تقاليده المعتادة ليتناول قضية إعلامية وسياسية شغلت الرأي العام العربي، وهي انحياز الرواية الغربية إلى الجانب الإسرائيلي في سرد الأحداث.

وتأتي استضافة يوسف حرصا من المعرض على تسليط الضوء على تجربة استثنائية استطاع من خلالها تقديم وصفة إعلامية ناجحة لمواجهة المغالطات الغربية حول الصراع العربي – الإسرائيلي.

وتفاعل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مع بادرة المعرض باستضافة يوسف،

وتحدث الإعلامي والكوميدي عن كواليس اللقاء، وقال “عندما بدأت الأحداث في غزة تواصل معي فريق بيرس مورغان للخروج في مقابلة والحديث حول هذا الأمر، وكانت الصورة المنتشرة في الإعلام الغربي سيئة جداً، وشعرت أن الحديث في هذا الوقت أشبه بالانتحار فرفضت طلب فريق البرنامج مرتين، ولكن مع تكرار الطلب ومع حجم المعلومات المغلوطة المنتشرة حولنا في الإعلام الغربي قررت الموافقة والخروج للحديث وتوضيح هذه الأمور. وفكرت في أن يكون أسلوبي في الحديث كوميديا، وكنت أعي أن هذه المقابلة ستكون بمثابة سيف ذي حدين”.

والقضية الفلسطينية حاضرة في الإعلاميْن العربي والغربي لكن على طرفي نقيض، فالإعلام العربي يسلط الضوء على حجم المأساة التي يتعرض لها أهل غزة وغيرهم من سكان الأراضي الفلسطينية وفي داخل إسرائيل، بينما الإعلام الغربي يقتصد في هذه الرؤية ويتوسع في الرؤى التي تعكس المعاناة الإسرائيلية، ليجعل الرأي العام الغربي في حيرة، فالتضامن التقليدي مع القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المهدورة على مدار عقود تعرض لهزة عنيفة منذ السابع من أكتوبر.

ويتعرض الإعلام الغربي لانتقادات تتصاعد حدتها مع تواصل أيام حرب القطاع، حيث يرى المشاهد العربي العادي حين يتابع القنوات الغربية بلغاتها أو الناطقة بالعربية تحيزاً للرواية والموقف والمظلومية الإسرائيلية.

وأوضح يوسف “عندما لمست أن المقابلة الأولى أدت الرسالة المطلوبة قررت إجراء مقابلة ثانية وخاطبت بيرس وأخبرته أنني أرغب بمقابلته شخصياً في مقابلة وجهاً لوجه، وكان التحضير لها مختلفاً تماماً فكان الهدف أن أقوم بشرح قضية لا يتم تقديمها بشكل صحيح في الإعلام الغربي”.

وانتشر فيديو اللقاء الأول بسرعة كبيرة وحصد أكثر من 20 مليون مشاهدة، ليصبح الحلقة الأكثر مشاهدة في برنامج مورغان غير الخاضع للرقابة. وهو ما دفع مورغان إلى دعوة يوسف إلى جولة ثانية من الدردشة، هذه المرة شخصيًا.

ومما جاء في لقاء يوسف مع مورغان “إن إسرائيل هي القوة العسكرية الوحيدة التي تقوم بتحذير المدنيين قبل قصفهم، أعني كم هذا لطيف.. لأنه بهذا المنطق إذا بدأت القوات الروسية حربها بإنذار الأوكرانيين قبل قصف منازلهم، فنحن بهذا الشكل متفقون مع بوتين: حسنًا حبيبي، لقد قمت بتحذيرهم، قم بغزوهم الأمور على ما يرام، لقد قمت بعملك على أكمل وجه”.

وتم بث المقابلة الثانية ليوسف مع مورغان في وقت سابق من هذا الشهر وحققت أكثر من 10 ملايين مشاهدة على موقع يوتيوب. وقد تم وصفها بأنها درس رئيسي في تاريخ فلسطين.

وتابع يوسف “تواصلت مع أصدقاء لي وشكلت ثلاثة فرق من أنحاء العالم ما بين باحثين وأكاديميين في التاريخ من الضفة الغربية وغزة وأماكن أخرى، وأجريت مقابلات طويلة جداً على مدار أسبوعين تلقيت خلالها كماً كبيراً من المعلومات، وكان التحدي كيف سأقوم بتقديم هذه المعلومات، حيث اخترت أن يكون الهدوء ومنح المُحاور أمامي مساحته الخاصة هو الأسلوب الأمثل، حتى أستطيع الحصول على مساحتي وإيصال رسالتي وهو ما حدث بالفعل”.

وتناول يوسف عدة مواضيع خلال اللقاء الذي جمعه بجمهور معرض الشارقة، بدءا من مقابلته واسعة الانتشار مع مورغان، وقد استضاف جلسته رجل الأعمال والمحاور أنس بوخش.

وتعرض الإعلامي المصري في نفس الوقت إلى هجمة من قبل حسابات إخوانية أعادت التذكير بمواقفه السابقة المناوئة للجماعة، معتبرين أن لقاءات يوسف وإطلالاته الإعلامية ما هي إلا استعراض وترويج لنفسه،

وعلق ناشطون على ظاهرة باسم يوسف وما يتعرض له من إشادة وانتقاد في مقاطع فيديو عديدة، وجاء في تعليق على مقطع فيديو: "بين وصفه بالبطل القومي والمهرج الهارب. قدر #باسم_يوسف يكون ترند في العالم لحد الان ويفتح عيون العالم الغربي على الصراع الي صاير. ولكن البعض ماكان عاجبه الحوار الاخير وصار هجوم عليه".

وتفاعل نجوم عالميون مع يوسف، حيث عبر عن سعادته الشديدة لمتابعته من عارضة الأزياء العالمية بيلا حديد عبر موقع إنستغرام، حيث تحرص الأخيرة على دعم فلسطين التي تعود أصولها إليها، ما تسبب في قيام شركة ديور باستبدالها بعارضة أخرى.