عرب وعالم

الخميس - 24 نوفمبر 2022 - الساعة 05:35 ص بتوقيت اليمن ،،،

العرب


صرح رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون بأن الحكومة الألمانية كانت تحضّ، قبل أن تهاجم روسيا أوكرانيا، على استسلام كييف بشكل سريع.

ويُظهر هذا الموقف المبكر أن أهم دولة في الاتحاد الأوروبي لم تكن داعمة لقرار أوكرانيا خوض الحرب، وأن السبب يعود إلى تداعيات هذه المغامرة ليس على كييف وحدها وإنما على كلّ أوروبا، خاصة منها التداعيات التي ستطال مجال الطاقة، في الوقت الذي لا يبدو فيه أن روسيا قد تضررت من هذه الحرب.


وقد أثارت تصريحات رئيس الوزراء البريطاني السابق ضجة الأربعاء، فيما رفضت الحكومة الألمانية التعليق.

ونقلت محطة “سي أن أن” الأميركية عن جونسون قوله إن “وجهة النظر الألمانية كانت ترى في مرحلة معينة أنه في حال وقوعه (الهجوم الروسي)، فإن هذا سيكون بمثابة كارثة وسيكون من الأفضل أن ينتهي كل شيء بسرعة وأن تستسلم أوكرانيا”.

وأضاف جونسون “لم أستطع أن أدعم هذا، واعتبرته بمثابة وجهة نظر كارثية”.

وقال جونسون “لكنني أستطيع أن أفهم أسباب تفكيرهم بهذه الطريقة ودواعي إحساسهم بهذا الشعور”، مشيرا إلى أنهم تذرعوا في ذلك “بكل الأسباب الاقتصادية التي يمكن أن تكون مبررة”.

وتابع جونسون، الذي سافر إلى كييف عدة مرات أثناء الحرب، أن الحشد الروسي على الحدود الأوكرانية كان صدمة “وقد شاهدنا كيف تزايد حجم مجموعات الكتائب التكتيكية الروسية، لكنّ دولا مختلفة تبنت وجهات نظر متباينة جدّا”.

ويرى مراقبون أن ألمانيا كانت تعرف أن الحماس الذي طبع بعض المواقف الأوروبية ضد روسيا ناتج عن قراءة محدودة للعواقب، فيما كان الأميركيون يتصرفون دون أي ضغوط لأن الحرب بعيدة عنهم، ولا يمكن أن يتضرروا منها لأنهم لا يعتمدون على غاز روسيا ونفطها.

وإلى حد الآن، ورغم حصول أوكرانيا على أسلحة من أوروبا والولايات المتحدة، لم يتغير الوضع على الأرض كثيرا؛ فخسائر روسيا مازالت محدودة، وهي لا تزال تسيطر على نقاط إستراتيجية في الأراضي الأوكرانية، وقد يزداد الأمر تعقيدا مع صعوبة تنفيذ العمليات العسكرية خلال فصل الشتاء.

وما زالت روسيا تدمر البنى التحتية الأوكرانية على نطاق واسع، وخاصة عبر حملتها لقطع خدمات الكهرباء والتدفئة عن الأوكرانيين ما يجعل المعاناة مضاعفة، وهو أمر لم تتهيأ له كييف التي تتصرف على أساس سهولة استعادة الأراضي التي سيطر عليها الروس.

وتقول موسكو إن الهدف من وراء هذه الحملة هو تقليص قدرة أوكرانيا على القتال، ومن شأن هذا أن يجعل شعارات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التصعيدية في وضع حرج.

وتعهد زيلينسكي الثلاثاء بأنه سيتم إنشاء “مراكز صمود” في جميع أنحاء أوكرانيا لتوفير الكهرباء والتدفئة والمياه والإنترنت واتصالات الهاتف المحمول وأيضا توفير العقاقير مجانا وعلى مدار الساعة.

وليست أوكرانيا وحدها المتضررة من الحرب، ذلك أن روسيا مازالت تخنق أوروبا بحكم سيطرتها على إمدادات الطاقة وتلوّح مع كل تصعيد بتقليص إمدادات الغاز أو وقفها، خاصة أن ذلك يتزامن مع حديث الأوروبيين عن وضع سقف لأسعار الطاقة الروسية، وهي مغامرة تبدو غير محسوبة، وأقرب إلى الاستهلاك الإعلامي منها إلى الخطوات الواقعية التي يمكن تنفيذها.

ويعتقد المراقبون أن كشف جونسون عن حقيقة الموقف الألماني يمكن أن يفسر دعوات غربية موجهة إلى أوكرانيا وتطالبها بالجلوس إلى طاولة التفاوض مع روسيا، وهي دعوات تخفي اعترافا بأن خيار الحرب لا مستقبل له، وأن روسيا ليست بالضعف الذي يقودها إلى التراجع أمام معارك بأسلحة محدودة.

وقبل الهجوم الروسي كانت الكثير من الدول الغربية تتخوف من إمكانية هَزْم أوكرانيا في غضون أيام قليلة نظرا إلى تفوق الجيش الروسي، ومن بين هذه الدول ألمانيا وإيطاليا وفرنسا.