أخبار وتقارير

الإثنين - 02 يناير 2023 - الساعة 02:25 ص بتوقيت اليمن ،،،

كتبه / محمد الثريا


حتى الساعة لازالت الدبلوماسية السعودية تفرض قيودها بشكل لافت على ملف الصراع اليمني، ولطالما تمكن السعوديون حقا من تقديم الأزمة اليمنية للمتابع والمهتم وكأنها ( شأن سعودي داخلي)،

دعك من شماعة التفويض الذي يمتلكونه، فقط راقب المسار التاريخي للعلاقة بين البلدين والطريقة التي يديرون بها الصراع اليوم، وستعلم أن الأمر ليس وليد الأزمة هذه .


الإرتماء الكامل والواضح لمعظم الأطراف اليمنية في حضن السعودية خلال الفترة الماضية من عمر الأزمة جدد النظرة السائدة في كون اليمن ( شمالا وجنوبا) لازالت تقبع في زاوية ( الحديقة الخلفية للسعودية)،

ولربما من هذا المنطلق وعلى هذا الأساس أصبح من الصعوبة بمكان أن نرى تحولا كبيرا في طريقة تعاطي الخارج مع مختلف أحداث الداخل وبالأخص في المناطق المحررة طالما لازال يتم النظر إليها من نافذة الرياض المعتادة .

----------------

يتعين على تلك الأطراف الكف عن لعب دور الضحية، وتحمل مسؤولية خياراتها بشجاعة !!

رغم مرور أكثر من عام منذ تطرقت إليها إلا أن تلك الحقيقة لازالت تجبرني على التذكير بها في كل مرة أشاهد فيها تزمتا مصطنعا تبديه بعض الأطراف السياسية الموالية للتحالف تجاه تطورات الداخل التي لم ترقها أحيانا، وهي :

"إنه لطالما كان من المهم جدا إيجاد توافق سياسي واضح المعالم قبيل الإنخراط في عملية سياسية وحوار مع الحوثيين، وذلك بالفعل ما سعت اليه قيادة التحالف لاحقا عبر تشكيل مجلس قيادة رئاسي ضم أهم القوى الحليفة لها بالداخل" .

الخطوة تلك مثلت تمهيدا واضحا نحو مسعى إرساء الإطار السياسي للبلد، وإحدى الخيار القريبة لتسوية النزاع في نظر التحالف .

إذن، ماذا نفهم هنا؟
نفهم أن الرياض وأبوظبي لم تتلاعبا بأطراف الداخل كما يحاول البعض تصوير ذلك، وأن الرعاة كانوا فعلا يديرون المشهد السياسي حينها وفق مايرونه مناسبا لهم وليس وفق مايطلبه أطراف الداخل .

في حقيقة الأمر، التحالف لم يعط وعودا؛ وهذا واضح من تحركاته اليوم، بل أكدت قيادته لحظة إتخاذ خطوة التحول السياسي الأخيرة بأنها خطوة مأمولة لإنهاء الحرب، أي أنها كانت في الأساس خطوة بإتجاه الحوثيين وليست بإتجاه تلبية مطالب الأطراف الموالية للتحالف .

إلى ذلك ستبدو لغة الزعل السياسي المعبرة عن عدم رضا تلك الأطراف من طريقة التحالف مع بعض مخاوفها المتزايدة إزاء تطورات الوضع مؤخرا لغة غير مبررة وبلامعنى، فقد كانت قبل ذلك جميع الأطراف المعنية على دراية كاملة بطبيعة تلك الخطوة، وإستحقاقات الموافقة والإنخراط فيها .

محمد الثريا