أخبار وتقارير

الأربعاء - 08 مارس 2023 - الساعة 03:19 ص بتوقيت اليمن ،،،

عاصم بن قنان الميسري


ربما العنوان عريض وبارز ويستحق ان نخصص لأجله سطور طويله لكن دعونا نتبين بنقطتين باختصار شديد لمن يعتقد ان قوم سبأ كانوا قوما" اهل اوثان وشرك وهذا غير صحيح واتحدى كل علماء العرب والغرب ان يأتوني بأي نص ديني قديم يذكر فيه اصحابه توحيدهم بالله غير قوم سبأ وحمير

فقد جاء في عدة نقوش مشهورة لعدة ملوك كتبوا وسطروا في بداية مسندهم عبادتهم ووحدانيتهم لله عز وجل بأسماءه الحسنى عندما كانت لاتعرف عند من سواهم مثل ( الإله الرحمن والإله السميع والإله العزيز والإله ذو سماوي والإله ربُ أحد والإله الحليم والإله المنعم والإله الشكور والإله القيوم ) هذه أسماء آلهة اليمن قبل الإسلام ..وآخر ما عبده اليمنيين هو الإله الرحمن..!!


اما بخصوص من يستدل بقول هدهد سليمان بخصوص قوم ملكة سبأ بقوله تعالى :
( وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لايهتدون )

ماذا عمل سليمان ؟ ماذا لو كانوا بنظره كفره كما نعتقد بجهل ؟ كيف فهم سليمان رساله الله وعقلها بقول الهدهد (احطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ عظيم ) كيف تجرئ الهدهد..؟

فهم سيدنا سليمان عليه السلام رساله الله له وعلمه على لسان الهدهد بأن يتقي ويفطن ولاتأخده العزة بالأثم لانه مقبل على قوم اهل علم وملك وقوة ففهم من كلام الهدهد ان الملك لازال لله مهما اعطيت من قوة ومكانه(احطت بما لم تحط به) هدهد يكلم النبي سليمان هكذا ماذا فهمت انت اساسا" ...

حينها قام سليمان عليه السلام بإرسال رساله مع الهدهد فأصبح شعار صداقة دائم عند السبئيين ولم يرسل جنده وجيوشه والسبب رساله الله له كما ارسل سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام لأحفاد ملكة سبأ لاحقا" من اهل اليمن برسائل الدعوة لله والايمان بنبؤته فآمنوا وجاء على ايديهم نصر الله والفتح في مكه ودخلوا في دين الله افواجا (اذا جاء نصر الله والفتح).....اعتذر عن الاطاله

لنتدبر الآيه في قول الهدهد لسليمان عليه السلام :

كان سليمان حينها نبي مؤمن بالله موحد مهتدي انعكس ذالك في حديث الهدهد له بقوله( وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله ) هي كانت عبادة جاهليه صحيح والسبب ( وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لايهتدون ) خطاب عقلاني بليغ وصفهم الله به دون ان ادنى اتهام بالشرك او العصيان او الكفر ودليل ذالك ردة فعل سيدنا سليمان ( اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون) ..بكل حكمة وأخلاق لانهم لم يذنبوا بل كانوا على ضلال صحيح وسنفهم ذالك الان .

عندما ندقق بصحيح هذة الكلمات بماذا نفكر بحادثة مماثله حصلت مع نبي مرسل من عند الله وهو ابراهيم الخليل عليه السلام ماذا حصل مع سيدنا ابراهيم :

١-الله بعظمة قدرة يقول عن آياته بالسماء وحال سيدنا ابراهيم الفتى الباحث عن العبادة والهداية بقوله تعالى ( وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين ) لماذا يريه الله ملكوت السموات والأرض..؟! ليكون من المؤقنين نفس الحال كان عليه قوم سبأ .

٢-ثم ماذا حصل (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين ) وهو ماكان عليه السبئين في توجهم وتعلقهم بمكانة النجوم (كوكب سهيل اليماني ، الشعراء اليمانية ..الخ)

٣-ثم ماذا حصل ( فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين) وهذا هو ماكان عليه الحال عند قوم سبأ وعبادتهم للقمر (المقه) كما جاء دكرها بالنقوش بتقربهم لها بالادعية والنذور والقرابين قبل ان يعبدوا الشمس اخيرا" وتأتيهم هداية الله على يد نبيه سليمان .

٤-ثم ماذا حصل ( فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون) هذا خليل الله يقول هذا ربي للشمس ولم يقول الله عنه كافر ولا مشرك بل اراد الله ان يريه ملكوت السماوات وهذا الأمر كانوا عليه قوم سبأ وملكتهم قبل ان يصل الى مسامع سيدنا سليمان نبأهم

وسعى بجهد امتثال لأمر الله ان يصنع لملكتهم المعجزات لكي تؤمن وتقر بوحدانية الله رب النجوم والقمر ورب الشمس وهو ماعرفته واهتدت اليه ملكة سبأ كما يخبرنا الله لتكون عبرة في سبيل مكارم الأخلاق في الدعوة وليس لاجل شيئ اخر وهذا الامر لن يفقه اصحاب البدع والتطرف والتكفير لانهم لايتفكرون ولايهتدون ولا بهم لب للخطاب بل ان الله يخاطب اولو الألباب .

اعتذر عن الاطاله وخروجي نوعا ما عن الفكرة البسيطة واتمنى ان تكون وضحت لكم الصورة في المقدمة البسيطة هذة وان هذا الأمر في عبادة الكواكب والنجوم كان شائع قديما" في كل مراحل الحضارة

ولاتوجد في كل مراحل الرساله فمراحل الحضارة لاتتوافق مع مراحل الرساله كان بينهم أزمنه ومفارقات لجل ذالك لم تكن حضارات بابل ولا الفراعنة تدون احداث الانبياء وفترة ظهورهم لانهم كانوا دائما" يبعثوا لأجل النهاية واختتام المثلوجيا الحضارية اذا تدخل الشيطان (وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل) لجل ذالك اعدم فرعون جميع الأطفال قبل ظهور نبؤة موسى الذي علم بانها ستكون فيها نهايته..!!

عكس ملكة الحكمة السبئيه عندما علمت بعظمة الرساله التي القاها الهدهد لها عقدت مجلسها و( قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم * إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) فما اذراها بانه كتاب كريم لو كانت كافرة ولكن حضور البسمله كان لها تأثير عظيم وكانت بداية الهداية لها ولقومها الى يوم الدين ..!!

لندخل بصلب الموضوع :

اصبحنا نعلم جميعا" ان جميع الحضارات القديمه عبدت الشمس والقمر هذا أمر ملموس وفي أكثر من نقوش وعملات نقديه بل وتماثيل لا تخلوا عن وجود (المقه) القمر و الشمس 'وان اراد الغرب التلاعب بذلك

١.يعني في عقيده مشتركه ومترابطه في مثلوجيا كل الحضارات القديمة .

٢.اضافة للكتب السماويه جميعها تذكر ان قوم سبأ من اهتدو بالنجوم والسماء وعبدو الشمس والقمر '.

بما معناه ان اليمن أقدم حضاره على وجهه التاريخ ومن بطنها تم تفريخ العقيده التي سبق ذكرها في عبادة (ملكوت السماء ) واتبعوا جميعاً عقيده ودين قوم سبأ لكن بأسماء مختلفه ( عتثر ، عشتار ، سين ، المقه ، رع ...الخ ) .

بمعنى اليمن كانت ماسكه الدين

وهذا سبب إيضا تسميه النجوم والشمس والقمر بمختلف الحضارات بمسمى سبأ'
بشكل بسيط ومايحتاج تعصب وتزوير وتلاعب يا من قدمتم باقي الحضارات واسبقتوها عن حضاره سبأ :

لو كانت العقيده الدينيه مثلا خرجت من حضارة الفراعنه لما كتبت كتب الدين عن سبأ واتباع الشمس والقمر والنجوم دون غيرهم، ولمن هو غير مؤمن بالكتب ومستفحلين ..

كان مثلا قوم سبأ أطلقوا ع النجوم والشمس والقمر او حتي السماء بنيفر تيتي مثلا ولا امون ورع '

ختاما"
خذ بالأعتبار دام في عقيده دينيه مشتركه يعني في لغه مشتركه ولاكن ذو أختلاف بسيط باللهجه وهذا ماوضحته سابقا" بخصوص حفظ قوم سبأ بنصوص حروفهم المسندية وعدم مشاركتها مع باقي الحضارات لسبب وحيد وهو سر (قدسيتها) .

ابو عصمي الميسري