تعليق أ. د. عبدالله بن عبدالله عمر
قصيدة (العيون) للشاعر صالح نصيب وهذا تعليق عام علی قصيدة العيون (وقعت في حب أعمی)، وسنتبعه بإذن الله - تعالی - بحلقات منتظمة، نشرح أبياتها، نفرد لكل فقرة أو مجموعة أبيات حلقة نشر؛ لا نظلم القصيدة الفريدة في بابها (الحديث عن العيون).
سنشرع بإذن الله - تعالی- في شرح قصيدة فريدة في الشعر العربي، فهي أول قصيدة حسبما علمنا يفردها شاعر يصف جمال العيون، حجمها و لونها.
والعيون هنا مطلقة، فالنص لا يُفصِح عن عيون ممدوح معين، لا امرٖأة ولا حيوان جميل، فلا يُفهم من القصيدة إلا حديث مطلق عن العيون وجمالها..
صالح نصيب -رحمه الله - في تعداد صفات للعيون التي أُغرِم بها إبداعًا لا مثيل له بل إباعًا منقطع النظير.
لقد امتلأت قصائد الشعر العربي قديمًا حديثًا بالتغني بجمال العيون وتأثيرها غير إنّ العيون عند نصيب - رحمه الله - غير، فلها مذاق خاص، ولون لا يشبه الألوان. يروعك صالح نصيب -رحمه الله-. في بيان إبداع الخالق- عز وجل -وما أنشأه من أشياء جميلة في هذا الكون، وأجمل شيء خلقه الله عز وجل في مخلوقاته العجيبة هو العيون.
وامتازت عيون بني الإنسان بالحسن والجمال علی اختلاف درجاته، وتنوع أشكاله، فالعيون التي تُعد نعمة من النعم العظيمة التي غفل عنها الإنسان، وقد ذكر الله عز وجل العينين علی سبيل الامتنان والنعمة بقوله:{ ألم نجعل له عينين ولسانًا وشفتين} البلد.
قصيدة نصيب التي يستهل بالحديث عن نفسه أنّه وقع في حب أعمی، فيها من الرمزية فيها.
الغريب والعجيب أنّه أفرد للعينين قصيدة كاملة، أفصح فيها عن أحاسيسه ومشاعره، وصارت العيون الموصوفة رمزية، فهي عيون قد لا نجدها أو لا نظفر بنموذج تُمثله في ذاكرة نصيب رحمه الله - وفي وجدانه في واقعنا الملموس
يقول نصيب:
وقعت في حب أعمى
بين الحـوَر والجفون
حيث الجــلال تسامى
في سحر تلك العيون
الفاتنة العسلية تلك البريئة
الرضية يهون قتلي يهون
............................
عينين ربي كســاها
ظلال تحت الهدب
ومن حنـــانه رواها
بشهد حالي وصب
وحط نسمه على الخد
تُحرَس وتُرعى وتُعبد
جابت لعقلي الجنون
..........................
باعيش هـــايم متيّم
في جفوها أو صفاها
حتى توافي وترحم
ذي حبها واصطفاها
وحب فيها التسجوال
يحبّ مازال مازال
حتى يلاقي المنون
..........................
عندي أمل في لقاها
ناءت ولا تدانت
والله عمري وراها
ماعشت مهما توارت
لو يطرحوا في يميني
حبيلهم والحسيني
مابيع غالي بدون
