أخبار وتقارير

أرشيفية

الثلاثاء - 31 يناير 2023 - الساعة 01:31 ص بتوقيت اليمن ،،،

خالد سلمان


تمهيداً لتسوية ربما على حساب المشروع السياسي لأحد أبرز اللاعبين على رقعة شطرنج الصراع، تاتي عملية إعادة صياغة الأحجام والتدخل بترتيبات لا تجعل أحداً قوياً بمفرده ،

وفرض شراكة بمكامن القوة لتمرير حل يُطبخ في ما وراء الوطن ،تأتي عملية منح الضوء الأخضر لرئيس مجلس القيادة لتشكيل قوته العسكرية الخاصة ، بقرار رئاسي تأتمر بأمره لا بأمر المجلس،


وهو من يحدد مهامها واماكن إنتشارها والمهام المناطة بها ،وهي قطعاً ليست قوة ضاربة في مواجهة الح وثي بل لتصفية حسابات داخلية ،وتحسباً للأسوأ وإعداد العدة لخوض نزال مع الإنتقالي ، بالشراكة مع قوات الإصلاح ومليشياته ،دون إستبعاد الإستعانة بفلول الإرهاب كيدٍ خفية في تنفيذ عملية إغتيالات سياسية للرموز الفاعلة إجتماعياً وسياسياً، فيما تبقى قوات طارق ليست بعيدة عن المشهد إن لم تكن منخرطة فيه مباشرة ، لحسابات وتقديرات تخضع للمصلحة والتقاسم وتوجيهات الرعاة الممولين.

إبتداءً ليس من حق العليمي تشكيل مثل هكذا قوات عسكرية خاصة ، فإتفاق تسليم السلطة لا يسمي رئيساً وليس هناك قائد أعلى للقوات المسلحة منفرداً ، بل قيادة جماعية توافقية ومجلس رئاسي يأخذ القرارات بالتوافق ،لا بعقلية الرئيس الأوحد والقائد الرمز الضرورة ، أي إعادة إنتاج حقبة صالح.

الألوية المراد تشكيلها ما كان لها أن تكون ممكنة ، لولا رعاية مباشرة من قوى الإقليم ، لخلق كيانات موازية تكسر إحتكار الإنتقالي للقوة ، تمهيداً لتسوية قادمة وتحسباً لإحتمالات أن لا تحضى بقبوله ، وأن يتحول لعقدة منشار ومعوق لإنجاز حل بلا قضية جنوبية أو بالحد الأدنى منها.

قوات الدرع تستثمر في أخطاء الإنتقالي بل وتراكمها وتنفخ فيها وتلعب في مساحته الجغرافية ، فهي قوة جنوبية القيادة والتشكيل ، ومركز حركة التجنيد فيها مناطق الصراع ، وقادتها من الغاضبين الذين أستثناهم الإنتقالي من توزيع المناصب وتسلسل القيادة ، ما يعني أن عنوان مهام هذه القوة ومسرح عملياتها ، خارج الجهد الرئيس الموجه ضد الح وثي بل بالإحتراب جنوباً.

العليمي لا يمكن أن يلعب بالنار وحده ، فهو في توزيع خارطة القوة الأضعف، بل ان هناك من أوقد النار وسلم مشعل البدء بالحريق ليده ليعجل بدورة عنف جديدة ، لتكريس سلطته والتمرد على صيغة القيادة التوافقية ، بتسمية نفسه رئيساً أوحداً وقائداً أعلى للجيوش ، لا يهم تسمية ألويته بدرع الوطن طالما مهامها نسخة طبق الأصل من الحرس الجمهوري، أي حماية الرئيس وتثبيته بصلاحيات مطلقة بقوة السلاح لا التوافق .

نحن أمام خطوة تحث السير نحو التفجير الداخلي ، وتستدعي ماضي الصراعات السياسية ،لتجعل مهمة هذه القوات المستحدثة حرب ٩٤ أُخرى، بشراكة إقليمية ريادية مباشرة وذات صلة بقادم التسوية ، حيث لا إنتقالي منفرداً يتحكم بصيغ التفاهمات ، ويمسك بمفاتيح تمرير او تعطيل حل مستثنى منه القضية الجنوبية، بل هناك أجسام يتم تخليقها موازية له بالقوة تنازعه في سلطة القرار .

درع الوطن تجمع الصورة برؤوس ثلاثية مدببة ، هي مليشيا خارج القانون ، وهي إحتياطي تُستخدم وقت الضرورة في المناطق المحررة ، وهي حرس جمهوري بيد من يعتبر نفسه الرئيس ، يوجهها حيث يريد ومتى يريد وضد من يريد.

---------

كانت لدينا قوات سلفية مدعومة من الإمارات ، صارت لدينا قوات سلفية أُخرى بمسمى درع الوطن ممولة من الرياض.

الحوثي من هذا التشكيل الأخير خارج التصفيات النهائية ، حيث سيبقى الملعب جنوباً.

من بين كل المسميات ، تديين الصراع هو الأخطر.

---------

لدينا تخمة جيوش ولا يوجد لدينا نصراً يتيماً واحداً ، فحين تتشكل قوة مضافة بمسمى درع الوطن وتحمل عنوان إحتياطي الرئيس ، فهي تعني قواته الخاصة ، لخوض حروبه ضد خصومه السياسيين دفاعاً عن حكمه، ففي دول الإستبداد الرئيس هو الوطن.

وعليه من حق العليمي على طريقة أمراء الحرب ، أن يأخذ له هو الآخر شُقفة وطن.

* من صفحة الكاتب على فيسبوك