أخبار اليمن

الخميس - 20 يناير 2022 - الساعة 07:56 ص بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / محمود المداوي

شاعت مؤخرا في الاوساط اللحجية المختلفة ، بين الكبار قبل الاطفال،وبين الرجال اكثر من النساء اشاعة مفادها ان ثمة (عضروط) يظهر في المساء متنقلا علي سطوح المنازل والبيوت في مدينة الحوطة، واصبحت هذه الشائعة هي خبر الساعة ،وكل ساعة في هذه المدينة الهادئة الوادعة الامر الذي سبب كثيرا من القلق والذعر بين الاهالي

وبعيدا عن الجدل الذي لاجدوى منه حول مصداقية مايتداوله الناس في هذه المسٲله فهي حتى اللحظة لم تخرج عن كونها شائعة لم تثبت واقعيتها ،وهي شائعة غير اعتيادية بالمعنى الحرفي للكلمة ،ويحق لي ٲن ادرجها ضمن اليات اعلام الحرب النفسية التي يمارسها اطراف الحرب في اليمن،ومستقاة من الموروث الشعبي للحج الزاخر بهكذا مٲثورات في الحكايات الشعبية المعروفة هنا باسم المحازي ،وايضا في امثالنا الشعبية اللحجية التي تعطي دلالاتها الاجتماعية لكل حدث من الاحداث والتجارب المختلفة التي يمر بها عامة الناس في حياتهم الخاصة والعامة على حد سواء.

وهنا،.ليس بغريب على متلقي هذه الشائعة سماعه لمفردة العضروط والتي تعني لديه بحسب مفردات اللهجة اللحجية ذلك المخلوق القزم القبيح الصورة والهيئة الذي ينتمي الى عالم الجان ،والذي يكون خروجه في المكان --اي مكان--تحدث فيه جريمة قتل لانسان مظلوم اوبرئ،هكذا نحن سمعناها من افواه كبارنا من الاجداد والجدات في محازيهم اي في حكاياتهم الشعبية المتوارثه لا لشيئ الا لارغامنا كٲطفال للبقاء في كنف منازلنا وايضا لعدم المرور في المكان الذي تمت فيه جريمة القتل ،ومشروط بالايام الثلاثة الاولى من الحادثة حتى لاتقع انظارنا على بعض من اثار تلك الحادثة ،.هذا من جانب والجانب الاخر يكمله المثل الشعبي المتداول في لحج والذي ياتي في ذات السياق ولكن بدلالات اخرى مغايرة غير انها تصب في جانب العلاقات الاجتماعية غير المتكافئة وخاصة في علاقات العشق والزواج، وحتى في الشراكات المهنية والتجاربة اذ يقال :(جني عشق عضروط) ،وهوهو مثل يفسر نفسه بنفسه على ضوء ماتقدم من اشارات وتلميحات في هذا. الاتجاه الانثربولوجي الذي يحاكي الخرافة والاسطورة في ثقافتنا الشعبية.



ٲقول انها ليست المرة الاولى التي تنتشر فيها هكذا اخبار وشائعات ولنا في تٲريخنا العديد منها مثل شائعة ابو ذيلة والمستذئبين والمستكلبين وغيرها ، وما يهمني هنا هو التٲكيد على انها شائعات غير بعيدة عن المٵرب ذات العلاقة بالحرب النفسية والغاية منها زعزعة السكينة العامة والسلم الاجتماعي او يراد من وراءها خلق نوع من الوعي الاجتماعي لمواجهة الاحتمالات القادمة،وهذه وان احسن اصحابها المقاصد الا انها لها نتائج سلبية جدا على المجتمع.

الخلاصة:
ان شائعة عودة العضروط الضال وفي لحج تحديدا التي يقف شبابها في الخنادق الامامية لمواجهة التمدد الفارسي بواسطة. الحوثيبن يؤكد. لنا وبما لايدع مجالا للشك انها جزء من الحرب النفسية لهؤلاء المقاتلين ولخلق حالة من التراجع والعودة الى منازلهم التي يهددها ذلك العضروط الضال، وهكذا وسيلة يقف ورائها المهزوم في ارض المعركة عمليا واذنابهم في الداخل.