أخبار اليمن

الثلاثاء - 30 مايو 2023 - الساعة 12:43 ص بتوقيت اليمن ،،،

خالد سلمان


مهما حاولوا توفير شريان الإمداد لها عبر مأرب ، ومهما حاولوا المناقلة بين الخصم المفترض محتل أراضيهم ، بخصومة بديلة ضد الشعب ومكوناته السياسية، ومهما غدّوا الإرهاب ونشطوا أذرعه، سنوا مخالبه ووفروا له الملاذات الآمنه وتقنية التسليح المتقدمة ، من أجهزة تفجيرات عن بعد وعبوات أشد فتكاً وطائرات مسيرة ، ومهما صعّدوا عبر كتائبهم الإلكترونية ضد أبناء المحافظة، و مهما سعوا لبعثرة جهد القوات الجنوبية في معارك متزامنة على إمتداد التراب المحرر، ستبقى المنطقة العسكرية الأولى معزولة بلا حاضنة ، وفي وسط إجتماعي مستنفر ضدها وبيئة غير صديقة.

صحيح هذه المنطقة معقل الإخوان الأخير ، بعد أن خسروا كل شيء وقايضوا بكل شيء وفروا من مواجهة أي شيء له صلة بالتحرير ، إلا أن خسارتها تعني لهم طي صفحتهم ، ليس في حضرموت والمهرة وحسب ، بل وفي معقل نموذجهم السياسي للحكم في المختطفة تعز وبالتالي في كل اليمن.

من هنا تكمن أهمية هذه المنطقة لطرفي المواجهة:

الإنتقالي لإستكمال آخر جزء من الخارطة الجنوبية ، وفرض أمر واقع على صناع القرارات الدولية، يدفع نحو تسريع إقرار حل الدولتين.

في ما الإصلاح فرع التنظيم الدولي للإخوان ، دفاعاً عن موطئ قوته الأخير سيقاتل حتى آخر نفس.

واحدة من نتائج المواجهة مع العسكرية الأولى ، إخراج تحالفات الظل بين ثنائية الحوثي الإخوان ، من تحت الطاولة إلى العلن، ومحاولة إعادة إنتاج قوى حرب ٩٤، بإستقطاب إلى جانبهما الذين يعلنون تقاربهم مع الإنتقالي شكلاً ، وبحملون في ذات الوقت مشروع الوحدة القهرية خيارأ نهائيا لارجعة عنه.

أطراف أخرى مستفيدة:

الخلاص من المنطقة العسكرية الأولى ليس مكسباً انتقالياً لجهة تحرير جغرافيته فقط ، بل يمتد هذا الإنجاز ليطال جيش الشرعية بتحرير ألويته ومناطقه العسكربة المستولى عليها من مليشيات الإصلاح ، وفتح أفق جديد لإعادة بناء هذه المؤسسة على أساس إحترافي ،كل ملاكها ومستويات القيادة والسيطرة فيها ، ليس من خريجي المعاهد الدينية وساحات حرب قندهار ،بل من المؤسسات العسكرية والأكاديميات المتخصصة.

هناك جزئية أُخرى تطرح نفسها كمعطى من معطيات الخلاص من قوة هذا التشكيل المليشاوي الديني العسكري، تكمن في تحرير القرار الوطني من الإنتهازية الإخوانية ، وإجبارهم على الحديث بلغة واحدة والعمل وفق قاعدة الشراكة الوطنية التوافقية ، لا توظيف الرئاسي لصالح مشروعهم ال مافوق وطني، المؤمن بالأممية الإسلامية ودولة الخلافة كبديل عن الوطن.

ويبقى الأهم على صعيد المناطق المحررة والجهد الدولي لمكافحة الإرهاب،أن ممكنات تجفيف مصادر التطرف والارهاب المسلح وخلق بيئة آمنة للداخل والخارج معاً ، يغدو جراء تكسير هذا الجيش غير النظامي - حتى وان ادعى ذلك - أسهل كثيراً بعد تفكيك مظلة حمايته السياسية الرسمبة ، وعزله عن مصادر دعمه اللوجستي ، وخوض معركة كسر عظم مع خلاياه النائمة والنشطة وكذا مستواه السياسي .

الخلاص من المنطقة العسكرية الأولى أياً كانت الوسيلة - وإن كنا نتمنى أن لا تكون بحمام دم - ، يخدم أمن المنطقة و يحقق تلك المروحة المتنوعة من الأهداف.

وبحسابات الربح والخسارة:
مع بقائها يخسر الجميع وبالخلاص منها يكسب الجميع.

-------------

أفراد المنطقة العسكرية الأولى إحتياطي نشط لتنفيذ توجيهات مرجعيتهم الإصلاحية:
يمكن أن يكونوا عوناً للشرعية بالخطابة الزائفة

يمكن أن يكونوا عوناً للحوثي بالتسهيلات وضخ وتهريب السلاح.

ممكن أن يرتدوا الزي الحضرمي، يجوبون الأسواق بعلم حضرموت دولة مستقلة،
ممكن أن يرفعوا شعار حضرموت إقليم في دولة إتحادية.

وممكن يثيروا اللغط حول حضرموت جزء من سلطة السيد.

في توجيهات توزيع الأدوار المناط بهم هم كل هذا،وهم مع اليمن الواحد إن أردت ،
ممكن مع التحالف إن طلبت.

وهُم هتيفة بملابس مدنية تصرخ في الشوارع لا تحالف بعد اليوم.

الشيء الذي فعلوه:

قتل المواطن في حضرموت بأطقم العسكرية الأولى.
إطلاق عناصر القاعدة من السجون لترويع المجتمع.
تمرير مفخخات الإرهاب.
تهريب الطائرات المسيرة لمليشيا صنعاء.
إرهاب الناشطين.
النيل من كرامات المواطنين.
نهب الثروات.
فرض الإتاوات.
حماية الفساد والتغول في البسط على السلطات المحلية.
تمزيق وحدة أبناء المحافظة.
صنع مراكز ولاءات متعددة لتفتيت التقاربات.
ملشنة خلافات السياسة، وتهيئة أجواء الإحتراب البيني المدني بين أبناء النسيج الإجتماعي الواحد. .

الشيء الذي لم يفعلوه:

قتال الحوثي وتحرير المناطق.
الدفاع عن شرعية هشة تغذيهم بالمال والسلاح، تعطل ترحيلهم وتبقيهم إحتياط حرب للمد بعمر الإخوان، وإن تطلب الأمر تسريب عناصر الحوثي إلى مفاصل المحافظة، والتحالف معه ، وتسهيل تدفق السلاح لمرابضه،وإعادة تموضع عناصر المنطقة بعد خلع الكاكي الرسمي، على هيئة خلايا نائمة ونشطة، للحوثي والقاعدة -حسب الطلب- وعلى حد سواء.

هذه المنطقة العسكرية عبوة ناسفة ممتلئة بالشظايا والمسامير السياسية ، يجب تسريع نزع فتيلها، قبل أن تنفجر في وجه أمن وسلام حاضر ومستقبل الجميع.

في سُلّم الأولويات إخراجها عن المشهد وإبطال مفاعيلها أولوية لا تُضاهى.

-------------

‏ثلاثة يعملون معاً ضد الجنوب وليس ضد بعضهم ، وثلاثتهم سيُهزمون معاً:

الإخوان الحوثي الإرهاب ، مع أنهم ثلاثة أضلاع لمثلث واحد.

هل سينجح الجنوب في ذلك؟

في السياسة والميدان نعم هو الآن يفعل.

--------------

‏صاحب المشروع الصغير هو من يجر كل هذه الجغرافية كي تتوحد مع إمام.

خذوا مشروعكم الكبير وضعوه تحت أقدام السيد، إرفعوا بنادقكم وأطماعكم عنا ، وأتركوا لنا مشروعنا المدني الصغير.

نحن نستحق دولة وصندوق إنتخاب لا نصف إله وإمام.

أيها الصغار خذوا ضلالات أوهامكم بحكمنا ثانيةً وغادروا.