أخبار وتقارير

الثلاثاء - 07 مارس 2023 - الساعة 03:39 ص بتوقيت اليمن ،،،

عاصم بن قنان الميسري


لساننا العربي من أجمل الأصوات بين اصوات لغات العالم كله وهذا يتفق عليه كل العلماء في العالم العربي والغربي 

المثير في الأمر انه لازال ليومنا هذا مناطق وشعوب في اليمن تتحدث لهجات حضارية بحثه وتتشارك لسانيا" مع اقرانهم من الماضي كما جاء لفظ لهجاتهم بكلمات في نقوش المسند يستعملها بعض الناس اليوم في مناطق متفرقة باليمن تجد ان اهل مذحج بلسانهم بتبديل (الالف واللام ب الف وميم) مثال(امكلام و امهرا امبلاد ) يختلفون نطقا" وكلاما" عن كلام ونطق عن اهل حمير بإضافة كاف المنادي ( كلمكك ، حاكيكوك ، اعطيكوك ) 


تجد اهل مذحج يتشاركون في اضافه او حدف حروف من الكلمات او تبديل النطق لبعض الاحرف بالكتابه مع اهل حمير في خاصية (إبدال القاف المتوبة بحرف الغين نطقا" ) فيصبح قراءتهم للكتابة مختلف وكتابتهم للقراءة مختلف فمثلا"

 يكتبون : 

حغنا : وينطقونها حقنا 
قاب : وينطقونها غاب 
حغيغة: وينطفونها حقيقة 
ياقالي : وينطقونها ياغالي اما هذة غير ياقالي هههه

عند اهل حضرموت 
فتكتب الجيم في الكلمات وتنطق ياء 
فيقولوا ( نحن يماعه يينا من شرق ينوب اليمن ) 
اي بما معناه ( نحن جماعة جينا من شرق جنوب اليمن) 

عند اهل تهامة 
يستخدمون الطمطمانيه الحميرية التي اشتهرت بها أغلب القبائل العربية لاسيما قبائل شمال افريقياء والمغرب العربي التي استوطنها التهاميين من قبائل عك والاشاعرة وابناء زبيد في إبدال (ال) للتعريف الى (ا م) فيقولوا (امصيد وامشجر وامغنم ) 
ويكتبون :

عشاء : وينطقونها آشا بإبدال العين الف 
يتعلم : وينطقونها يتئلم بإبدال العين ياء مقصورة او الف 
علي : وينادونه ألي بتبديل حرف العين الى ألف 

عند اهل سقطرى والمهرة 
فلديهم لهجات لاتكتب بالقلم ولكنها من أقدم اللهجات واعرقها عالميا" وهي أقدم من جميع اللهجات التي تعرف بالسامية وهي من انذر اللهجات المهددة بالأنقراض ولو فتشنا فيها لوجدناها لهجات مقاربة في النطق للكتابات القديمة التي تضمنتها بعض النقوش اليمنية والهيروغلوفية الفرعونية والمسمارية الآشورية واغلب الضن انها من لغات الفينقيين القدماء .

اما كتابتهم فيكتبون ويتحدثون بالعربية ايضا" بطلاقة ويجيدون لهجات أهل البادية الاقحاح .

في السقطرية ما جاء نطقا" كمثال بالكتابة (الله لحه سقطرى) 
اي بالعربية (حفظ الله سقطرى ) 

اما في المهرية ماينطق باللهجة ويكتب كتابة جمله( الجنوب انكونا) اي بما معناه نطقا" ( الجنوب قادم ) 

هذا ماتعرفت عليه وأكثر عند زياراتي الماضية لأغلب تلك المناطق ومعاشرة اخوتي واصدقائي من ابناء تلك المناطق وهذا فقط لمحات بسيطه ماذا لو تفرغنا للأمر بالتخصص سنكتشف العجائب اللغوية الهامة التي تدرس الان في ارقى جامعات العالم.

اما لغتنا العربية فجميع العلماء يتفقون على صحة لسان اهل اليمن في العربية بل حتى جميعهم يذهبون بالتوافق على ان ظهور الخط العربي واللغه جاءت مشتقه من خط لغه المسند اليمني الذي تحول الى خط الزبور اليماني والذي تحول الى خط الجزم الذي نزل به كلمات ولغه القرءان لغويا" وصوتيا" فتجد آيات وكلمات في القرءان الكريم مكتوبة بخط غير الذي ننطقه بينما ننطق نحن تلك الكلمات نسبه الى تنوين وتحريك وتشكيل احرف تلك الكلمات بطريقة كتابة القرءان التي كتب بها ابان العهد العباسي

حيث اقيمت مدارس التشكيل والتنقيط حتى للأحرف لكي يستطيع العجم من المسلمين تلاوه القرءان الكريم اما ماقبله فلم يكن الا بخط الجزم الذي يكتب دون تنقيط ولاتحريك وينطق بالعربية الفصحى وهو تحور لاحق لخط الزبور الأقدم منه الذي هو مشتق من لغه المسند العربية العرباء في نصوص كتابتها والتي نستطيع قراءتها اليوم بكل يسر وسهولة بلساننا العربي

فإذا لم تكن عربية فكيف لنا قرءاتها وترجمتها للحروف العربية التي هي تمحور لحروف المسند بالشكل والأسم والعدد الرقمي للحروف ٢٨ حرفا" مسنديا" يقابله ٢٨ حرفا" عربيا" وهذا لن تجده عند اي حضارة اخرى بالعالم .

الحقيقة أن المساند تعتبر القلم الأول للغة العربية ونصوصه لغة عرباء بدليل أن اللفاظ المسند نفسها حاضرة بقوة في القرآن الكريم حيث أن عدد 638 كلمة في نصوص المسند موجودة في القرآن وترددت في 22612 موضع من إجمالي الكلمات الواردة في القرآن الكريم والتي يبلغ 77934 يعني أن اللفاظ المسند حاضرة في القرآن الكريم بنسبة 29.01% وتطابقه في اللفظ والمعنى .

مع العِلم أن ما تم إكتشافه من نصوص المسند لم يصل إلى 23% من إجمالي النقوش المطمورة تحت الرمال وللعِلم أيضا أن قريش لم تكن تهمز مطلقاً إي أنهم كانوا لا يستطيعون نطقها .

ختاما

في لغتنا المسندية عندما تريد كتابة اي شيئ فانك لاتضطر لتحويرها لسانيا بالنطق فكل حرف عربي نعرفه اليوم من الأبجدية هو موجود بصوته ونطق وكتابته في المسند فتكتب وتنطق بكل طلاقه عكس باقي اللغات فمثلا" لو اردنا كتابه 
بالعربية ( لهجات اهل اليمن ولغتنا المسندية العربية) 
بالمسند ( 𐩡𐩠𐩴𐩱𐩩 𐩽 𐩱𐩠𐩡 𐩽 𐩱𐩡𐩺𐩣𐩬 𐩽 𐩥𐩡𐩶𐩩𐩬𐩱 𐩽 𐩱𐩡𐩣𐩯𐩬𐩵𐩺𐩠 𐩽 𐩱𐩡𐩲𐩧𐩨𐩺𐩠) 

بينما الخطوط فيما بين كل كلمه بالمسند هي كانت تكتب هكذا ( |) لاجل وضع الفوارق بين الكلمات كما نفعل نحن اليوم ذالك ، اضافة لنوع كتابة المسند التي تختلف نطقا" عن العربية من ناحيه واحدة فقط وهي عندما تكتب كلمة :

مسندن: وتنطق المسند والنون نهاية الكلمة هي ال التعريف 
محفدن : وتنطق المحفد والنون بالنهاية ال التعريف 
ملكن: ملك ، صنمن : صنم .

والكلمات التي تحدف فيها حروف المد والجر واللين كما في النحو بالعربية مثال على ذالك : 
همدن : اي همدان 
حشدم : حاشد 
نجرن : نجران 
غيمن : غيمان 
مسندم : مسندي 
خولن : خولان
يهصدق : الصادق
رحمن : اللاه الرحمن الذي جاء بنفس الكتابه بالقرءان هكذا وينطق الرحمان .

طبعا" كل هذة النمادج من المسند ستعيدك لما قراءته سابقا" في بداية المقال عن لهجات لازلنا نتحدثها اليوم بلساننا العربي ومن حكمة الله انه ربط لغه القرءان بلهجتنا العربية لكي يبقى مابقينا لجل ذالك بقيت اللغه مابقى القرءان ولم يرفع الى يوم القيامة .

أصول اللغة العربية يمنية

يذكر عبدالرحمن السيوطي في المزهر من علوم اللغة العربية:- ان يعرب بن قحطان كان اول من نطق بالعربية و الناس حينئذ مختلطو الألسن قد تبلبلو وأن لغة العرب نوعان :

١- عربية حمير ما تكلموا بها من عهد هود و من قبلة
٢- العربية المحضة التي نزل بها القرآن

و يذكر الهمداني :- صنعاء في أهلها بقايا من العربية المحضة و نبذ من كلام حمير

— فالنقوش اليمنية القديمة كتابات عرب جنوب الجزيرة العربية دونت قبل الإسلام بفترات زمنية طويلة بعربيتهم التي هي غير العربية المحضة و قد كتبت بخط المسند

و يذكر جواد علي :- ان خط المسند كتابات للهجة العربية و ان المسند و لهجات اللحيانية و الثمودية و الصفوية جميعها أبجديات من فصيلة واحدة رأسها المسند أما قبل المسند فلا يعرف من أمره شيئآ

— استمرار رونق و سطوع و تأثير حرف الضاد من قديم العربية اليمنية حتى ابجديات العربية المحضة و التي لا وجود لهذا الحرف في اي لغة عالمية اخرى

— كان للقبائل اليمنية قديمآ لهجتان :-

لهجة الهاء : لهجة السبئيين و الحميريين
لهجة السين : لهجة المعينيين و القتبانيين و الحضرميين

و يذكر الهمداني بأرتباط خط المسند بخط المصحف بقولة:
و يفصلون (قدماء اليمنيين) بين كل كلمة و كلمة في السطر بخط قائم و كانوا يطرحون حرف الألف إذا كان بوسط الكلمة مثل ألف همدان و ألف رئام و كذلك تتبعهم كتاب المصاحف في رسم الحروف مثل ألف رحمن و إنسان

* و ينبغي عندما نقارن بين اللهجات اليمنية القديمة و لهجة القرأن علينا الأخذ بالأعتبار النصوص الكثيرة من القرن الثامن ق.م و أقدم بنصوص من القرن السادس الميلادي و التي لم يحفظ لنا منها إلا قليل مثل النقوش الشمالية نقش أم الجمال و نقش النمارة و كذلك ما كتب من الشعر الجاهلي، فالأختلاف في المفردات يرجع لإختلاف لهجات القبائل العربية

ابو عصمي الميسري