اتخذ مجلس الشيوخ الأميركي أولى خطواته لإلغاء تفويضين يمنحان موافقة مفتوحة على العمل العسكري في العراق، وذلك عشية الذكرى العشرين للغزو الأميركي للعراق، والذي أطاح بنظام الرئيس الراحل صدام حسين.
وصوت مجلس الشيوخ بأغلبية الثلثين على القرار الذي من شأنه أن يلغي الإجراء الصادر في عام 2002 والذي منح الضوء الأخضر لغزو العراق في مارس 2003، وإجراء العام 1991 الذي أجاز حرب الخليج التي قادتها الولايات المتحدة لطرد الجيش العراقي من الكويت.
وأيد جميع أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي القرار، فيما صوت 19 من الحزب الجمهوري لصالحه.
ويأتي التحرك في وقت يسعى فيه المشرعون لاستعادة سلطات الكونغرس في شأن الضربات العسكرية وعمليات الانتشار الأميركية بحجة أن تراخيص الحرب لم تعد ضرورية وعرضة لسوء الاستخدام إذا تُركت في السجلات.
وقال السناتور الجمهوري من ولاية كنتاكي راند بول إن إلغاء قانون تفويض حرب العراق إجراء “رمزي إلى حد كبير”، وإنه يفكر في اقتراح مشروع قانون لإلغاء الحرب على الإرهاب لعام 2001 كتعديل، مضيفاً “هذا هو القانون الذي يشيرون إليه جميعاً ويبرر 20 حرباً مختلفة حول العالم”.
ودعم الرئيس الأميركي جو بايدن خطوة إلغاء التفويضين، وقال البيت الأبيض “لن يكون لإلغاء هذه التراخيص أي تأثير على العمليات العسكرية الأميركية الحالية وسوف يدعم التزام هذه الإدارة بعلاقة قوية وشاملة مع شركائنا العراقيين”.
وليس من الواضح ما إذا كان مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون سيتمكن من طرح مشروع القانون للتصويت. وأيد 49 من الجمهوريين في مجلس النواب التشريع عندما أجرى الديمقراطيون الذين كانوا يمثلون الأغلبية في ذلك الوقت تصويتاً قبل عامين، لكن رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي عارضه.
وقال النائب الجمهوري من ولاية تكساس تشيب روي، وهو عضو محافظ في لجنة القواعد شارك في رعاية إلغاء التفويض في مجلس النواب، لموقع “أكسيوس”، إنه يتوقع إجراء تصويت في المجلس، في حين لم يرد مكتب مكارثي على طلب للتعليق.
وكانت إدارة جورج بوش الابن قد حشدت الدعم بين أعضاء الكونغرس لغزو العراق من خلال الترويج لمزاعم استخباراتية كاذبة حول وجود أسلحة دمار شامل.
وسرعان ما تبين زيف تلك الادعاءات، منذ الأسابيع الأولى من الغزو الذي جرى في مارس 2003، ليدخل العراق مرحلة جديدة من عدم الاستقرار، وفتح هذا الغزو الباب أمام مطامع إيران في البلد الجار.
وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الديمقراطي تشاك شومر في الساعات التي سبقت التصويت، إنه سعيد لأن الإلغاء هو جهد من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بعد أن كان الصراع في العراق سبب “الكثير من المرارة” في الماضي.
وأضاف شومر “لقد سئم الأميركيون من الحروب التي لا نهاية لها في الشرق الأوسط”.
وقتل ما يقرب من خمسة آلاف جندي أميركي في الحرب، فيما يقدر عدد القتلى العراقيين بمئات الآلاف.