أخبار وتقارير

الخميس - 12 يناير 2023 - الساعة 10:26 م بتوقيت اليمن ،،،

عاصم بن قنان الميسري


عقب دعوات لتحويل قلعة صيرة التاريخية لمزار ومتحف وطني من قبل ناس مفلسين تاريخيا" وثقافيا"، والذي بدورهم قد تجاهلوا مايدور من تخريب وزحف عمراني في حرم صهاريج عدن والفارسي، ولكن الحقيقة مرة ومايحدث اليوم من ترابط مستمر لطمس معالم عدن التاريخية وجزيرة صيرة ماهو الا مخطط مدروس لأفراغ عدن من مكانتها التاريخية وانتزاعها قبل تمزيقها وتركها خاوية على عروشها وذلك لن يحصل الا اذا افرغوها من معالمها التاريخية وهذا مايجري اليوم .

ايضا" وجب التوضيح حول جانب بسيط من تاريخ هذة القلعة التاريخية الحصينة


هكذا تبدو عدن من قلعة صيرة التاريخية، هذه القلعة التي تطل على المدينة من ميناءها القديم وكانت تحرسها من الغزاة الطامعين.

يرجع تاريخ بناء قلعة صيرة إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين، وتشير الدراسات الحديثة أن الموقع كان يشكل حماية للميناء من القراصنة ومن الغزو الخارجي وقد حفرت فيها بئر تسمى "بئر الهرامسة".

وقد شهدت القلعة معارك خاضها اليمنيون ضد الغزاة والقراصنة ففي عام 1513-1516 هاجمها البرتغاليون وصدهم جند القلعة، كذلك الدور البطولي لأهالي عدن وسلطانها مرجان حين قاموا بالتصدي والدفاع عن مدينتهم ضد هجمات الاستعمار البريطاني في 1839م، وقد دخلوها بعد معركة غير متكافئة.

اما جزيرة صيرة

جزيرة صيرة هي جزيرة صخرية على شكل مثلث مجاور لمدينة كريتر بواسطة جسر صغير . تعتبر موقع الحراسة الأهم في عدن ، ورمز القوة في حماية عدن في العصور القديمة ، ويعتبر ايضا" نصبًا أثريًا إسلاميًا مهمًا يقف على قمة جزيرة صيرة ويطل على ميناء عدن القديم الأصلي في صيرة .

يعود تاريخ القلعة إلى أكثر من ألف عام وقد تم ذكرها في النقوش اليمنية القديمة. على مر التاريخ ، دافعت عن عدن ضد الغزاةالقادمين من البحر .

لا أحد يعرف على وجه اليقين متى شيدت هذه القلعة ، والسبب هو ندرة الدراسات الأثرية في المنطقة ، وقبل كل شيء ، صعوبة في تمويل مشروع يتعلق بالتنقيب عن الآثار في هذه القلعة والموقع المحيط بها بينما نتفاجئ اليوم بتمويل مساعي لحركات مشبوهة في تحويل هذا المعلم التاريخي لمزار ومتحف ولا نعلم من يقف خلف هكذا تصرفات تسيئ لمكانة عدن وتاريخها العريق .

بناء القلعة

تقول بعض المصادر انه من الممكن أن يكون البناء الأصلي للقلعة يتعلق بالأمير عثمان الزنجبيلي التكريتي ، "الوالي" التركي من عدن المعين من إسطنبول من قبل الإمبراطور العثماني توران شاه وهذا امر خاطئ ومعلومة غير صحيحة فتاريخ الحصون والقلاع التي كانت منتشرة وممتدة في اعالي سلسلة جبال عدن قد عثرنا على الكثير من الصور والمخطوطات توثق شكل عدن في داك الزمن قبل الاستعمار العثماني لعدن .

وتشير السجلات التي لم يتم التحقق منها إلى أنه تم إنشاؤها خلال العام 1173 ميلادي (569 هجري) حينما كان والي عدن التركي (مبعوثًا لحاكم عدن) .

صمدت قلعة صيرة ضد الهجمات التي شنها البرتغاليون ، ولعبت دورًا حيويًا في الدفاع ضد الجيش التركي في عام 1517 بعد الميلاد. قام البريطانيون في وقت لاحق بتعديل التصميم الأصلي والهندسة المعمارية للقلعة. أشار تقرير للكابتن فوستر بتاريخ مارس 1839 إلى أوامر لجنوده بوضع المدافع والمدفعية في الحصن مع إضافات المنشآت العسكرية والمتارس العسكرية.

كان ميناء عدن الأصلي في الخليج الأمامي لكريتر والذي كان يخضع لحراسة طويلة من قبل قلعة صيرة وكان قد انحسر قبل وصول البريطانيين بفترة طويلة عام 1839. تم إنشاء ميناء جديد في عام 1860 في في التواهي - البريطانيون أطلقوا عليها اسم ستيمر بوينت (Steamer Point) .

والمصطلح بوينت يشير بما لايدع للشك الى ارض بونت لدى الفراعنة المصريين في نقوشهم عندما وثقوا تاريخ تجارتهم مع بلاد العربية السعيدة وموانئ اوسان وقتبان على امتداد الساحل العرني حيث كانوا يجلبون منها احتياجاتهم من المر واللبان والأخشاب وعرفت ببلاد الشرق بوينت ، ويقع الميناء الجديد بين شبه جزيرة عدن وقلعة عدن وتبلغ مساحته حوالي 15 كم من الشرق إلى الغرب على بعد 7 كم من الشمال إلى الجنوب.

ومن هنا اوجه رسالتي هذة لمحافظ عدن / الأستاذ احمد حامد لملس وللسلطة المحلية في كريتر بعدم المساس او تمويل او تشجيع اي من تلك التحركات التي في ظاهرة وطنية واخلاص وباطنها خبيث ، فيكفي عدن ما اكتوت به من طمس وتغييب لتاريخها ، ولكم في البناء العشوائي الذي يقتحم المعلم التاريخي هو الآخر صهاريج عدن في الطويلة ، والدرب الفارسي وبرج ومعبد الزرادتشية في كريتر ....الى ماذا يشير كل هذا السعي في هدم وتشوية وطمس معالم عدن التاريخية ، الا يوحي لكم بواحدية المخطط الخبيث. ..ام ماذا ؟!

عاصم بن قنان الميسري