عرب وعالم

السبت - 05 نوفمبر 2022 - الساعة 04:32 ص بتوقيت اليمن ،،،

العرب


يقارن الكثير من المحللين بين ما حدث في أوكرانيا مؤخرا عندما تدخلت روسيا عسكريا في أوكرانيا أوائل العام الجاري، والوضع في تايوان مع إمكانية تكرار التجربة نفسها من جانب الصين لكن مع اختلاف الأسباب والظروف في كلا الحالتين.


ويقول مايكل سبيرتاس المدير المساعد لبرنامج سياسة الأمن والدفاع الدولي إن الأداء الضعيف الذي حققته روسيا في أوكرانيا عزز آمال أولئك الذين يسعون إلى ردع العدوان الصيني على تايوان، ولكن هناك ما يدعو إلى توقع أن الدفاع عن تايوان سيكون أكثر صعوبة من أوكرانيا.

وقد يهلل المدافعون عن السيادة الإقليمية والنظام العالمي السلمي بنجاح أوكرانيا، ولكنّ هناك خطرا من أن النجاح يمكن أن يقلل من إلحاحية الجهود الرامية إلى تعزيز تايوان.

وتستثمر الصين في جيشها وستسعى للتعلم من المشاكل التي واجهتها روسيا في أوكرانيا. ويتساءل سبيرتاس: هل ستفعل الولايات المتحدة وغيرها من مؤيدي تايوان الشيء نفسه؟

ويجيب أن هذا لا يعني أن الأمر سيكون سهلا على الصين إذا اختارت التدخل في تايوان. ومن المعروف أن الغزوات البرمائية معقدة وصعبة، ولم يشارك الجيش الصيني في عملية واسعة النطاق مؤخرا. وقد دعت شخصيات دفاعية بارزة الجيش الأميركي إلى اتخاذ خطوات مهمة لتعزيز قدراته وقدرات تايوان والحلفاء الآخرين لمواجهة العدوان الصيني، وأحرزت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تقدما في بناء القدرات التي من شأنها أن تساعد في حرمان الجيش الصيني من أهدافه من وراء الحرب.

ويقدم الصراع الحالي في أوكرانيا مجموعة واسعة من الدروس، بعضها يتعلق بالإستراتيجية والآخر باستخدام المعلومات، وبعضها بالخدمات اللوجستية والقتال التكتيكي. ولن تساعد كل هذه الدروس في الاستعداد للعدوان الصيني على تايوان.

وتختلف المشاكل الدفاعية لتايوان اختلافا كبيرا عن مشاكل أوكرانيا، وتنبع من حقيقة أن تايوان دولة جزرية صغيرة لا تشترك في الحدود مع حلفاء الولايات المتحدة. وسيكون من الخطأ التقليل من صعوبة الدفاع عن تايوان.

ويمكن للولايات المتحدة أن تتجاوز مسارها الحالي للاستعداد بشكل أفضل للدفاع عن تايوان. وتسلط إستراتيجية الأمن القومي وإستراتيجية الدفاع الوطني الضوء على الحاجة إلى التنافس مع الصين، ولكن وزارة الدفاع تحتاج إلى تبني نهج طويل الأمد تجاه الصين مماثل لتلك التي اتّبعتها فيما يتعلق بالاتحاد السوفييتي. وكانت الولايات المتحدة قادرة على دعم أوكرانيا بشكل عفوي، لكنها لن تحصل على نفس الفرصة مع تايوان.

وبدلا من ذلك، يتعين على وزارة الدفاع والكونجرس أن يخططا الآن، على وجه السرعة، وأن يكرسا موارد كبيرة وتركيزا تنظيميا للمشكلة.

وقد خلقت مناقشة منافسة القوى العظمى والردع المتكامل ارتباكا في عالم الدفاع، ويوسع المفهومان تركيز الإستراتيجية الأميركية إلى ما هو أبعد من الدفاع. وليس من الخطأ تسخير مجموعة من أدوات القوة الوطنية، ولكن لتطوير مفاهيم العمليات والقدرات اللازمة لمنع العدوان الصيني على تايوان، تحتاج الولايات المتحدة أيضا إلى نهج واضح ومركز ومزود بالموارد المناسبة.

وقد يتطلب دعم دفاع تايوان استثمارات هائلة قبل وقت طويل من الصراع هناك. ويرى سبيرتاس أن حجم المساعدات العسكرية الأميركية التي تم التعهد بها لأوكرانيا كبير جدا. وتتراوح التقديرات بين 17 و25 مليار دولار منذ الغزو الروسي.

وجزء من المشكلة هو أن الصين قادرة على التدخل عندما تختار، لذلك من المستحيل على صناع السياسات أن يعرفوا بالضبط متى قد يحدث الصراع.

والتوقيت هو المفتاح. وجاء الجزء الأكبر من المساعدات الأميركية ومساعدات الحلفاء لأوكرانيا بعد الغزو الروسي في فبراير. وسمحت طرق الإمداد البرية العديدة عبر أوروبا للولايات المتحدة وحلفائها بنقل الأسلحة والمساعدات الإنسانية وغيرها من المساعدات خلال الصراع.

وتايوان، بطبيعة الحال، جزيرة، وسيكون من الأصعب بكثير إرسال نفس المستوى من الإمدادات أثناء الصراع. ويمكن للصين أن تتصدى للوصول البحري والجوي إلى تايوان. وقد تحتاج الولايات المتحدة وغيرها من الجهات الداعمة لتايوان إلى استخدام الشحن العسكري والتجاري لتقديم المساعدات الإنسانية والعسكرية.

وأعرب قادة أميركيون عن ثقتهم في قدرتهم على كسر حصار صيني لكن إعادة الإمداد الجوي والبحري لتايوان خلال الصراع قد تشكل تحديا. وسيكون من الأفضل بكثير تخزين الإمدادات في تايوان قبل الصراع، لكن الولايات المتحدة ليست معروفة بالتصرف على وجه السرعة في غياب أزمة.

ويرى سبيرتاس أن الوقت قد حان الآن لبيع الأسلحة وتطوير القوات ونشرها، والتخطيط مع تايوان وغيرها من الحلفاء والشركاء. ومن المرجح أن يتطلب النجاح في ردع العدوان الصيني جهدا على نطاق لم يسبق له مثيل منذ الاستعدادات في حقبة الحرب الباردة لردع العدوان السوفييتي في أوروبا الغربية.

وتبلغ الميزانية العسكرية لتايوان أكثر من ضعف ميزانية أوكرانيا، وهو ما يبشر بالخير للدولة الجزرية. ومع ذلك، كان لدى أوكرانيا ثماني سنوات من القتال ضد خصمها، مما ساعدها على بناء قوة عسكرية قادرة.

وعلى النقيض من ذلك، فإن تايوان أقل استعدادا بكثير لنوع التحديات التي يمكن أن يفرضها الجيش الصيني. وهناك تساؤلات حول مدى كفاية التدريب الذي توفره لقواتها الاحتياطية، وهناك انتقادات بأنها أخفقت في انتقالها من قوة قائمة على التجنيد الإلزامي إلى قوة مهنية، مما خلق مجموعة من المشاكل مع أفرادها.