أكد متحدث الخارجية المصرية أحمد أبو زيد أن مطالبة وزير إسرائيلي بإلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة، دليل على مدى الانحراف والتطرف الذي لحق بعدد من صناع القرار في الحكومة الإسرائيلية.
وفي بيان له عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا) طالب السفير أبو زيد المجتمع الدولي بالتصدي بحسم لخطاب العنف والكراهية والعنصرية، مشيرا إلى أن العالم يتحدث عن نزع السلاح النووي ومخاطره والبعض متعطش للمزيد من الدمار والقتل.
وكان وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو قد وصف إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة بأنه "أحد الخيارات" لتحقيق هدف القضاء على حركة "حماس".
وأيد الوزير اليميني المتطرف فكرة "استعادة" أراضي القطاع وإعادة بناء المستوطنات هناك، وعندما سئل عن مصير السكان الفلسطينيين، قال: "يمكنهم الذهاب إلى إيرلندا أو الصحارى، ويجب على الوحوش في غزة أن تجد الحل بنفسها".
ولاقى هذا التصريح المتطرف موجة واسعة من الانتقادات الداخلية والدولية.
وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التنصل من تصريح إلياهو، وقال في بيان له: "كلام عميحاي إلياهو منفصل عن الواقع.. إسرائيل والجيش الإسرائيلي يتصرفان وفقا لأعلى معايير القانون الدولي من أجل منع إلحاق الأذى بالأشخاص غير المتورطين، وسنواصل القيام بذلك حتى النصر".
من جانبه، ندد مفتي مصر، شوقي علام، بشدة تصريحات وزير التراث بالحكومة الإسرائيلية عميحاي إلياهو، التي دعا فيها إلى إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة ووصفه بالتعطش إلى القتل.
وقال علام في بيانه مساء الأحد: "إن هذه التصريحات غير المسؤولة تعكس تعطش الكيان الإسرائيلي إلى مزيد من سفك دماء الأبرياء على مرأى ومسمع من العالم أجمع".
واستنكر ما يقوم به "الكيان الإسرائيلي المحتل من تكثيف الهجمات والاعتداءات الوحشية الغاشمة وتكثيف الهجمات على أبناء الشعب الفلسطيني وما يسفر عنه من سقوط مئات الضحايا الأبرياء من المواطنين الفلسطينيين ما بين قتيل وجريح، واصفا هذه الاعتداءات الوحشية بأنها جرائم حرب مكتملة الأركان".
وتابع: "إن هذه الجرائم والاعتداءات الغاشمة تضاف إلى سلسلة الجرائم الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني الذي يطالب بحقوقه المشروعة، في الوقت الذي تضرب فيه قوات الاحتلال بالقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية عُرض الحائط، وسط صمت تام من المجتمع الدولي".
ودعا المفتي عقلاء العالم والمجتمع الدولي بمنظماته وهيئاته المعتبرة، كي يتدخلوا بشكل فوري وحازم "لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين والمنشآت المدنية، ووضع حد للعقاب الجماعي الذي يمارسه الكيان الإسرائيلي المحتل تجاه أبناء الشعب الفلسطيني المناضل".
وفي وقت سابق الأحد، أدانت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان لها، التصريحات العنصرية لوزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو.
وجاء في البيان: "منظمة التعاون الاسلامي تدين التصريحات العنصرية لوزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، بشأن دعوته إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة وتعتبر أن ذلك يعكس خطاب التطرف و الكراهية والتحريض على العنف و الإرهاب المنظم وجريمة الإبادة الجماعية".
من جانب آخر، أكد مستشار الرئيس الفلسطيني، محمود الهباش، أنه لا يحق لأحد الحديث عن إدارة غزة بعد الحرب.
وقال الهباش: "إحنا المسؤولين عن الشعب، نحن نمثل الشعب والسلطة في كل بيت.. غزة لنا مثل القدس والضفة، لا نسمح لأحد بالحديث عن إدارة غزة بعد الحرب.. نحن الذين نقرر كيف ندير غزة وليس قوات دولية أو أي أحد آخر".
وفي وقت سابق، أفادت صحيفة "معاريف" العبرية نقلا عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع بأن المسؤولية الأمنية في غزة ستبقى بيد تل أبيب عقب الحرب.
وأوضح المسؤول أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب من الجيش إعداد خطة لعمل واسع النطاق في حال وقوع حدث مماثل لـ7 أكتوبر في الضفة الغربية.
وأشار إلى أن التصور السائد الآن هو أن ذلك نتيجة ضرورية لأهداف الحرب، أي تفكيك سيطرة حماس على القطاع.