أخبار وتقارير

الثلاثاء - 14 فبراير 2023 - الساعة 12:18 ص بتوقيت اليمن ،،،

م. أحمد الشرمي


قبل عدة ليال كنت أنا ومجموعة من الدكاترة والمختصين في علوم البيئة والاستشعار عن بعد نجلس على ساحل أبين في المنطقة المقابلة لمبنى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة لتناول العشاء في جو راااائع كما هو المعتاد لمرتادي ساحل أبين.

ولكن ما شد انتباهنا جميعا أن هناك أعمال ردم تتم في الساحل وأظنها لمشروع تابع للسلطة المحلية عدن لعمل كورنيش على الساحل وهذا أمر جميل ولقي الترحاب منا جميعا !!


وأثناء جلوسنا في المكان لاحظنا أن هناك أصوات إلتطام مخيفة لموج البحر في المناطق المردومة حديثا وهي أصوات عنيفة جدا جدا وهنا بدأنا نتجاذب أطراف الحديث عن المخاطر التي قد تجلبها مثل هذه المشاريع في حال عدم إستيفاء الدراسات من قبل المختصين في المجال.

وعليه بدأت البحث عن مثل هذه المشكلات التي تتسبب بها هذه المشاريع الهندسية في حال عدم إدراك صانعي القرار لحجم الكارثة القادمة وحجم المال الذي سيهدر على المشروع إذا تم تجاهل رأي ذوي الاختصاص بل وتجاهل أن هناك من يستطيع إسداء المشورة عن علم ودراية من أكاديميين ومهندسين ومختصين في المجال تزخر لهم جامعة عدن والجامعات المجاورة لعدن بجميع كلياتها وتخصصاتها لوضع الحلول الممكنة لهكذا مشروعات ،

وخلال بحثي عن مثل هذه المشروعات وجدت أن هناك مشكلة حدثت في مشروع مشابه لمشروع رصيف ساحل أبين حدثت في #مدينة_الاسكندرية في جمهورية مصر العربية ..

وخلاصة المشكلة أن هناك شركة غربية تقدمت لعمل رصيف على أحد السواحل ولم تراعي هذه الشركة أي خصوصية للموقع فشرعت في الردم والدك والأعمال الإنشائية في المكان وحتى تسليمه وفقا للتصاميم المقدمة لها، وانتهى العقد وعادت الشركة الغربية أدراجها بالدولارات ولم تجن المنطقة وتبوء إلا بالخراب الذي سببته هذه الأمواج في الموقع بل أن الأضرار الناتجة أثارت الهلع والخوف من مرتادي الساحل بعد اتساع هذه الشروخ في أرضية الكورنيش في فترة زلزال سوريا تركيا بل وخلصت دراسة خاصة بأحد الباحثين الأكاديميين في مجال نظم المعلومات الجغرافية GIS أن تلك المنطقة مهددة بالطمر والهبوط والذي بلغ في بعض المواقع لأكثر من 7سم ولكن .. ولكن بعد فوات الأوان وذهاب الملايين من الدولارات.

ونحن في عدن لدينا من الكوادر في مجال الاستشعار عن بعد RS ونظم المعلومات الجغرافية GIS والمهندسين الأكفاء مالا يعد وفي شتى المجالات ولكن للأسف يتم تجاهلهم وتجاهل آرائهم بغية تسجيل أهداف وهمية في عدد المشروعات المنفذة سنويا والتي ما أن ينتهى تنفيذها وتخسر فيها الملايين حتى تظهر حجم الفشل في التنفيذ بعد نهاية العمل في الموقع مباشرة.

وهنا رأينا وللسلطة المحلية في عدن البحث فيه وتكليف ذوي الاختصاص إن أرادت أن تخدم الوطن والمواطن في السعي لمعرفة و وضع وإبداء الرأي العلمي الحقيقي لمثل هذا المشروع واستقراء ما حدث في المشروعات المماثلة في مناطق مشابهة ومدى جدواها وكذلك الحلول المثلى لتجنب مخاطرها وفشلها كما هو حاصل اليوم في رصيف #أبودست_صيرة والذي بدأ التآكل في أرضيته بفعل قوة الأمواج وعدم وضع كاسرات أمواج لتخفيف حجم الاصطدام بين الموجة وجسم الرصيف مما سبب تسييل في التربة المردومة وسحبها باتجاه حركة الأمواج إلى داخل البحر تاركة الموقع مخربا بفعل جهل وفساد منفذيه.

فهذه رسالة إلى من يهمه الأمر ليتم لتدارك الأمر ووضع الحلول الهندسية أثنا طرح المشروعات والا يضعوا العربة قبل الحصان فان الاعتماد على فئة المقاولين الذين ليس لهم من الهم إلا تشغيل معداتهم المتهالكة ولا يملكون أدنى معرفة في تنفيذ المشروعات الحيوية وكذلك الاعتماد على شلة من الفاسدين الذين لا يريدون خيرا للبلد بعيدا عن المتخصصين في عدن وذلك بإرساء المقاولات على عدد من المكاتب والمعروفة بالإسم مسبقا و التي كل مشاريعها فاشلة ولم تعط أي نموذج جيد في مشروعاتها حتى تعطى لهم مشروعات ثانية وثالثة وعاشرة بل وألف مشروع ومشروع وكلها وفي مجملها لا تخدم غير رغبات ملاكها .

والله من وراء القصد

أحمد منصور الشرمي
#رصيف_ساحل_أبين