أخبار وتقارير

الجمعة - 24 مارس 2023 - الساعة 02:49 ص بتوقيت اليمن ،،،

عاصم بن قنان الميسري


تحدثنا في نهاية الباب السابق عن دور الفرس الخبيث في الوشاية والتحريض على بعض مسيحيين اليمن بأنهم يثيرون القلائل والاخلال بنظام الملك لحكم الدولة بقيادة الملك يوسف آسار ذو نواس

ثم بعد ذلك توصلوا لتفاهمات سرية مع الروم في اراضي الشام التي كانت ايضا" موقع صراع بين الفرس والروم وترك الفرس الملك ذو يزن يواجهة ستة حروب خاضها بضراوة ضد الحلف الحبشي والروماني، لكن هل لهذا الملك علاقة بواقعة الأخدود لمجرد انه حاول اخماد القلائل والفتن وجر البلاد لمستنقع حروب تكون حجة للروم لغزو اليمن؟ او هل كان طاقية كما صوروه لنا بعض اخباريين العجم من الفرس الذين دخلوا بالأسلام لاحقا"؟

سنعرف كل هذا بالتفصيل وسنتميز عن من سبق من الكتاب والمؤرخين في هذه السلسلة للبحث عن الحقائق كما هو عنواننا، وسنأخد اليوم تفاصيل لهذه الحادثة من مرجعية يمنية بارزة مهتمه في التاريخ اليمني ونقوشه المسندية وهو المؤرخ ابو صالح العوذلي اليماني ... نتابع الأحداث

يوسف أسار ( ذو نواس ) لم يكن صاحب الاخدود

بسم الله والحمد لله الذي وهب لنا عقول نفكر بها ونبحث بها ونعرف الصح من الخطأ بها، اما بعد، لقد درسونا في ما مضى أن ذو نواس او يوسف أسار هو صاحب قصة الاخدود، وهو ذاك الملك الظالم الذي أدعى إنه إله وكان يساعد على نشر السحر والشعوذة ومحاربة الديانات السماوية، حتى أنه قام بإحراق كل موحد ورميه إلى حفرة
سُميت بــ الاخدود.

إليكم القصة من القران وحديث صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم حيث انه لم يتطرق عن اسم صاحب الحادثه او المكان او الزمان وإنما جعلها عبره لنا لكن للأسف
من أتا بعده نسبها إلى يوسف أسار واهل اليمن كذباً وبُهتانا لعنهم الرحمن من فوق سابع سماء

يقول الله في كتابة

(( قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)

وكما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم عن قصة اهل الأخدود

حدثنا هداب بن خالد حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر قال للملك إني قد كبرت فابعث إلي غلاما أعلمه السحر فبعث إليه غلاما يعلمه فكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه فإذا أتى الساحر ضربه فشكا ذلك إلى الراهب فقال إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال اليوم أعلم آلساحر أفضل أم الراهب أفضل

فأخذ حجرا فقال اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس فرماها فقتلها ومضى الناس فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب أي بني أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدل علي وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء فسمع جليس للملك كان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة فقال ما هاهنا لك أجمع إن أنت شفيتني فقال إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك فآمن بالله فشفاه الله، فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك من رد عليك بصرك قال ربي قال ولك رب غيري، قال ربي وربك الله،

فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام فجيء بالغلام فقال له الملك أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل فقال إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب فجيء بالراهب فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدعا بالمئشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه

ثم جيء بجليس الملك فقيل له ارجع عن دينك فأبى فوضع المئشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه ثم جيء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه

فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك ما فعل أصحابك قال كفانيهم الله فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال اذهبوا به فاحملوه في قرقور فتوسطوا به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه فذهبوا به فقال اللهم اكفنيهم بما شئت فانكفأت بهم السفينة فغرقوا

وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك ما فعل أصحابك قال كفانيهم الله فقال للملك إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به قال وما هو قال تجمع الناس في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل باسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني

فجمع الناس في صعيد واحد وصلبه على جذع ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال باسم الله رب الغلام ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه في موضع السهم فمات فقال الناس آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام

فأتي الملك فقيل له أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حذرك قد آمن الناس فأمر بالأخدود في أفواه السكك فخدت وأضرم النيران وقال من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها أو قيل له اقتحم ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام يا أمه اصبري فإنك على الحق

طبعاً الكل يعرف هذه القصة، حيث ذكر الله ونبيه ان هذا الملك يدعي الربوبيه أي يدعي إنه إله ويوسف أسار في نقوشه كُلها تبدا بالحمد والثناء على الله وكان مؤمن موحد بالله

حيث قال في مقدمة أحد نقوشة ((ليبركن / الهن / ذلهو/ ذسمين / وارضن / ملكن / يوسف / أسار / يثار / ملك / كل / اشعبن / ))

((ليبارك الله إله السماوات والارض (ليبارك الله الذي له مُلك السماوات والأرضين) الملك يوسف أســار يثأر ملك كل القبائل ))

وهذا النقش مؤرخ في شهر ذو المذرأ عام 633 حميريه الموافق يوليو 518 ميلاديه
ويحمل رمز Ry 507

وهذا النقش يُثبت إيمان هذا الملك بــ الله الواحد الاحد وبإنه لم يكن وثني او يدعي الربوبيه أبداً

ويقول في نقش أخر (( ل ي ب ر ك ن / ا ل هـ ن / ذ ل هـ و / ذ س م ي ن / و ا ر ض ن / م ل ك ن / ي و س ف / ا س ا ر / ي ث ا ر / م ل ك / ك ل / ا ش ع ب ن /))

(( ليبارك الله إله السماوات والارض (الذي له ملك السماوات والارض ) الملك يوسف أسار يثأر ملك كل القبائل ))

وهو ايضاً مؤرخ في شهر ذو المذرأ عام 633 حميريه الموافق يوليو 518 ميلاديه
ويحمل النقش رمز JAM 1028

ويقول بعض المؤرخين القدماء لكي يرقع الأفلاس الذي وصلوا إليه أنه كان يهودي
عنصري يقتل كل من أعتنق المسيحيه ألا يعرف هؤلاء ان المسيحيين او النصارى
كانوا في قلب صنعاء ومأرب وظفار بــ إب وغيرها كانوا موجودين من قبل يوسف
أسار وولد وعاش واصبح ملك وهم موجودين ولم يعتدي على اي شخص منهم

لكن بسبب اتفاق نصارى نجران مع الاحباش غضب يوسف أسار وذهب لتأديب هؤلاء وكان من الذين معه كبار القبائل اليمنية القديمه وسادتها في هذه الحمله

ثم لم يحفر حفره بل أحرق الكنائس التي تدعي الناس للثورة ضد الملك وحثهم على نصرة الاحباش ضد الملك وجيشه وحكومته وهذا مــ أغضب هذا الملك فدك كل كنيسه واحرقها تدعوا الى هذا الخبر لم يدك فقط التي في نجران بل حتى التي في ظفار بــ إب وغيرها لإنها تدعوا إلى تمرد وحرب أهليه

وفي هذه الفتره شن حرب الملك يوسف أسار ضد الاحباش وهزمهم في جزيرة فرسان وظفار والمخا وغيرها وألحق بهم الهزائم وحاصر نجران وغيرها لكن حصلت اتفاقات وخيانات ضد هذا الملك، وهذا ماجعله يحارب حتى قُتل في المعركة والذين تخلوا عنه في هذه الفترة

وكان جيشه مكون من حمير وهمدان ومذحج وكندة وغيرها من قبائل اليمن، ثم يقول المفسرون والاخباريين ان يوسف أسار او ذو نواس انتحر في البحر، خوفاً من الاحباش

لعنهم الله مــ أدجلهم حيث تم كشف خبثهم عندما اكتشف الباحثين على نقش في (حصن الغراب حالياً) بالقرب من ميناء قنا شبوة يتكلم عن موت الملك، وفي المعركة

ويحمل النقش رمز CIH 621 قال فيه ((عندما قتل ملك حمير (يوسف أسار) وأقياله أحمرن وأرحبن.. كتب هذا المسند في ذو الحله لأربعين وستمائة حميريه ))(يوافق شهر فبراير 525 ميلاديه) ... (انتهى)

قُتل الملك يوسف أسار مع اقياله من حمير وأرحب في المعركة وهم يدافعوا عن الوطن ضد الاحباش صعد للعرش السميفع اشوع بأمر من النجاشي لكنه أحس بالخطر والمكر فقاتلهم حتى قُتل في المعركة

انظروا الى سورة البروج وإلى حديث النبي لم يذكروا المكان ولا الزمان ولا صاحب الحادثه وفي حديث النبي بين لنا أن هذا الملك يدعي بإنه إله كمثل فرعون كما ذكر بإن هذا ظالم وهذا ينافي ماوجدناه في النقوش حول هذا الملك فهذا الملك اولاً موحد

ثانياً حارب التمرد وأراد انهاء الحرب الاهليه ولم يقتل بالهويه فهناك مسيحين في صنعاء وغيرها لم يقاتلهم بل حماهم وحارب الاحباش حتى ضحى بروحه من اجل تراب الوطن ويأتيك مفلس لينسب إليه هذه القصص التي تريد ان تشوه تاريخ اليمن
وكل هذا كان في العهد الاموي والعباسي للأسف

وفي الاخير نريد ان نخبركم ابعدوا خبثكم ونجاستكم عن تاريخ اليمن فملوك اليمن في هذا العهد كانوا موحدين معدي كرب يعفر موحد ثم خلفه يوسف أسار موحد ثم خلفه السميفع اشوع موحد، ثم خلفه ابرهه الحميري موحد وقيل ان من خلف ابرهه لكن لم يوجد له نقش الى يومنا هذا هو إبنه يكسوم ذو معاهر وهو ايضاً موحد اما الوثنيه فكانت بعيده عن اليمن في هذه الفتره وكانوا يُسمون اهل اليمن حينها أهل الكتاب فهم يدينون على الديانات السماويه التي هي في الاساس الاسلام

واتحدى اي باحث او رجل دين او عالو او اي شخص يُثبت بن يوسف أسار هو المقصود الذي في سورة الاخدود والمقصود الذي في حديث النبي الذي كان في عهد الغلام

أختصرت لكم فالمنشور لن يستوعب كل الأدله التي معي
ولمن يرغب في الاطلاع على ما ورد في موقع مدونة DASI من معلومات حول النقوش الوارده في البحث فهذه هي الروابط :

* رابط النقش JAM 1028
http://dasi.humnet.unipi.it/index.php…

* رابط النقش RES 3904

http://dasi.humnet.unipi.it/index.php…

* رابط النقش A 103664 Wellcome Museum

http://dasi.humnet.unipi.it/index.php…

* رابط النقش CIH 621

http://dasi.humnet.unipi.it/index.php…

_________

المصادر
سورة البروج
شرح النووي على مسلم باب قصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام
نقش Ry 507
نقش JAM 1028
نقش CIH 621
نقش A 103664

صور لموقع النقش في نجران
ابو صالح العوذلي 2018

بعد كل هذا البحث المبارك للمؤرخ ابوصالح العوذلي جزاه الله عنا خير الجزاء اتضحت الحقائق لنا جليه وواضح التي تدحض وتخرس وتفضح بعض اقوال العجم من الفرس ممن دخلوا بالأسلام اما حجم ضررهم حتى على الدولة العباسية التي نشأوا بكنفها سنأتي لدكره لاحقا" .


#ابوعصمي_الميسري