منوعات

الخميس - 20 أكتوبر 2022 - الساعة 04:00 ص بتوقيت اليمن ،،،

العرب


قالت مجموعة “إم بي سي” المملوكة للسعودية، وهي أكبر مجموعة للخدمات الإعلامية في المنطقة، الأربعاء إنها وقعت شراكة لمدة خمس سنوات مع شركتي إنتاج تركيتين، في إشارة إلى إنهاء مقاطعة غير رسمية فرضتها السعودية على تركيا، وسط مساعي البلدين لتحسين العلاقات.


وقالت “إم بي سي”، التي ألغت في مارس 2018 برامج تركية من بينها مسلسلات تحظى بشعبية كبيرة لدى الجمهور العربي، في بيان إن الشراكة ستسمح لها بالعرض الحصري لمحتوى من شركتي “ميديابيم” و”أي يابيم”، وإنتاج محتوى أصلي باللغة العربية في السعودية.

ومثّل إيقاف المسلسلات التركية على الفضائيات السعودية ضربة قوية لتركيا التي خسرت أبرز أسواقها الثقافية في الخليج، ما أثّر على عائدات المسلسلات التي كانت تصل وقتها إلى مليار دولار، وتراهن أنقرة على زيادة تلك العائدات لتصل إلى 2 مليار دولار بحلول 2030.

ووجد قرار وقف تلك المسلسلات تفاعلا شعبيا سعوديا ليس فقط لاعتبارات سياسية، ولكن أيضا بسبب محتوى هذه المسلسلات خاصة ذات البعد التاريخي التي أعادت توجيه التاريخ لتصوير الخلافة العثمانية كمحرر للعالم، وزيفت الكثير من الحقائق خاصة ما تعلق بغزو هذه الخلافة لدول ومناطق عربية كثيرة من بينها الحجاز، وتقديم الأتراك كمنقذين.

وشهدت العلاقات بين السعودية وتركيا خلافات خلال أحداث “الربيع العربي” عام 2011 بسبب دعم أنقرة لجماعات تنتمي إلى تيار الإسلام السياسي اُعتبرت تهديدا لنظام الحكم في المنطقة، وكذلك لانحيازها إلى قطر في الأزمة الخليجية التي استمرت حوالي ثلاث سنوات.

وتصاعد التوتر بشكل حاد بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في أكتوبر 2018 داخل قنصلية المملكة في إسطنبول، وقاطعت شركات ومؤسسات تجارية سعودية البضائع التركية بشكل غير رسمي بعد حملة رسمية تركية ضد السعودية طالت بصفة خاصة وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان.

لكن العلاقات بدأت في التعافي هذا العام بعد جهود ومساع كبيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وامتد تحسن العلاقات إلى حلفاء المملكة الإقليميين، وسط معاناة الاقتصاد التركي من تراجع الليرة وارتفاع التضخم مما قد يهدد فرص فوز أردوغان في الانتخابات المقررة في يونيو 2023.

وبعد زيارة أردوغان إلى المملكة في وقت سابق هذا العام، توجه ولي العهد السعودي إلى أنقرة في يونيو، وقال مسؤولون أتراك خلال تلك الزيارة إن البلدين رفعا القيود عن التجارة والرحلات الجوية وعرض المسلسلات التلفزيونية، مع وقف التغطية الإعلامية السلبية المتبادلة أيضا.

وقالت “إم بي سي” إن محتوى “ميديابيم” و”أي يابيم” سيكون متاحا على قنوات المجموعة ومنصتها عبر الإنترنت “شاهد” في مواعيد بثه في تركيا.

وأضافت المجموعة أنها ستتعاون مع شركتي الإنتاج التركيتين لتطوير وإنتاج محتوى باللغة العربية، مع البدء في تصويره في المملكة والمنطقة في السنوات المقبلة.

وتهيمن شركتا الإنتاج على صناعة الدراما التلفزيونية في تركيا وغيرها بمسلسلات تُعرض في أوقات ذروة المشاهدة وقد غزت آسيا الوسطى والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية.

وأغرقت تركيا الإنتاج التلفزيوني بمسلسلات من مئات الحلقات تتحدث عن أمجاد السلاطين العثمانيين، وتلقفت بعض الفضائيات العربية النسخ المدبلجة منها وعرضتها، قبل أن تنتبه إلى الأثر الكبير الذي تحدثه عند المشاهد العربي.

وتعتبر تركيا أن الإنتاج التلفزيوني ركن أساسي من دبلوماسيتها الناعمة، ولا يتردد أردوغان في زيارة مواقع تصوير المسلسلات التاريخية والإشادة بإحياء الأمجاد العثمانية.

واستحوذت الحكومة السعودية على حصة مسيطرة في مجموعة “إم بي سي” عام 2018 بعد مصادرة أصول شخصيات خضعت لتحقيقات لمكافحة الفساد أطلقها الأمير محمد بن سلمان في عام 2017.