منوعات

الثلاثاء - 31 يناير 2023 - الساعة 01:12 ص بتوقيت اليمن ،،،

العرب


أدى قرار إحدى جامعات مينيسوتا بفصل أستاذة لإدراجها صورا للنبي محمد في دورة فنية عالمية إلى جدل داخل المؤسسة.

وقالت رئيسة مجلس أمناء جامعة هاملين بعد أشهر من عرض الصور في فصل دراسي عبر الإنترنت إن الأمناء يراجعون سياسات الجامعة واستجاباتها لشكاوى الطلاب ومخاوف أعضاء هيئة التدريس بشأن الحرية الأكاديمية. في حين نفت منظمة وطنية لحقوق المسلمين المدنية الاتهامات بأن يكون سلوك الأستاذة معاديًا للإسلام.


واشتد الجدل في أكتوبر عندما أدرجت الأستاذة المساعدة إيريكا لوبيز براتر لوحة من القرن الرابع عشر تصور النبي محمد في درس عن الفن الإسلامي، مما دفع طالبة مسلمة في الفصل إلى تقديم شكوى للجامعة، وذلك حسب تقارير إعلامية وجماعات مناصرة دعّمت الأستاذة أو الطالبة.

وكانت لوبيز براتر مدركة أن تصوير النبي محمد ينتهك عقيدة العديد من المسلمين. وقد أشار منهج دراسي عرضته في مقابلات إعلامية إلى أن الطلاب يطلعون على صور الشخصيات الدينية، بما في ذلك النبي محمد. كما تضمن المنهج بدائل للطلاب غير الراغبين في مشاهدة تلك الصور.

كما حذّرت الفصل على الفور قبل عرض صورة النبي محمد. وقالت خلال هذا الأسبوع إن هدفها هو تعليم الطلاب “التنوع الغني” في المواقف تجاه مثل هذه الصور.

وصرّحت في مقابلة بالفيديو مع مقتدر خان وهو أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ديلاوير أن “من المهم أن نعترف بالتنوع الداخلي داخل الإسلام وأن نحترم العقول المتحمسة والفضولية التي تأتي من هذا المجتمع والمجموعات الأخرى وألا نقتصر على الخيارات الأكثر أمانًا. كجزء من مؤسسات التعليم العالي… نحن مدينون لطلابنا بتحديهم بطرق غير مريحة في بعض الأحيان”.

وقالت لوبيز براتر إنها بدأت هي ورئيس قسمها في سبتمبر في مناقشة تدريسها لدورة تدريبية جديدة، ولكنه أخبرها بعد الحادثة أن “خدماتها لم تعد ضرورية”. وقال مدير هاملين إن عقد الأستاذة لم يُجدد.

ويختلف المسلمون خارج حرم جامعة هاملين في سانت بول بمينيسوتا حول الحادث والاستخدام الأكاديمي الأوسع لصور النبي محمد.

وكان جيلاني حسين، المدير التنفيذي لفرع مينيسوتا في مجلس العلاقات الأميركية – الإسلامية، من أوائل المؤيدين لاستجابة هاملين. وقال إن إدراج الصورة في الدرس كان غير محترم للطلاب المسلمين. واعتبر في هذا مسّا بالطالبة التي اشتكت.

وفي مؤتمر صحفي نظمته المجموعة، قالت الطالبة التي أثارت شكواها مراجعة الجامعة إنها وطلابا مسلمين آخرين يشعرون أن الإداريين تصرفوا بشكل مناسب. وأكدت آرام ودات الله للصحافيين أنها لم تر صورة للنبي محمد حتى فصل أكتوبر. وتابعت “يكسر قلبي أنني يجب أن أقف هنا لأخبر الناس أن هناك شيئًا معاديًا للإسلام وأن شيئًا ما يؤلمنا جميعًا، وليس أنا فقط”.

لكن المجلس الوطني للعلاقات الأميركية – الإسلامية نأى بنفسه يوم الجمعة عن الادعاءات القائلة بأن نهج لوبيز براتر كان معاديًا للإسلام. وقال المجلس الذي يصف نفسه بأنه أكبر منظمة حقوق مدنية للمسلمين في الولايات المتحدة، إن النوايا والأفعال والظروف كلها مهمة.

وقال “على الرغم من أننا لا نشجع إظهار صور النبي، إلا أننا ندرك أن الأساتذة الذين يحللون اللوحات القديمة لغرض أكاديمي ليسوا مثل الأساتذة الإسلاموفوبيين الذين يعرضون مثل هذه الصور للتسبب في الإساءة. وبناءً على ما نعرفه حتى هذه اللحظة، لا نرى أيّ دليل على أن الأستاذة إريكا لوبيز براتر تصرفت بنية معادية للإسلام أو انخرطت في سلوك يتوافق مع تعريفنا للإسلاموفوبيا”.

وبدأت معارضة قرار جامعة هاملين بالتماس عبر الإنترنت من عالم فنون إسلامي في جامعة ميشيغان قال إن اللوحة تُعرض ويدرسها مؤرخو الفن. وتطور الأمر مع تقارير وسائل الإعلام لرد الجامعة، بما في ذلك رسالة بالبريد الإلكتروني لأحد المسؤولين الذي وصف الحادث بأنه معاد للإسلام.

وكان من بين المنتقدين مجلس الشؤون العامة للمسلمين وجمعية دراسات الشرق الأوسط، وقد أصدر كلاهما بيانات تمدح الأستاذة لحساسيتها والتزامها بتعليم المواقف المتنوعة تجاه تصوير النبي محمد في تاريخ الإسلام. كما لاحظ خبراء الفن الإسلامي أن الصورة لا تشبه الرسوم الكاريكاتورية في صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة التي أدت إلى هجوم مميت على صحفييها سنة 2015.

وكانت الجمعية الأميركية لأساتذة الجامعات والمديرة السابقة للجامعة من بين أولئك الذين يحثون هاملين على إعادة تعيين الأستاذة.

وكتبت ليندا هانسون، التي كانت مديرة هاملين من 2005 إلى 2015، في رسالة نُشرت على مينيابوليس ستار تريبيون “تدرّس أجيال من أعضاء هيئة التدريس في هاملين بإيمان بأن الالتزام بالخط المشرق من الحرية الأكاديمية ودعم الطلاب لا يستبعد أحدهما الآخر”.

ودافعت مديرة الجامعة فاينيز ميلر بقوة عن رد الإدارة، عبر رسالة مطولة قالت فيها إن هاملين “تتعرض لهجوم من قوات خارج الحرم الجامعي”.

وكتبت ميلر أن “إعطاء الأولوية لرفاهية طلابنا لا ينفي أو يقلل بأيّ شكل من الأشكال الحقوق والامتيازات التي تضمنها الحرية الأكاديمية. لكن المفاهيم لا تتقاطع”.

كما ذكرت أن للطلاب حقوقا يجب على المسؤولين حمايتها قبل أن تستشهد بعلاقات الجامعة بالكنيسة الميثودية المتحدة.

وقالت “يعني أن تفعل الخير تقليل الضرر إلى أدنى حد. هذا ما كان أساس قراراتنا حتى الآن وسيستمر في توجيهنا في المستقبل”.

لكن البيان الذي صدر عن رئيسة مجلس الأمناء إلين واترس أعطى مصداقية أكبر لمنتقدي المدرّسة، ووعد بأن الأمناء “يستمعون ونحن نتعلم”.

وكتبت واترز “يشارك مجلس أمناء جامعة هاملين بنشاط في مراجعة سياسات الجامعة وردودها على مخاوف الطلاب الأخيرة ومخاوف أعضاء هيئة التدريس اللاحقة بشأن الحرية الأكاديمية. إن التمسك بالحرية الأكاديمية وتعزيز بيئة تعليمية شاملة ومحترمة لطلابنا مطلوبان لتحقيق مهمتنا”.

ولم يقدم البيان مزيدًا من التفاصيل حول عملية مجلس الإدارة ولم يرد متحدث باسم الجامعة على الفور على الرسائل التي طلبت معلومات إضافية.