أخبار اليمن

الأحد - 14 مايو 2023 - الساعة 11:58 م بتوقيت اليمن ،،،

العرب


تراوح الأزمة اليمنية مكانها في غياب أي مؤشرات عن إمكانية قريبة لانطلاق جولة جديدة من المشاورات بين الحوثيين والسعودية، وفي ظل حديث عن تأجيل لمفاوضات تبادل الأسرى التي كان من المفترض أن تبدأ الاثنين.

وأفاد مصدر حكومي يمني مطلع الأحد، بأن تعقيدات جديدة تضعها جماعة الحوثي بخصوص تسليم رواتب الموظفين تعرقل تقدم المفاوضات التي تجري برعاية عمانية.

وأوضح المصدر أن “جماعة الحوثي وضعت تعقيدات جديدة بشأن الاتفاق على آلية تسليم رواتب الموظفين في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، والمتوقفة منذ سنوات”.

وأضاف أن الجماعة الموالية لإيران “تشترط صرف رواتب لكل عناصرها وميليشياتها حسب كشوفات العام الحالي، فيما الحكومة الشرعية تطرح كشوفات 2014”.

وأشار إلى أن “الحوثيين كانوا وافقوا في السابق على صرف الرواتب بناء على كشوفات 2014 (قبل اندلاع الحرب)، لكنهم رفعوا السقف مؤخرا”.

وذكر المصدر أن “الحوثيين رفعوا سقف مطالبهم نتيجة معرفتهم بالرغبة الصادقة للحكومة الشرعية والتحالف بقيادة السعودية لإحلال السلام في اليمن”. وتابع “الحوثيون يضعون عراقيل جديدة أمام تقدم المفاوضات بشكل دائم”.

ولم يصدر تعليق من الحوثيين بشأن الأمر، لكن مسؤولين في الجماعة صرحوا مؤخرا بأن تقدم المفاوضات “مرهون بإجراءات عملية لحل الملف الإنساني، خصوصا صرف الرواتب”.

ويرى مراقبون أن جماعة الحوثي دأبت ومع كل تقدم يجري على فرض شروط جديدة على أمل تحقيق المزيد من المكاسب، مشيرين إلى أن هذه السياسة من شأنها أن تنعكس سلبا على بقية الملفات.

وكشف مسؤول يمني في وقت سابق الأحد، عن تأجيل المفاوضات الجديدة لتبادل الأسرى مع جماعة الحوثي بعد أن كانت مقررة الاثنين.

وأفاد المصدر بأنه “سيتم تأجيل مفاوضات تبادل الأسرى مع الحوثيين، نتيجة استمرار تعثر تبادل الزيارات للأسرى المتفق عليه في وقت سابق”.

وذكر أن “موعد انطلاق هذه المفاوضات مرهون بتبادل زيارات الأسرى بين الجانبين، خصوصا السياسي البارز محمد قحطان المحتجز لدى الحوثيين منذ أكثر من 8 أعوام”، دون تفاصيل.

وكان الفريق الحكومي المفاوض بشأن الأسرى اتفق في أبريل الماضي مع نظيره الحوثي على جولة مفاوضات جديدة بينهما في الخامس عشر مايو الجاري، تسبقها زيارات بين مأرب (وسط) وصنعاء (شمال) للاطلاع على أوضاع الأسرى والمعتقلين.

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السادس عشر أبريل عن استكمال إطلاق سراح نحو 900 محتجز في اليمن، ضمن صفقة تبادل بين الحكومة والحوثيين، عقب مشاورات بين الطرفين عقدت بسويسرا.

وقد منحت عملية التبادل تلك زخما جديدا للمفاوضات الجارية بين الحوثيين والسعودية للتوصل إلى تسوية، لكن هذا الزخم سرعان ما تلاشى في ظل حديث لسفير المملكة لدى اليمن محمد آل جابر مؤخرا عن أنه من الصعب التكهن بالخطوات التالية لتحقيق السلام.

واتهم وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا معمر الإرياني مساء السبت جماعة الحوثي بتقويض جهود التهدئة، وتعطيل المبادرات الرامية إلى وقف الحرب وإحلال السلام.

وقال الإرياني في تغريدات على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن “استمرار ميليشيا الحوثي بتقويض جهود التهدئة وبإجهاض أي خطوات نحو تخفيف المعاناة الإنسانية للمدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، يكشف حقيقتها كعصابة إجرامية لا تستطيع العيش إلا في ظل الحرب ولا تمتلك أي رؤية نحو السلام”.

وأضاف “هذه الممارسات التخريبية تؤكد من جديد ارتهان ميليشيا الحوثي كأداة بيد نظام إيران لإقلاق الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة، دون اكتراث بالأوضاع السياسية والاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد جراء سنوات الحرب والانقلاب، والمأساة الإنسانية لليمنيين والتي وصفتها تقارير الأمم المتحدة بالأسوأ في العالم”.

ولفت الإرياني إلى أن تلك الممارسات “تكشف استغلال ميليشيا الحوثي حالة اللاسلم واللاحرب القائمة منذ إفشالها الهدنة الأممية، لجني وتكديس المليارات من عائدات الجمارك والضرائب في ميناء الحديدة، وغيرها من إيرادات الدولة، وتجنيد عشرات الآلاف من الأطفال عبر المراكز الصيفية، وتخزين المزيد من الأسلحة والأموال من شحنات النفط والمخدرات المهربة من إيران، وتمت إضافة مادة الغاز المنزلي كأحد مصادر التمويل للتحضير لجولة جديدة من الحرب”.

وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي “بمغادرة مربع الصمت، وعدم إبقاء الملف اليمني والمعاناة الإنسانية المتفاقمة لليمنيين، رهينة أمزجة وحسابات قيادات الميليشيا الحوثية”.

كما طالب المسؤول الحكومي المجتمع الدولي بالتحرك بشكل فوري “لتصنيف ميليشيا الحوثي جماعة إرهابية، وتشديد الضغوط لإجبارها على الانصياع لجهود التهدئة وإحلال السلام”.

وفي الثامن أبريل الماضي عقد وفدان من السعودية وسلطنة عمان مباحثات مع قادة بجماعة الحوثي في صنعاء استمرت 6 أيام، تناولت سبل تمديد الهدنة وإحلال السلام في اليمن، وكان يراهن على تلك المفاوضات لتحقيق تقدم في مسار السلام، لكن جميع المؤشرات توحي بأنه لا جديد على هذا المستوى.

ومنذ فترة تزايدت مساعٍ إقليمية ودولية لتحقيق حل سياسي شامل للأزمة في اليمن، على أن يبدأ بتجديد هدنة استمرت 6 أشهر وانتهت في الثاني من أكتوبر الماضي، وسط تبادل الحكومة والحوثيين اتهامات بشأن المسؤولية عن فشل تمديدها.

ويعاني اليمن حربا بدأت عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات نهاية 2014، واشتد النزاع منذ مارس 2015، بعد تدخل تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية لإسناد قوات الحكومة الشرعية في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة من إيران.