أخبار اليمن

السبت - 26 نوفمبر 2022 - الساعة 06:52 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / درع الجنوب


اجرى الموقع الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية ”درع الجنوب“ حواراً صحفياً مع العميد الركن/ ثابت حسين صالح احد ابرز كوادر جيش الجنوب المؤهلة ومن رواد الاعلام العسكري الجنوبي ومؤسسيه،

والباحث العسكري والسياسي الإستراتيجي ، تطرق الحوار الى جملة من القضايا والتطورات التي ارتبطت بانتصار ثورة 14 أكتوبر المجيدة ومبادئها واهدافها ونتائجها في تحقيق النصر والاستقلال الأول للجنوب في الـ30 من نوفمبر عام 1967م و إرساء دولة الجنوب المستقلة.


كما تطرق الحوار الى مراحل تأسيس وتطوير الجيش الجنوبي، وبناء وتحديث المؤسستين العسكرية والأمنية الجنوبية على أسس علمية وطنية حديثة بعد الكفاح المسلح وتحقيق الأستقلال في 30 نوفمبر وتأسيس الكلية العسكرية وكلية الشرطة والمعاهد والمدارس العسكرية المتخصصة في تأهيل القادة والاركان ومراكز التدريب والتأهيل وغيرها .

وتناول الحوار ايضاً تقييم وبناء القوات المسلحة الحنوبية المعاصرة وانتصاراتها على الجهات المعادية للجنوب بالإضافة الى دور الإعلام العسكري وغيرها من الملفات الهامة واليكم نص الحوار التالي:

س – ماهي السمات والخصائص التي ارتبطت بنشوء وتطور وانتصار ثورة 14 أكتوبر والدلائل والدروس المستفادة من هذه الثورة الجديرة بالبحث والتحليل العميقين للإستفادة منها في ثورة الجنوب الراهنة ؟

ج- هذا سؤال كبير ويحتاج الى اجابة من عشرات الصفحات… لكني سأحاول إختصار الإجابة بالتركيز على أن ثورة 14 اكتوبر 1963م كانت ثورة شاملة ومميزة بكل معنى الكلمة, سواء لجهة مبادئها وأهدافها, أم لجهة قواها المحركة ونتائجها التي افضت الى إرساء أسس دولة جنوبية مهابة مستقلة ذات سيادة على انقاض مستعمرة وسلطنات ومشيخات.

س – ما الدور الذي لعبه الجيش الاتحادي في حسم ثورة اكتوبر ؟

ج- تميزت ثورة 14 اكتوبر بالمشاركة الشعبية الواسعة بما في ذلك ضباط الجيش والأمن الذين كانوا من أهم التنظيمات التي تشكلت منها الجبهة القومية لتحرير الجنوب [التنظيم السري للضباط والجنود الأحرار] والذي لعب دورا بارزا في اسناد الثوار وحمايتهم وهو ما ساعد ليس فقط على انتصار الثورة فحسب, بل وفي حسم الصراع الذي افتعلته المخابرات الإجنبية لتعطيل نيل الاستقلال الوطني, مما أجبر المستعمر البريطاني على الجلوس على طاولة مفاوضات جنيف والاعتراف باستقلال الجنوب.

س – حدثنا بإيجاز عن المراحل والفترات والتطورات التي شهدتها المؤسستان الأمنية والعسكرية الجنوبية بعد الاستقلال الاول ؟

ج- يمكن الحديث عن عدد من مراحل نشوء وتطور الجيش والأمن سواء كان في معمعان الكفاح المسلح ام في مرحلة الاستقلال.

كانت المرحلة الأولى متمثلة في تعدد الوحدات العسكرية والأمنية بما فيها جيش التحرير,النظامية منها وشبه النظامية ,المركزية منها والمحلية, في حين تركزت المرحلة الثانية على توحيد هذه الوحدات في إطار الجيش الجنوبي وكذلك الشرطة الشعبية والقوات الشعبية والمليشيا الشعبية.

أما المرحلة الثالثة فكانت مرحلة بناء وتحديث المؤسستين العسكرية والأمنية على أسس علمية وطنية حديثة اعتمادا على سنوات من القتال والتدريب وعلى خبرات وتجارب الجيوش الحديثة ومقتضيات الدفاع عن الوطن , بحيث تم ضم المليشيا الشعبية الى الجيش وكذلك ضم القوات الشعبية الى الشرطة الشعبية[وزارة الدا خلية].

س – عقب الاستقلال في ال ٣٠ من نوفمبر ركزت القيادة جهودها على بناء القدرة العسكرية والامنية للدولة الجنوبية ، هل كانت الخطوة الاولى في فتح مراكز التجنيد ام في تنظيم وتشكيل الهيكل القيادي ؟

ج- نعم. شكل تأسيس الكلية العسكرية في 1 سبتمبر 1971م حدثا بارزا ومحطة مهمة في اعادة تنظيم وتطوير وتحديث الجيش الجنوبي , وتبع ذلك تأسيس كلية الشرطة والمدارس العسكرية التخصصية ومركز تدريب العند ومدرسة القادة والأركان…ناهيك عن تأهيل آلاف الضباط الجنوبيين في الخارج بمختلف المستويات والتخصصات وتم ربط نظام الترقيات للضباط بالتأهيل والشاغر ومن أجل ذلك تم بناء هياكل ومؤسسات الجيش والشرطة على أسس علمية ووطنية وانطلاقا من المتطلبات الدفاعية والأمنية والعقيدة العسكرية لجيش قوي يجمع بين الخدمة الاحترافية وبين الخدمة الإلزامية.

س ماهي الصفات التي تحلى بها جيش الجنوب الذي تم إنشاؤه عقب الاستقلال ؟ لماذا وكيف قفز في وقت قياسي الى مصافي الجيوش المتقدمة في المنطقة ؟

ج- ميزة الجيش الجنوبي أنه جمع بين الاحترافية التي كان أساسها الجيش القديم وبين جيش التحرير الذي تشكل وتطور في معمعان الكفاح المسلح ضد الاستعمار ومن ثم ضد قوى الثورة المضادة والانظمة المعادية وبين الطابع الشعبي للجيش الذي أحدثته الخدمة العسكرية الوطنية والتلاحم مع الشعب رافعا يد تبني ويد تدافع.

هناك ميزة أهم وهي قيادات الجيش وعلى رأسها الشهيد علي عنتر ورفاقه ومن سار على دربهم ,التي تميزت بصفات الشجاعة من ناحية والتواضع من ناحية أخرى بحيث أرست بناءا قويا من الثقة بين القيادة والقاعدة من ناحية وبين الجيش والشعب من ناحية أخرى.

س – ورث جيش الجنوب بعد الاستقلال الاول التشكيلات العسكرية والامنية التي انشأها الاستعمار البريطاني على اسس إحترافية في تلك الحقبة وشكل الى جانب جيش التحرير المفعم بالروح الثورية بناء عسكري قوي هل ترى ان جيش الجنوب المعاصر يمتلك ذلك المزيج من الكادر الاحترافي والكادر الذي صقلته ميادين الثورة السلمية والقتالية ؟

ج- بامكان جيش الجنوب المعاصر الاستناد الى كوادر مجربة ومؤهلة وإرث نضالي وتجربة ثمينة من القتال والتدريب والتأهيل والخبرات التي اكتسبها الجيش الجنوبي جنبا الى جنب مع تشبيب القيادة وتحديثها وتطويرها ومع تحديث الأسلحة والعتاد والفنون القتالية والتدريبية.

س – كيف لعبت التدخلات السياسية والمؤامرات الخارجية اليمنية تحديدا على إضعاف الجيش الجنوبي؟

ج- في الواقع أن التدخلات السياسية والمؤامرات الخارجية وخاصة اليمنية اضافة الى اشاعة ثقافة التطرف والمزايدة قد أثرت تأثيرا سلبيا على وحدة وتماسك القيادة السياسية والى خسارة أفضل رجال الدولة الناضجين والمخلصين وعلى رأسهم قحطان وفيصل وسالمين ومطيع وسيف الضالعي ورجال السلك الدبلوماسي…ولولا الدورالحاسم الذي كان يضطلع به الجيش الجنوبي المحصن في افشال العديد من المؤامرات ودفنها في مهدها…لكانت الخسائر أكبر وأحطر.

لقد تمكن الجيش الجنوبي بعد احداث يناير 1986 من إعادة بناء نفسه وأقام في العام التالي مناورة عسكرية أبهرت الداخل والخارج سواء من حيث تنظيمها او تنفيذها على أسس المعركة الحديثة المشتركة… الى درجة أن الاعلام المعادي لم يجد ما يداري فيه غيضه من نجاح تلك المناورة سوى إدعاء “أن جنودا كوبيين شاركوا في تلك المناورة”, والحقيقة أن تلك الوجوه السمر لم يكونوا الا من شباب لحج وابين وشبوة وكل الجنوب.


س – بوصفك عميد ومن كوادر جيش الجنوب المؤهلة ومن رواد الاعلام العسكري الجنوبي ومؤسسيه وباحث عسكري وسياسي إستراتيجي .. هل لك ان تقدم لجيشنا الراهن خلاصات من تجارب ودروس تاريخ الجيش الجنوبي السابق ترى ان إسحضارها مهم اليوم ؟

ج- كانت لي دراسة بهذا الخصوص نشرتها صحيفة اليوم الثامن , وحاليا أعكف على إعداد دراسة أوسع وأعمق وأشمل ستنشر قريبا باذن الله في دورية جنوبية.

س – كيف تقيم الاداء البنائي والمهني لقواتنا المسلحة الجنوبية المعاصرة ؟

ج- الجيش المعاصر هو جيش نشأ في مخاض لهيب المعارك وأبلى بلاءا حسنا في الدفاع عن أراضي الجنوب والحاق هزائم نكراء بكل القوى المعادية بما فيها جماعات الإرهاب… ومن الطبيعي أن ترافق هذه المرحلة العديد من الأخطاء وأن تظهر في سلوك بعض القادة أخطاء وممارسات مرفوضة ومكروهة, وقد حان وقت وضع حد لتلك السلبيات.

س – الحديث معك شيق ولا ينبغي ان ينتهي في هذا الحوار دون ان نعرج من خلالك الى صفات وخصائص الاعلامي العسكري وما هي المحاذير التي يجب ان لا يقع فيه الناشطون في تناولهم للاخبار والوقائع والمستجدات العسكرية والامنية ؟

ج- الإعلام العسكري الجنوبي أدى دورا مهما خلال هذه المرحلة رغم شحة الامكانيات وحداثة التجربة وفوضى الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والحرب النفسية المعادية…وخلال هذه الفترة برزت وجوه واقلام اعلامية جنوبية تثير الاعجاب ويتنامى دورها الايجابي باستمرار.

بيد انه من الضروري ان نؤكد إن الاعلام وخاصة الحربي منه هو عمل احترافي محكوم بقواعد صارمة ودقيقة وينبغي ان يضطلع به رجاله المحترفون وليس المجتهدون أو المتطفلون.

ومع تقديرنا للنوايا الحسنة والمخلصة والحماس والقلق الذي يحاول البعض من غير المختصين التعبير عنه ودعم واسناد المقاتلين معنويا… إلا ان كل ذلك ينبغي أن يتوخى الحذر فاحيانا يريد احدنا أن يكحلها فيعميها.

س – نشير ان موضوع الاسرار العسكرية والمسؤولية الاعلامية والمجتمعية على ضوء ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي لانشطة وتحركات ومهام قواتنا المسلحة واحد من المواضيع التي تقلقك فماذا تريد ان تقول في هذا الجانب ! وماهي رسالتك لنا وللقادة والزملاء في وسائل التواصل الاجتماعي؟

ج- في زمن الحرب يتحول الاعلام العسكري الى إعلام حرب تنطبق عليه قوانين الحرب وقواعدها ومن أجل الأمن ترمي كثير من الدول المتطورة عرض الحائط بالحريات التي قد تضر أمن الوطن والمواطن.

لقد استغلت بعض القوى والمواقع والصفحات هامش الحريات لنشر السموم والفتن بل وتعريض أمن القوات الجنوبية للخطر, ناهيك عن التحريض على القوات الجنوبية والأمن الجنوبي والقادة الجنوبيين ما صب في صالح الجماعات الإرهابية.

لذلك ينبغي التنبه للدور السلبي والخطير الذي تضطلع به بعض وسائل الإعلام والاقلام الخبيثة غير آبهة بما تلحقه بأمن الوطن والمواطن والسلام والتماسك المجتمعي.

س – قطاع واسع من الزملاء وعامة شعبنا ونخبه يتابعون حلقاتك الاسبوعية على الفيسبوك وهي بحق تنويرية تثقيفية نوعية ومركزة بالتالي نود ان تسلط الضوء في الحلقة القادمة على اهم موضوع طرقناه في هذا الحوار وحبذا يكون حول حساسية وخاصية الاعلام العسكري و الاسرار العسكرية ومحاذيرها ..

ج- إن شاء الله