أخبار وتقارير

الثلاثاء - 09 مايو 2023 - الساعة 09:47 م بتوقيت اليمن ،،،

خالد سلمان


كيف سترد الأطراف الأُخرى على مخرجات الحوار؟

أتصور في إتجاهين:

عبر توسيع عمليات القاعدة وتوطين الإرهاب وصولاً إلى جعل عدن في مرمى السيارات المفخخة ، وبعث رسائل أن الجنوب خارج السيطرة وغير جاهز لممارسة حقه السيادي ، وخطراً أمنياً على المنطقة والمصالح الدولية.

الثاني تصعيد عسكري حوثي ضد المناطق الجنوبية.

الإثنان يتخادمان ويلتصقان ببعض تحت خط عريض مشترك:

تدمير مكامن القوة لمنع خروج الجنوب سيادة وقراراً وثروة عن سلطة المركز، أياً كانت هوية هذا المركز .

---------

يجب تحزيم هذا النصر السياسي بيقظة أمنية ، عدن وماحولها في مرمى ضرب النار.
قراءة وليس تنجيمًا.

----------

إختيار البحسني وابو زرعة في أعلى هرم الإنتقالي ، يقلب معادلة اللجنة المشكلة من قبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي ، من الأعضاء الجنوبيين في داخله ،لصياغة تصور لحل القضية الجنوبية.

حسابياً ثلاثة مقابل واحد يعني تغيير نتيجة التصويت ، لصالح تمرير تصور الإنتقالي لكيفية الحل.

هل سيحل العليمي اللجنة؟

الواقع حلها أزمة تكشف النوايا المبيتة ، وإبقائها أزمة تسقط مخطط تدمير مشروعية قضية الجنوب.

إختيار البحسني والمحرمي يضع مابقي من مجلس العليمي في عنق الزجاجة.

----------

في مفاوضات الحل النهائي وبعد إلتئام السبحة وإنتظام الوان الطيف الجنوبي بأغلبه الأعم تحت سقف سياسي واحد ، سقط التلويح بورقة تخليق وصناعة الممثل البديل.

هناك قضية وهناك حامل سياسي لهذه القضية، وهناك فرصة مقدارها صفر لإلغاء الإنتقالي.

----------

نستطيع أن نقول بإطمئنان بلا حدود ، أن مخاوفنا من تسييد خطاب مناطقي إقصائي قد مضى خارج سابق مشروعية الأسئلة والهواجس القلقة ، وأن الدولة المدنية وحرية الإعتقاد الديني والسياسي تم تثبيته كمادة حاكمة في الميثاق الوطني الجنوبي ، وكذا الحريات السياسية والفصل بين السلطات والمساواة وإعتماد الإنتخابات الشفافة أساس التداول السلمي للسلطة.

الوثائق التي تم إقرارها في المؤتمر التشاوري الجنوبي، خطوة أكثر من متقدمة، وهي ترسم خارطة طريق لما يريده الجنوب وآليات تحققها على الأرض.

هذا مكسب ليس للجنوب ، الذي يمثل بعدالة قضيته ممراً إجبارياً نحو الحل الشامل للقضية اليمنية ، بل لكل اليمن لجهة ما يعنيه الحوار كقيمة والإنفتاح على الآخر كنهج بديل عن العنف ودورات الصراع الدموي ،

وعليه لا مبرر لهذا الهلع والعدائية التي تمارسها بعض الأطراف السياسية الإقصائية تجاه مخرجات الحوار ، وكأنها تعيد إكتشاف العجلة برغبة الجنوب فك الإرتباط ،وبأن وحدة القوة مضت إلى غير رجعة ، وبأن هناك شراكة تم الإنقضاض عليها بالحرب، وأن بإقصاء الجنوب لم يعد هناك كياناً موحداً يتباكى عليه ، وأن من حق الشريك أن يحدد خياراته ويمضي نحو هدفه ، دون الحاجة إلى رهن مشروعية قضيته بحالة الموات الذي تشهده نصف الخارطة شمالاً.

الموزاييك في الجنوب سيكمل الحبات الناقصة في الوانه السياسية، التي لم تلتحق بعد في مجلس التوافق، بإبقاء الأبواب مشرعة والإجابة عن مابقي من تحفظات هذه القوى أياً كانت محدوديتها، بمزيد من الحوار والتقارب .

هل قادم الجنوب دولة مدنية ؟

الوثائق تنحاز للمستقبل وتجيب بنعم.

-----------

لمن يتمسك بالجنوب فقط من أجل مواجهة الحوثي في الشمال، الجنوب ليس بندقية للإيجار بيد الطامعين بالحكم.

أما وحدة البندقية لمواجهة الحوثي معاً إن كان خيار المواجهة قائماً ، أو لا أحد يحارب نيابة عن الآخر وكي يحكم الآخر .

بالمناسبة خيار الحرب سقط شمالاً.

في الإصطفافات القادمة بين الإخوان والحوثي وقاطني المنطقة الرمادية: تكسير الجنوب هدف مشترك.

معلومة مجانية:
هذا ليس جنوب ٩٤، هذا جنوب تضحوي جيله المقاوم هم نتاج جرائم حرب ٩٤، جنوب غير قابل للكسر .

* من صفحة الكاتب على فيسبوك