أثار تعميم وزارة التجارة السعودية منشورا دعت فيه إلى استبدال تسمية “القهوة العربية” بـ”القهوة السعودية” جدلا واسعا على موقع تويتر.
وقالت الوزارة إن القهوة “عنصر رئيس في الثقافة والموروث الشعبي السعودي، وعلامة ثقافية تتميز بها المملكة، سواء من خلال زراعتها، أو طرق تحضيرها وإعدادها وتقديمها للضيوف”، لاسيّما أنها “ترتبط بالإرث الثقافي للمملكة العربية السعودية عبر تاريخ حافل بالعادات والتقاليد، وقيم الكرم والضيافة، والحضور الإنساني والجمالي والفني في الأغاني والقصائد واللوحات”.
وقال المتحدث باسم وزارة التجارة عبدالرحمن الحسين في تغريدة عبر حسابه في تويتر، مساء الأحد:
كما أصدر اتحاد الغرف السعودية، تعميما لجميع الجهات المعنية باعتماد اسم “القهوة السعودية” بدلا من “القهوة العربية” في قائمة المنتجات التي تقدّمها لزبائنها، والتأكيد عليهم بعدم استخدامها كاسم تجاري أو علامة تجارية.
وكان ثامر الفرشوطي، المسؤول البارز في اتحاد الغرف التجارية السعودية، أول من أعلن القرار، مبيّنا أنه سيُمنع استخدام التسمية كاسم تجاري أو علامة تجارية. علما أن سعوديين كثرا كرروا دعواتهم إلى إطلاق هذه التسمية في السابق.
وفي تويتر، نشط هاشتاغ #القهوة_السعودية، واحتفى سعوديون بهذا القرار معتبرين أن القهوة التي يعدونها ويقدمونها على طريقتهم الخاصة عنصر ثقافي مرتبط بهوية المملكة.
وتتعدد مكونات وطرق إعداد القهوة في السعودية، لكنها غالبا لا تخلو من مسحوق القهوة والزنجبيل والهيل وكبش القرنفل والزعفران ومبيض القهوة والماء الساخن. وكثيرا ما تقدم مع التمور والشوكولاتة.
وغرّد المؤثر السعودي مشعل الخالدي “ربط الثقافة العربية بالسعودية شرعي ومنطقي، لأن ضمن حدودها ظهر أول ذكر للعرب، وكل مساحتها موطن العرب منذ فجر التاريخ، وشعبها هو الوريث الشرعي لهم وكيانها السياسي أسسه أبناؤه العرب”. ونبّه المؤثر:
وكانت وزارة الثقافة قد أعلنت العام الماضي عن إطلاق مبادرة وتسمية عام 2022 بـ”عام القهوة السعودية”؛ حيث خصصت لها الوزارة منصة إلكترونية، متضمنة وصفا للمبادرة وأهدافها، وإرشادات لاستخدام الهوية البصرية.
كما قال وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود في كلمته حينذاك “تأتي القهوة السعودية باعتبارها عنصرا مهما من عناصر ثقافتنا الغنية، ليس لمجرد كونها مشروبا طيبا يشاركنا في جميع لحظات حياتنا، بل لأنها تمتلك دلالات عميقة على الكرم والضيافة، والتنوع الثقافي، والخصوصية الفريدة للثقافة السعودية. فمن عملية زراعتها في جنوب المملكة، إلى حصادها، وتوزيعها، ثم إلى طريقة إعدادها وتحضيرها التي تختلف من منطقة إلى أخرى، وصولا إلى طرق تقديمها المتنوعة، تكتسب القهوة السعودية قيمتها الثقافية باعتبارها نشاطا اجتماعيا بامتياز، يعكس القيم السعودية الأصيلة، وتتجلّى من خلاله خصوصية العلاقة التي تربط السعوديين بقهوتهم المميزة”.
واحتفى الجناح السعودي في إكسبو دبي 2020 بـ”أسبوع القهوة السعودية” عبر فيلم قصير ربط القهوة بهوية وثقافة المملكة ومجموعة من الورش والأنشطة لزوار المعرض العالمي عن أهمية “القهوة السعودية” وطريقة إعدادها.
في المقابل، اعترض عدد من المغردين العرب على التسمية لأسباب متفاوتة، أبرزها أن التسمية ينبغي أن تُطلق على بلد المنشأ أو مصدر المواد الخام للصناعة. ولفت كثيرون إلى أن “القهوة يمنية” إذ تشير عدة مصادر تاريخية إلى أن العالم عرف القهوة من العرب، وتحديدا اليمن، لدى انتقال البُنّ إليها من إثيوبيا. ويحتفي اليمنيون في الثالث من مارس من كل عام بـ”عيد موكا” أو يوم البن اليمني الذي يعد أحد أجود أنواع البن في العالم وأغلاها سعرا. وكتب حساب:
وسخر صحافي قطري:
A_AlAthbah@
القهوة يمنية، ولا قهوة إلا اليمنية، وأشهر قهوة في العالم كله هي “الموكا” التي يصدرها اليمن عبر ميناء “المخا”. استمتعوا بالقهوة اليمنية الـمُرة يا إخوان.
ورد سعوديون بأن “العبرة في طريقة الإعداد وليس في منشأ المكونات”. واعتبر مغرد:
AbdullahMashat@
السعودية قررت تغيير تسمية القهوة العربية إلى القهوة السعودية، البعض ذكر أن القهوة تأتي من خارج السعودية لذلك التسمية غير دقيقة، نفس الموضوع ينطبق على الشوكلاتة البلجيكية والسويسرية لأنه لا توجد أصلا أي شوكلاتة من أوروبا، ولكن فقط تجمع هناك، ورغم ذلك ما في اعتراض على التسمية.
وتُؤكد السلطات السعودية على أن “البُن الخولاني السعودي منتج سعودي أصيل”، مبرزة أن المملكة غرست نحو 400 ألف شجرة بن عام 2021، وأن جازان (أقصى جنوب غربي المملكة) هي “مركز البن السعودي” ومدينة الباحة (جنوب غربي المملكة) هي “مدينة البن التنموية”.
وتستهدف المملكة زراعة 1.2 مليون شجرة بن خولاني، أبرز منتجاتها من البن، في 2025، بحسب صحيفة “عكاظ”.
في حين تنتج السعودية 800 طن من البن سنويا من 600 مزرعة في السعودية، وفقا للصحيفة.
ووفقا لتقرير أصدرته وكالة الأنباء السعودية “واس” في ديسمبر 2021، فإن حجم إنفاق السعوديين على شراء القهوة الجاهزة، يفوق مليار ريال (266 مليون دولار).
في غضون ذلك، عبّر سعوديون عن أملهم بالمزيد من خطوات السعودة للأطعمة والمشروبات الشهيرة، مثل “الكنافة النابلسية” التي قالوا إن سعوديا هو أول من ابتكرها في مدينة نابلس الفلسطينية قبل عقود. ونشروا وثائق تثبت ذلك. وقال مغرد:
baldcold@
نطالب وزارة الثقافة بتسجيل الكنافة باسم السعودية نسبة إلى السعودي عمر محمد عبدالله أبوسير الناهسي الشهراني.