أخبار وتقارير

السبت - 13 مايو 2023 - الساعة 12:59 ص بتوقيت اليمن ،،،

خالد سلمان


في حالة إنكار لإنخراطها في مستنقع حرب دموية في اليمن لسنوات طويله، تحاول السعودية إعادة التموضع السياسي في الأزمة اليمنية، بالإنتقال من كونها طرفاً في الحرب إلى وسيط في الحل، وشريك في صناعة السلام ، من خلال تقديم نفسها كحامل رسائل بين الأطراف المتحاربة.

حديث السفير السعودي ل"فرانس برس" أثناء عودته من عدن إلى الرياض حول حيادية دولته ، لا يتطابق مع الحقيقة، فالتدخل السعودي لم يكن تدخلاً ناعماً ولا دعماً خفياً لطرف في معادلة الصراع، بل تدخلاً حربياً مباشراً معلن عنه من قبل أعلى مراجع الحكم في الرياض.


الموقف السعودي بإعادة تقديم نفسه من على منصة الحياد، يحمل دلالة قطعية أن المملكة تنسحب بكامل عتادها وثقلها العسكري من ورطة الحرب ، مركزة على أمرين :

صياغة سلام شامل ،يستوعب أمنها ومصالحها وكذا مصالح الإقليم والدول الفاعلة سياسياً في الأزمة.

والأمر الآخر في حال فشل الخيار الأول، الدخول بتفاهمات ثنائية مع صنعاء يرتب الملف الأكثر أولوية في السياسة السعودية، الأمن على طرفي الحدود الجنوبية للمملكة.

حتى وإن أدعت أنها ليست كذلك فالمملكة الطرف الثاني في الحرب ، وبالتالي هي تخوض الآن غمار نقاشات بالأصالة عن نفسها وبالنيابة عن حلفائها في رقعة الصراع، وأن أي لقاء يمني يمني على طاولة مفاوضات الحل النهائي ، مازال بعيداً على الاقل حتى اللحظة، بفعل عدم إعتراف الحوثي بوجود قوى يمنية موازية له ، وإن الشرعية بكل تشكيلاتها مجرد أدوات لاتمتلك قرارها السياسي السيادي المستقل ، وأن حربها هي مع السعودية وكذا حال إنجاز إستحقاقات السلام.

في خطوط متداخلة تجري عملية تهيئة مناخ إبرام صفقة بين صنعاء والرياض ، جولات السفير السعودي المكوكية، وكذا الأطراف الدولية والأممية لليمن ، تعمل على إخراج حل للضوء بعد أن تم التوافق على تفاصيله على مستويي الإقليم ودول القرار.

سيواصل الحوثي رفع مستوى عدائيته وتهديداته التقليدية للرياض فقط لدواع سياسية أيديولوجية داخلية ، لكن ذلك لا ينفي إستمرار التباحث مع الرياض وفتح كل قنوات الإتصال معها ، وأن تقدماً لصالح صنعاء يتحقق وفق رؤية الحوثي، وعلى حساب الأطراف المحلية الأخرى، المتوارية أو المقضية ، في نقطة ظل بعيدة عن خشبة مسرح تفاوضي ، هي ليست طرفاً فيه أو فاعلاً في صياغة مخرجات التسوية.

حل شامل بحزمة واحدة لكل ملفات الصراع ، مالم صفقة ثنائية سعودية حوثية تؤمِّن الحدود، مقابل ترك الداخل لصراعات داخلية بينية، تذهب محصلتها قطعاً لصالح تمدد الحوثي ، خاصة والقوة العسكرية السعودية قد حيدت نفسها ونأت عن التدخل.

بعد أن حسمت صنعاء جغرافية الشمال ومسارح عملياته او كادت لصالحها ، فإن المتغيرات المتسارعة في الجنوب تشي بأنه هو وجهة الحرب القائمة /القادمة ، مع ترميم العلاقة مع الإصلاح وقوى أخرى ، وخوض غمار الإجتياح الثاني لعدن ، لإجهاض ما حدث من تقدم في مؤتمر وحدة المكونات الجنوبية، وحتى لايذهب الخصم الجنوبي المشترك ،بعيداً بمشروعه السياسي نحو فك الإرتباط، وهو خط أحمر حوثي إخواني دونه الحرب.