أخبار وتقارير

الجمعة - 28 أبريل 2023 - الساعة 10:13 م بتوقيت اليمن ،،،

عاصم بن قنان الميسري


قد يتضح للبعض أن كلمة لعجم هنا لاسم اجنبي كما يعتقد الكثير ويتقولوا جزافا دون علم ، وهو الأمر هذا بالمناسبة الذي جعلنا نبحث ونفتش ونؤرخ تاريخ ومرجع لهذه القبائل ولو من باب اولى او لبداية تكون منطلق لكل باحث او منتمي للقبيلة هذه او الاخرى.

ومن الواجب علينا ان نحفظ الانساب والأرض وحدود القبائل تلك لجل لانقع في خطأ الاوائل عندما اكتفى كل قبيلي بعزوته فتجد هذا من قبيلة والاخر من قبيلة اخرى، مع ذلك تربطهم العزوة، بحيث تجدهم يعتزوا للجد الأكبر مثل ماكان يعتزي الهياثم والطوالق حتى زمن آل فضل بعزوتهم لجدهم سنان الجحفلي ..

فالأعاجم او العجمان الغريب على أهل أبين او العرب سيعتقد انه اسم أعجمي ولكن في العرب ذكرت عدة قبائل بهذا الاسم قديما وحديثا منها على سبيل المثال:

١/ قبيلة العجمان إحدى اقوى قبائل يام الهمدانية

ومنها كذلك وبالذات في مناطقنا شبوة وأبين مثلا :

٢/ قبيلة العجمان من قبائل الجحافل النخعية

٣/ قبيلة العجمان من قبائل لقموش الحميرية

٤/ بني الاعجم من بني حارثة من قبيلة تجيب السكونية الكندية في منطقة حورة زمن لسان اليمن ونسابتها الهمداني

٥/ قبيلة منصور لعجم ولقبهم (ال امارم ) وهي موضوعنا

١- أسباب اختفاء او تبدل بعض الأنساب القديمة في أبين

هناك عدة أسباب لضياع الانساب في تاريخنا واهمها الألقاب التي تطلق على الأشخاص نتيجة لإعاقة في جسمه فمثلا يقال لذرية شخص اعمى أهل معمى أو أبكم(اعجم) هل معجم أو لعجم بلهجات بعض مناطقنا فيختفي نسبه مع ان كل القبائل تعلم نسبهم

أو يكون اللقب لفعل مثل يقال لذرية رجل لقب بمطعم أهل مطعم نسبة للعزوة (غباث بن مطعم الذيب)

أو يكون لقب بلون الشخص فيقال أهل مسود أو أهل محمر أهل محروق وهاولاء اليوم قبائل بدوية كبيرة في أبين أو أي لقب آخر سوى فعل أو قول أو إعاقة او غيره .

كذلك بعض القبائل انتسبت لأمها نتيجة لموت الاب والأطفال في سن صغير مثلما عادة العرب مثلا يقال الأوس والخزرج مجتمعة في أسم بني قيلة ، وكذلك قبيلة وائلة ودهمة ووادعة وجديلة وبجيلة وعبيدة وتجيب وضنة وكنانة وخندف وقضاعة وباهلة وغيرها الكثير

من هنا تضيع الانساب على الكثير عكس زمان العرب القدماء الذي يحفظون أنسابهم ولو غيرته الألقاب مع السنين

٢- قبيلة منصور لعجم حسب ماجاء في بعض المراجع ومنها المستشرق المحقق في كتاب الرسولي

هناك عدة اقوال عن نسبها منها:

أنها جزء من قبيلة العجمان الجحفلية

جاء في كتاب طرفة الاصحاب في معرفة الانساب للملك الرسولي، قبائل الجحافل اربع قبائل وهم:

ال علي
ال يحيى بن علي
الهياثم
العجمان

وتكلم عن الهياثم والعجمان بأنهما أصحاب الفساد الكبير للدولة الرسولية في دثينة وكذلك ال مدقة وال سالم من ال يحيى بن علي وأنهم انحازوا في فسادهم للهياثم والعجمان وحالفوهم

الى هنا انتهى كلام الملك الرسولي

ويقصد بقوله الافساد ( اي التمرد عليه لانهم القبائل الوحيدة في اليمن كلها لم تخضع لحكمه وناصبت له العداء وهو عاداهم الى ان جنحوا للسلم بعد عشرين حرب وقربهم احد سلاطين بني رسول بجانبه كحراس اميريين )

ولكن المحقق للكتاب وهو من المستشرقين أضاف من عنده اقوال وهذا الكتاب يستدل به البعض بجهل على انه صادر عن المؤلف الرسولي مباشرة وهذا غلط اذ ان للرسولي مخطوطات قديمة نستدل بها في مراجعنا بينما المستشرق الاجنبي دس تصوراته ومراجعاته وربطها و جعلها في إطار الكتاب على غير المعتاد لاي محقق الذي يبين بين كلام المؤلف وكلام المحقق ومن أقواله التي جانبت الحقيقة وهذا الأمر وجدته في اكثر من كتاب لنفس المؤلف واكتر من مراجع له واكثر من محقق ودكتوراة يقول المستشرق :

"أن الهياثم من المشرق وأنهم حالفوا الجحافل فقط وكذلك العجمان من فارس"

من هنا يتضح عدم معرفة المحقق بتاريخ العرب وتدخل باشياء عكس ماقاله المؤلف الذي عاش زمنهم ومن الأخطاء التي استدل عليها مثلا، اعتمد على مخطوطات الجرموزي والتي ذكر فيها الشيخ علي الهيثمي وان بلاده تقع في المشرق ولم يميز أن المشرق عند الجرموزي يقال للمناطق الجنوبية من البيضاء إلى البحر ومنها دثينة وكذلك يافع

وحتى حضرموت لم يسميها بالمشرق بل ذكرها بحضرموت ولو اطال قراءته في مخطوطات الجرموزي لاتضح له أن بلاد الهيثمي هي دثينة

كذلك وجد كلمة العجمان وظن أنها من بلاد الإعاجم ولو كانت كذلك لذكرها الملك الرسولي بذلك لأنها من أشد أعدائه ولم ينصفها اطلاقا في كتابه لانها أشد القبائل في دثينة عداوة له هي والهياثم ومع ذلك ذكرها أنها قبيلة جحفلية بالنص الصريح

ومما يدل على وضع المحقق لبعض الكلام في كتاب الطرفة الملك الرسولي أنه ذكر مكونات وقبائل ظهرت باسمائها الجديدة بعد موت الملك الرسولي بمدة من الزمن قد تفوق المئات من السنين فذكر ال بالليل والعلهيون الحالين في جيشان والنخعيين الحاليين وقال هم بدو من حمير وهذا اكبر دليل على وضعه للأشياء بجهل ودون دراية أو قد يكون بقصد والله اعلم وانما هذة الامور عند المحققين تعتبر من ابرز الشروط من البطلان لأي كتاب ومرجع..

الرأي الذي يعتبر قبيلة منصور لعجم من العجمان الجحافل يستدل بوجودها في نفس دثينة ونفس الاسم للجد منصور لعجم والتي كانت مساكنهم الاولى في مايعرف بالروضة والتي تتبع اليوم قبيلة الجعادنة ولازال قبر الجد منصور لعجم معروف للان بالقرب من لحمر

٣- قبيلة آل معجم في اقوال الأخباريين والشعار

وعند الأخباريين والمصادر الاخرى هناك رأي ثاني يقول أنهم يعودون لقبيلة تجيب السكونية الكندية

ذكر الهمداني في كتابة صفة جزيرة العرب فقال:

"وقرية لبداء أخرى يقال لها حورة فيها بطنان يقال لهما بنو حارثة وبنو محرية من تجيب وراسهم اليوم حارثة بن نعيم وعمرو ومحرية أبناء الاعجم"

وهذا الرأي يستدل به أصحابه بأقوال كبار ال امارم والذي يقولون نحن جينا من مكان اسمه حورة وهؤلاء كبار السن لم يطلعوا على كتب او مؤلفات وانما يتناقلون الكلام عن الأجداد ومانجده هنا يتوافق مع كلام هؤلاء

كذلك اشتهر الكثير من أبناء هذه القبيلة (تجيب الكندية) بحمرة اللون فقد ذكر في الطبري في كتاب تاريخ الأمم والملوك عندما خرج الفاروق عمر بن الخطاب يستقبل قبائل العرب ويوجهها للجهاد في جبهات القتال استعرض بعض وفود القبائل منها قبيلة تجيب

وعندما وصل إلى بعض الشباب وهم حمرة الوجوة ظهر على وجهه عدم البشاشة والتي لاحظها من كان إلى جانبه من الصحابة ولم تخطي فراسة عمر رضي الله عنه فقد كان منهم قتلت الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ومنهم سيد مصر معاوية بن خديج التجيبي السكوني الذراع الأيمن لمعاوية بن أبي سفيان في تثبيت ملكه وهذه الحمرة لاتزال ظاهرة في الكثير من رجال تلك القبيلة

هناك اشعار عديدة تذكر هؤلاء باسم جدهم منصور لعجم نذكر منها جزء من بعض الابيات وهو الذي يهمنا هناء للموضوع حيث يقول الشاعر في معلقة طويلة يصف معركة جرت هناك:

والله ونعمين بجيش اللعجمي

كذلك في إحدى المواقف الأخرى يقول الشاعر:

لو مابلاء منصور

في ماذكر أعلاه يقصد الشاعر قبيلة ال مارم فمرة ذكرها باسم لعجم ومرة أخرى ذكرها باسم منصور

من ماسبق يتضح لي أن قبيلة ال امارم وهي إحدى قبائل ال بالليل تعود أصولها إلى قبيلة تجيب السكونية الكندية والتي كانت تسكن حورة قبل ترحالها او أنها من قبيلة العجمان الجحفلية النخعية وهناك راي ثالث ليس لي به دليل وهي أنها هلالية ولربما أن أسم منصور لعجم هو منصور ضعجم مثلما عادة أهل دثينة في نطق أكثر الضاد لام مفخم مثلما ينطق عوض ورمضان وضاع وغيرها الكثير ..!!!

في النهاية قد اكون اخطئت في مانشرت وقد اكون جانبت شق من الحقيقة وليعذرني اخوتي ال امارم على تطفلي والصواب مايراه اخوتنا كبار قبيلة ال امارم

اسم ال امارم له وجود في عدة مناطق وهو مااشتهرت به تلك القبيلة كلقب لها ولانعرف سبب التسمية بهذا اللقب ولعل اخوتنا ال امارم يفيدونا بذلك فهم اعلم بذلك

الدراسة من خلال المراجع :
الاخ الباحث ابو مصعب التواهي
مراجعة وتدقيق ابو عصمي الميسري