كتابات وآراء


الثلاثاء - 05 أغسطس 2025 - الساعة 10:06 م

كُتب بواسطة : د. عارف محمد الحسني - ارشيف الكاتب



لا تفيد الخطابات أو البيانات المُندِدة أو التغييرات الإدارية الصورية التي لا تصنع الجديد في الواقع فقد سئمنا منها مع كل السلطات التي مرت علينا ، بل أدوات الفعل العملية السلطوية المملوكة لها هي التي تُمْكن من إحداث التغييرات الفاعلة في أي نشاط مطلوب أن يحقق للمجتمعات المحكومة من نخبها السياسية إحداث أثر إيجابي فيما تعاني منه شعوبها المغلوبة على أمرها سواء اقتصاديا أو سياسياً أو اجتماعياً .

فسجلت النخبة السياسية والاقتصادية والمالية حدثاً جديداً موفقاً ، أكدت فيه أن حرب الخدمات على المواطن خط أحمر بلون الدم يصعب تجاوزه ، فأظهرت نجاح وتأييد منقطع النظير ، تجاوزت به مرحلة الخطر ، بمشروع إسعاد الجميع ، ليكشف عن حالة إتحاد لتواجه به مصيراً مجهولاً كان يحاك لصنع الفشل لخدمات المواطن ، فأعلنت هذه النُخب جميعها عن حملة لإزالة العشوائيات لتوسيع طريق الأمل، والتأكيد على إيجاد الحلول للصعوبات الظاهرة للعيان ، وإيجاد حالة الأمن ،والسكينة لكل فرد ينتمي لأسرة عانت ويلات العبث بقوتها ،وكل أدوات البقاء للعيش بحياة كريمة بعيداً عن حياة الفشل ، الذي أراد لها أن تعيش فيه مع نخبها ، ما كشف عن حقيقة يمكن تجاوز مشكلات الواقع بتقديم المساعدات لبعضنا بما نملك من أدوات التغيير عندما نتشارك في رؤى الحلول ، وتأصيلها في مجتمعاتنا ، لتعزيز حالة الاستقرار المعيشي لمن نسوسهم .

فما زال الرهان قائم مع معركة حرب الخدمات كمشروع مرحلة ثانية بعد أن تجاوزنا مرحلتها الأولى بنجاح ، عند إنتاج الحلول الناجعة المتسمة بالجدية كحلول دائمة نراها حتى الآن ، نضمن معها بقاء هذا النصر المؤزر بمقولة نقولها لهم :"لقد بلغ السيل الزبا" وتحطيم كل أدواتها الهشة كبيت العنكبوت حين أرادت لنا السقوط فيه .

ولأن الشعب لا يحتمل أن يظل تحت عبث التقلبات يجب الصمود في هذا الطريق وتثبيته ، لأن نتائجها العكسية سلبية لا تخفى على كل ذي بصيرة ، وإحداث ثورة حضرموت البطلة مازال حاضراً في عقولنا وأبصارنا ، اليوم أو في الغد البعيد ، ستنتشر في كل مواقع النخب الجامدة ، لأن الظلم لا يساوم به ، بل يجب أن يقاوم من الشعب ليصبح طريق الهروب لهذه النخب إلى منافيها ، والتاريخ الذي نعيشه مليء بالمشاهدات الحية لنا جميعاً .

لذا يجب أن تكون كل المعارك التي تخوضها هذه النخب مفاتيح للحلول ، انعكاساً لحلف القسم وأمانة المسؤولية التي طلبوها حثيثاً لِتُؤصل روح المثابرة لخدمة شعوبها، وتصير معركتها المُباركة ، لِتصحح بها مواقفها السابقة المتخاذلة والأنانية ، لتصنع البديل كرد اعتبار ضد المواقف الانتهازية السياسية التي مارستها لتخفي عقد من زمن مر علينا تحت وهم الحلول ، بينما كل ما كان يُصنع لنا مداخل جادة للفشل ، أوصلت شعبكم إلى شعارات الفراغ ، لا نوايا في أنفسكم للحلول ،إلا ما جادت به عواصم الدول المتدخلة .

أن أضرار عقد من سنوات عجاف كانت تمثل تهديد حقيقي تراجعت فيها كل موجبات الحياة ، أسفرت عن تدمير كل قيم المجتمع بحثاً عن سبل الحياة "انتشار المخدرات أحدى صورها" دون أن تتحمل سلطة تبعات سياساتها المدمرة للمجتمع وأخلاقياته ، فرضت سلبياتها و مصالحها الأنانية على شعبها، فأصرت تلك النخب على صنع ألغام التعطيل بكل أدوات الفساد المحلي المملوك لها كإرث ، وما نقص تم استدعاءه من الخارج كخبرة تضاف للواقع كصورة استثمارية .

أم أن هذا التغيير المفاجئ حدث عابر ، حين أسقط مجلس النواب حجراً من يده بعد أن داهّم عمره الموت ، فوقعت في الماء الآسن ، فألتقطها شعب حضرموت ، فسجلت حضرموت حدثاً بطولياً زلزل بصوته آذان أهل الكهف، تم أيقاظ بها سلطة من فسادها تسأل نفسها ، كم لبثنا في هذا السبات العميق ، لترسم خارطة مستقبل شعب لعيد يوبيلي جديد ، بخبرة أسلوب عمل عشر سنوات قديم ، تراعى فيها الأولوية القصوى للمصالح البينية ، كحبل سري يجب أن يغذي الجميع ، فقال لها شعب حضرموت كفى بعد أن عانى منا الكثير .

هنا يجب أن تقارنوا أنفسكم برئيس أوكرانيا أو رئيس أمريكا الجديد "ترامب" ماذا يلبسوا ، الأول جرم يلبسه أبسط جندي والآخر بدلة زرقاء واحدة بكرفته حمراء أو صفراء أو زرقاء منذ توليه رئاسة أقوى دولة في العالم اقتصاديا عند ظهوره يومياً في المؤتمر الصحفي في حديقة البيت الأبيض ، وفي شاشات العالم أجمع ، وانظروا إلى أجسادهم كم هزلت ، وفقدت جزء كبير من وزنها من لحم ودهن ونظارة جلد ، فالأول حقق لبلده صمود ضد أقوى دولة عسكرياً ، والثاني حقق لشعبه 147 مليار دولار سنوياً ضرائب الجمارك من دول العالم الأوربي والأسيوي والصيني ، ونقارنه بنخبنا السياسية والاقتصادية ، وما حققت لشعبها لِتستأثر بما هي عليه ، إلا إذا صمدت في معركتها الجديد .

وانظروا إلى الجمهوريات في دولنا العربية ونحن منها يعيش حكامها حياة الملوك ، وكل من تنصب في منصب تضاعف وزنه ، وحسن مظهره وامتلأت تجاعيد وجهه، وآخرها الجمهورية الجديدة ؛ بينما الممالك والسلطنات يظل حكامها محتفظين بأوزانهم ومظاهرهم كما كانوا قبل مناصبهم الجديدة ، والأمثلة في شاشات التلفاز عديدة.

ملاحظة : دبة الغاز المنزلي يا وزير الصناعة يجب أن يصير ثمنها 4500 ريال .

د.عارف محمد احمد علي