منوعات

الخميس - 09 فبراير 2023 - الساعة 09:16 م بتوقيت اليمن ،،،

أ ف ب


خطفت طفلة، تبلغ من العمر 10 أعوام، الأضواء من الجنرالات المزيّنين بالأوسمة وترسانة الأسلحة الضخمة خلال عرض عسكري أقيم مؤخرًا في كوريا الشمالية.

وظهرت إلى جانب الزعيم كيم جونغ أون فتاة يرجّح أن تكون ابنته الثانية جو آي، والتي تفقدت حرس الشرف بعدما ظهرت عدة مرّات في مناسبات عالية المستوى، ما يثير تكهّنات بشأن إعدادها لتكون وريثته.


من تكون؟

على مدى سنوات، لم تأتِ وسائل الإعلام الرسمية الكورية الشمالية على ذكر أطفال كيم، رغم أن وكالة التجسس التابعة لسيول ذكرت بأنهم ثلاثة، ويعتقد أن أعمارهم تبلغ حوالي 13 و10 و6 سنوات.

وجاء التأكيد الوحيد عن وجودهم من النجم السابق لدوري كرة السلة الأمريكي دينيس رودمان، الذي ذكر أنه التقى ابنة كيم الرضيعة المدعوة جو آي خلال زيارة قام بها إلى كوريا الشمالية العام 2013.

لكن قبل 3 أشهر وأثناء إطلاق صاروخه الباليستي الأقوى العابر للقارات، ظهر كيم برفقة ابنته.

ورغم أن كوريا الشمالية لم تعلن رسميًا قط عن اسمها، إلا أن وكالة التجسس التابعة لسيول والمحللين يعتقدون بأن الفتاة هي جو آي، الابنة الثانية لكيم.

هل هي وريثة كيم؟

يبدو الأمر كذلك بكل تأكيد، بحسب خبراء، وقد وصفها الإعلام الرسمي بأنها ابنة كيم "المحبوبة" و"المحترمة" وظهرت ووهي تسير بينما أمسك والدها بيدها فيما ظهرت والدتها تسير خلفهما.

ويشير ذلك إلى أن كوريا الشمالية بدأت بناء ثقافة "عبادة الشخصية" حول جو آي، بحسب الباحث في معهد سيجونغ الكوري الجنوبي شيونغ سيونغ-تشانغ.

وأوضح تشانغ أن ذلك "مؤشر على أنه تم تعيينها الخليفة بحكم الأمر الواقع وإن كانت لا تملك بعد وضع الخليفة الرسمي".

وفي صور بثّها الإعلام الرسمي، ظهرت "جو آي" في الوسط بجانب والدها محاطة بأبرز الشخصيات، وبهذا الخصوص قال شيونغ: "يشير ذلك إلى أن كيم جو آي ستتولى منصب القائد الأعلى للجيش مستقبلًا".

هل ستقبل كوريا الشمالية أن تتزعمها امرأة؟

ولطالما كان خرق جدار تولي النساء مناصب سياسية قيادية أمرًا مستحيلًا في كوريا الشمالية، بحسب رئيسة قسم الإدارة في كلية الأعمال التابعة لجامعة التكنولوجيا في سيدني برونوين دالتن.

لكن الدولة الشيوعية تشهد تغييرًا، بحسب دالتن، فيما تحاول القيادة الكورية الشمالية "المحافظة على شرعيتها عبر خلق نسخة جديدة للأنوثة" تعكس التغيرات الاجتماعية التي شهدتها البلاد خلال العقود الأخيرة.

وأشارت "دالتن" إلى أن الأجيال الأصغر سنًا "كبرت وهي تبيع وتشتري في الأسواق باستخدام هواتف نقالة والوصول إلى محتوى إعلامي خارجي"، وهو ما أجبر كوريا الشمالية على إعادة النظر في نسختها التقليدية للمرأة المثالية.

وبالفعل، تضم القيادة الكورية الشمالية الحالية، رغم هيمنة الذكور عليها، شخصيات نسائية عالية المستوى تشمل وزيرة الخارجية تشو شون-هوي، وشقيقة كيم الأصغر كيم يو جونغ، والتي تشغل منصب المتحدثة باسم النظام.

وقالت دالتن لـ"فرانس برس" إن كيم جونغ أون "يترأس ماكينة دعائية تصيغ رواية جديدة عن مكانة النساء"، لكن الدور الأهم لجميع النساء في كوريا الشمالية يبقى "الولاء للوالد كيم جونغ أون"، وهو أمر تجسّده جو آي بطريقة مثالية.

هل تتولّى السلطة حتمًا؟

ليس بالضرورة، بحسب الخبراء، وفي هذا السياق قالت دالتن: "ربما أكثر من أي بلد آخر، يحمل الاعتماد على العلاقات العائلية والقرب من السلطة (في كوريا الشمالية) مخاطر كبيرة".

وأشارت إلى العدد الكبير من أفراد العائلة الذين تم نفيهم من كوريا الشمالية أو قتلهم، وأضافت: "لا حصانة للنساء من ذلك".

بدوره، يؤكد آن تشان-إل، المنشق الذي تحوّل إلى باحث يدير، اليوم، المعهد العالمي للدراسات الكورية الشمالية، أن تولّي امرأة السلطة في كوريا الشمالية يعد أمرًا "مستحيلًا" في الوقت الحالي.

لكنه لفت إلى أن تعريف العامة عليها خلال العقد أو العقدين المقبلين مصحوبًا بـ"تعليم إيديولوجي" قد يساعد في هذا الصدد، مضيفًا: "نادرًا ما يشكك الكوريون الشماليون بمن يصبح زعيمهم".