أخبار وتقارير

الخميس - 06 يوليو 2023 - الساعة 11:27 م بتوقيت اليمن ،،،

خالد سلمان


من يريد أن يبقى محتلاً للجنوب ، ومن فعلياً يحتل الشمال هو إستعمار داخلي واحد ،مع فارق أن الأول يقاوم والآخر يفتقر بفعل إنتهازية نُخبه لثقافة الرفض.

2
في الشمال أزمة مركبة ثلاثية الأبعاد تؤبد الإستبداد:

* خطاب صالونات ترِف مغلق على ذاته ومنعزل عن الشارع.
* تعايش مع العبودية المختارة ، بفعل غياب خارطة خلاص تفكك إنسداد الأفق.
* إرهاب مزدوج بإسم الله والمذهب.

3
من دمر إمامية أجدادهم يستطيع أن ينسف إمامية الأحفاد، فقط مازال السؤال مصادر الجواب من الطبقة السياسية: من أين على الناس أن تبدأ.

----------------

كنا نرى في منع الإحتفال بيوم الغدير إعتداءً على حرية المعتقد ، وإن المناسبة طقوسية وشكل من أشكال التجمعات الشعبية الإحتفائية كأي مناسبة اجتماعية، بلا بُعد عميق أو أثر يتصل بمفاهيم أحقية الحكم والسلطة.

وحده على عبدالله صالح من كان يدرك ماذا تعني هذه المناسبة من زعزعة لشرعية حكمه وخروجاً عليه ، وأن يوم الغدير هو البيعة للإمام علي التي تمتد وتتناسل لتصل إلى الحوثي ، كحامل لجينات السلالة صدقاً أو إدعاءً ، فمنع صالح وسجن وخاض ضدهم حروباً ستة، في ما كنا نحن نتضامن ونحول صحفنا إلى لسان حال هذه الجماعات ، من موقع حقوقي ومنصة للدفاع عن حق التعبير والمعتقد.

كان صالح نافذ البصر على رغم ثقافته البسيطة، وكان يدرك الخطر على الرغم من النهاية الكارثية التي جاءت على يديه، وأودت به إلى حتفه ،وبالبلاد الى مهالك الحرب الممتدة حتى الآن.

تشييع المجتمع الواقع تحت سيطرة الحوثي ، هو نتاج لحاصل جمع السلاح والإرهاب وقوة الأسطورة ، والنتيجة الغاء قيم السياسة وآليات الإختيار والتبادل السلمي للسلطة، وإستبدال فلسفة النظم السياسية الحديثة ،بالحق الإلهي والبيعة، وبنماذج مشوهة ترى في نفسها ظل الله وصوت السماء وورثة الحكم بصك الخرافة.

أكل وحش فرانكشتاين صالح الذي ضخم عظلاته بفتح المعسكرات والولاءات له ومنحه أسباب القوة ، ومازال هذا الوحش يبطش بنا ويأكل سلامنا الإجتماعي.

الحوثي يقدم لنا الدرس المُكلِف :

يجب عدم توظيف الجملة الدينية وتحييد الدين في معارك السياسة ،مالم فهناك على دكة الإنتظار أكثر من حوثي بلبوس مختلفة وبمرجعيات مذهبية دينية متعددة، يدعي كل منهم تفويضه لحكم الناس من الله ، وانه وحده من يمتلك الحقيقة المطلقة.