منذ دخوله عالم التمثيل، عرف الفنان سلوم حداد بموهبته الكبيرة وتمكنه من أدواته ومن تقمص الشخصيات وخاصة الشريرة منها، وعرفه الجمهور في العديد من الأعمال، وخاصة منها المسلسلات التاريخية التي أكسبته شهرة واسعة.
لقب حداد المولود في العام 1953، والذي خاض تجارب عديدة في الدراما والمسرح والسينما، بأنه “فارس الدراما العربية”، نتيجة تميزه في تقديم الشخصيات، وتنويعه في أساليب أدائه، وبحثه الدؤوب عن تقديم شخصية درامية متنوعة تغني مسيرته الفنية، حيث استطاع في الموسم الرمضاني الحالي من خلال الأعمال التي شارك بها ترك بصمة خاصة به بكل احترافية.
وأطل حداد خلال هذا الموسم على جمهوره بالعديد من الأعمال الدرامية التي تنوعت بين البيئة الشامية والاجتماعية والفانتازيا التاريخية، كشخصيته أبوحمزة في مسلسل “العربجي”، وشخصية عمر في مسلسل “خريف عمر”، إضافة إلى أبوالحكم في مسلسل “ذئاب الليل”.
واستمرارا لإبداعه في أدواره بالبيئة الشامية على مدى سنوات، تميّز هذا العام في أدائه لشخصية أبوحمزة النشواتي في مسلسل “العربجي”، التي أظهرت قدرته على التلوين في الأداء، وأسلوبه في الإقناع بما يتناسب مع سياق المحتوى الدرامي للعمل.
وتدور أحداث “العربجي” حول مفهوم الظلم، كحكاية تعاني فيها كل شخصية رئيسة نوعا من الظلم، لكن كل واحدة منها تختار طريقتها للمجابهة أو حتى الاستسلام له، في سياق قائم على التشويق والجذب من خلال حبكة من تأليف عثمان حجا ومؤيد النابلسي، وإخراج سيف الدين السبيعي، وإنتاج شركة غولدن لاين.
وتمكن النجم سلوم حداد من أداء شخصية عمر في مسلسل “خريف عمر”، الذي ينتمي إلى البيئة الاجتماعية، ويروي قصصا درامية يتم تقديمها برؤية مختلفة، حيث أضفى دوره نكهة خاصة على العمل الذي كان هو بطله، مظهرا قدرته على الاختلاف بتحقيق التجدد المستمر في كل عمل يؤديه.
وتدور الأحداث في إطار اجتماعي حول المحامي المتقاعد عمر الدالي، وهو الدور الذي يقدمه حداد الذي وصل إلى خريف عمره، ويستفيق في يوم على اتصال من ابنته الوحيدة التي تعيش خارج سوريا، لتفاجئه بحياتها الصعبة مع زوجها وما تتعرض له، فيقرر أن يبدأ رحلته القانونية لحماية ابنته، ولكن الأمور لا تسير كما يود، فيقرر تطبيق شريعة حمورابي.
والعمل الذي جاء من تأليف حسام شراباتي ويزن مرتجى، وإخراج المثنى صبح ومعالجة درامية رانيا الجبان، وإنتاج شركة “سما الفن الدولية”، تدور أحداثه ضمن قالب بوليسي مليء بالتشويق.
وبعد انقطاع لسنوات، عاد حداد هذا العام إلى مسلسلات الفانتازيا التاريخية التي افتقدناها خلال السنوات الأخيرة وأبدع فيها، من خلال شخصية أبوالحكم بمسلسل “ذئاب الليل” الذي ظهر فيه بكاريكاتير خاص مختلف عن كل ما قدمه سابقا خلال مسيرته ضمن هذا السياق.
وأحداث المسلسل ذي العباءة التاريخية، لكنه غير محدد الزمان والمكان لتحرر الشخصيات من حكم الحداثة والتطور، بدأت بظهور أبوالحكم على هيئة مشعوذ ويعكس مدى حبه للسلطة ورغبته بالحصول على زمام الأمور من خلال مجموعة خطط ينفذها، بدفع المال لبعض الأشخاص في مدينة مزقها الخوف واللصوص، لكن في النهاية تعود المشاعر إلى فطرتها وأصالتها من حب ونبل وشهامة، ليكون الحب هو منقذها الوحيد.
المسلسل من تأليف هاني السعدي وإخراج سامي الجنادي وإنتاج شركة “آرت ميكر”، بمشاركة كل من نادين خوري، مهيار خضور، لجين إسماعيل، روعة السعدي، رشا إبراهيم وعلا سعيد.
