منوعات

الإثنين - 23 يناير 2023 - الساعة 08:53 م بتوقيت اليمن ،،،

إرم نيوز


لم تثنِ جبال اليونان الوعرة والغابات الكثيفة والأماكن المهجورة والمقابر التي اعترضت طريق لاجئ عراقي أثناء رحلته إلى أوروبا من تحقيق حلمه والوصول إلى ألمانيا، حيث وجد من يمد له يد المساعدة وينقذه وهو في أحلك المواقف وأخطرها.

قرر الشاب العراقي "مرتضى" مغادرة بلده متوجها إلى تركيا ومنها إلى اليونان التي رفضت طلب لجوئه، ليعزم على خوض تجربة الهجرة نحو أوروبا انطلاقًا من أراضيها سالكًا طريق البحر والبر مع مجموعة من الأشخاص، ليستقر أخيرًا في ألمانيا.


وشرح مرتضى في حديثه لقناة" black box"على موقع يوتيوب، تفاصيل رحلته الصعبة والقاسية التي أنهكته جسديًا ومعنويًا، كما أنفق خلالها الكثير من الأموال، لكنه تمكن من تخطي الصعاب بفضل الأشخاص الذين عرضوا عليه المساعدة، ومن بينهم فتاة ألمانية عرضت نفسها للخطر دون مقابل.

وروى مرتضى، وهو شاب عراقي في العشرينيات من عمره، أن "الأسباب الاقتصادية وراء تفكيره في الهجرة، حيث لم يعمل في مجال اختصاصه الجامعي، ما دفعه إلى السفر إلى تركيا ومنها إلى اليونان عن طريق البحر".

ولم يكن التسلل إلى اليونان التي مكث فيها فيما بعد قرابة السنتين سهلًا، حيث غمرت المياه القارب وانتابه وبقية المهاجرين نوبات قلق وخوف من الغرق والموت الوشيك، إلى أن اعترضتهم باخرة وفرق إنقاذ قادتهم إلى جزيرة يونانية ومنها إلى مخيم للاجئين.

وبدأ مرتضى بالتفكير في مغادرة اليونان بعد رفض السلطات حصوله على إقامة، ليقرر العمل والتعرف على أشخاص جدد بهدف مساعدته.

ويقول:"عملت كطباخ في منظمة إنسانية فتحت لي المجال للتعرف على فتاة ألمانية وعدتني بالمساعدة في حال الوصول إلى بلدها"، كما ساعده شخصي أفريقي للخروج من الكامب إلى العاصمة أثينا ومنها وصل إلى حدود ألبانيا.

ويسرد:"ظللت أمشي رفقة مجموعة من المهاجرين على مدى ثلاث أيام، عبرنا خلالها الغابات والجبال..كنا نخشى السقوط في أي لحظة وتوجسنا من أصوات الحيوانات. مستدركا:" لكن تمكنا من دخول قرية حدودية".

ويتابع:" قمنا بتمويه الأهالي ودخلنا القرية كأننا سياح تجنبا للشرطة وانطلقنا منها إلى مدينة مجاورة، مشينا في الشوارع دون أن نعلم أين وجهتنا، لم تكن لدينا إنترنت، وبقينا في الأماكن المهجورة والمقابر حتى نتخفى عن الأعين وعلى أمل اتصال المهرب بنا ".

ويلفت أنه تمكن فيما بعد من التواصل مع مهرب الذي نقله إلى مدينة أخرى عبر سيارات فصل من خلالها المهاجرين، ومنها تعرف مرتضى على مهربة ألبانية ساعدته للوصول إلى كوسوفو عن طريق الحدود.

ووجد مرتضى بيتا مهجورا في تلك المنطقة الحدودية، مكث فيه بعض الوقت إلى أن ساعده صديق له من دخول الكامب الحدودي، ثم العودة للتخطيط مع المهربين لعبور صربيا نحو هنغاريا.

ويكشف مرتضى أنه "قام بالتنسيق مع مهرب آخر ليعرض عليه نقله عبر شاحنة إلى حدود ألمانيا في ساعات قصيرة، إلا أن الرحلة دامت ثلاثة أيام وهي الأخطر والأصعب"، حسب وصفه.

ويضيف"تنقلنا حينها من التشيك إلى المجر ثم ألمانيا، لم نستطع القيام بأي شيء، كنا في أمتار قصيرة".

وبعد وصولهم إلى الحدود، اضطر مرتضى إلى عبور ألمانيا مشيا على الأقدام وسط الثلوج بعد أن رفض المهرب نقله عبر السيارة، ليتواصل حينها مع الفتاة الألمانية التي عرضت عليه المساعدة في السابق وبالفعل أوفت بوعدها له.

ويختم بالقول:"حققت معنا الشرطة ومع الفتاة، لكن نقلتني في النهاية إلى الكامب وحاليا أنتظر مقابلة اللجوء."