أعلنت السعودية عن حزمة من الشراكات الجديدة في قطاع تحلية المياه والتي تستهدف من ورائها تغطية الطلب المحلي المتنامي وفي الوقت ذاته جعل هذا المجال مساهما في التنمية وتحفيز سوق العمل.
ووقّعت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة اتفاقيات مع شركات محلية وعالمية في تقنيات تعدين المياه وأغشية التناضح العكسي بمجموع استثمارات مالية من القطاع الخاص يبدأ في مرحلته الأولى بنحو 1.2 مليار ريال (320 مليون دولار).
وتتطلع المؤسسة إلى أن تساهم المشاريع الجديدة في ضخ 400 مليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي بنهاية العقد الجاري.
ونسبت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إلى محافظ المؤسسة عبدالله العبدالكريم قوله، إن “صناعة أغشية التناضح العكسي الصديقة للبيئة تُمثل اليوم أحد أهم ممكنات صناعة التحلية في العالم، ويتزايد الطلب عليها بمعدل سنوي يبلغ 6 في المئة محليا و7 في المئة خليجيا”.
وأوضح أنه تم استهداف توطين هذه الصناعة كونها منتجا أساسيا واستراتيجيا، ينتج قيمة جديدة تسهم في دفع عجلة النمو والتنوع الاقتصادي.
ومن بين الاتفاقيات هناك مشروع مشترك مع اليابان بقيمة 93 مليون دولار لتصنيع أغشية تستخدم في تحلية المياه، مستهدفة تصدير 30 في المئة من إنتاج المصنع.
وهذا المصنع المتكامل هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط لصناعة أغشية التناضح العكسي وثاني مصنع متكامل في العالم خارج اليابان، باستثمار سعودي وأجنبي. وكان العمل على المشروع يتم بالشراكة مع هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية.
وستقوم شركة توراي الشرق الأوسط بإنشاء المصنع ذي خطوط الإنتاج المتنوعة وبجودة وكفاءة للمنتج تعتبر الأعلى على مستوى العالم في مؤشراتها لخفض استهلاك الطاقة وطول العمر التشغيلي وتبنيها لمفاهيم متقدمة في خدمة البيئة.
وأوضح العبدالكريم أن المشروع سيبدأ الإنتاج عام 2025 وسيسهم في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 310 مليون دولار خلال السنوات الخمس الأولى.
وبحسب المواصفات الفنية للمشروع، تبلغ طاقة المصنع الإنتاجية 254 ألف غشاء، تلبي 5 في المئة منها حاجة المؤسسة، ومثلها لتلبية احتياجات قطاع النفط والغاز.
وفي المقابل سيوفر حوالي 10 في المئة من الإنتاج لقطاع المياه، فيما سيتم تصدير 30 في المئة من إجمالي الإنتاج للأسواق الإقليمية والدولية.
وأكد العبدالكريم أن المشروع مجدي اقتصاديا، حيث سيحقق عائدات تُقدّر بنحو 184.74 بحلول 2025، مع خفض معدل التكلفة بنحو 14 في المئة، إضافةً إلى خفض استهلاك الطاقة لأقل من 4 في المئة وتقليص فترة التوريد بنسبة تتجاوز 50 في المئة.
وتشمل الشراكات الأخرى اتفاقية التحلية الإضافية لتعدين مياه الرجيع الملحي مع شركتي الكيمياء المختصة للصناعة وننقشيا تي.بي السعودية والمخصصة لتعدين مياه الرجيع الملحي واستخلاص المعادن الثمينة والأملاح.
وعلاوة على ذلك اتفاقية لإنتاج مياه محلاة صالحة للشرب بجودة عالية واستخلاص معدن البروم والصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم والليثيوم على مراحل مختلفة.
وهذه المعادن المستخرجة تستخدم في صناعه النفط والغاز والأدوية والإنشاءات والصناعات الغذائية والصناعات الكيميائية المختلفة.