أخبار اليمن

السبت - 15 أكتوبر 2022 - الساعة 01:29 ص بتوقيت اليمن ،،،

إرم نيوز / كرم أمان


أكد مدير عام مدير مركز التيقظ والسلامة الدوائية في الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية في اليمن الدكتور فضل الحريري، أن كارثة الأدوية المشتبه بها الخاصة بمرضى الأورام السرطانية في صنعاء، وصلت أيضا إلى مدينة سيئون أكبر مدن وادي وصحراء محافظة حضرموت شرقي اليمن.


وأوضح الحريري في تصريح خاص لإرم نيوز أن هناك حالتين من مرضى السرطان في مركز الأورام بمدينة سيئون تضررتا قبل أيام، بذلك الدواء المشتبه به، مشيرا بأن الهيئة العليا للأدوية ليس لديها علم حول كيفية خروج ذلك الدواء من صيدليات في صنعاء ووصوله إلى مركز الأورام في سيئون.

وقال الحريري: "اتضح لنا انه يوجد دواء مشتبه فيه كمسبب للكارثة التي حدثت في مستشفى الكويت في صنعاء ، مصدر هذا الدواء هو الهند، ووصل الى صنعاء عبر منافذ المليشيات الحوثية، ولا نعلم كيف وصلت الى مستشفى الكويت، وكذلك من صيدليات في صنعاء الى مركز الاورام في سيئون".

وتابع: "اتخذنا كل الاجراءات من خلال مندوب الهيئة في سيئون، وتم أخذ عينات للفحص، كما تم تحريز وتوقيف العلاج في المركز، وكذلك احترازيا تم في كل مراكز الاورام في المناطق المحررة حتى يستكمل التحقيق، رغم أن المصدر ليس نفس المصدر الذي تسبب في كارثة صنعاء ولَم يبلغ عن اي مشاكل منها".

وأشار الدكتور الحريري إلى أن : "هناك حالتان تاثرتا من ذلك الدواء المشتبه به في مركز الأورام بسيئون فقط، احداهما تحسنت، ولكن الحالة الثانية مازالت في غيبوبة".

ولفت إلى أن: "بقية مراكز الأورام في المناطق المحررة لديهم نفس الدواء ولكن من مصدر هندي آخر، وحتى الان لم يبلغ عن أي مشكلة من استخدامه، ولكننا أوقفناه احترازيًا وسنقوم بفحصه للتاكد من سلامته".

وبشأن كارثة الأدوية الفاسدة في مستشفى الكويت بصنعاء، قال الحريري:"تألمنا كثيرا لهذه الكارثة، وتحركت وزارة الصحة ممثلة بالوزير ، وكذلك المدير العام التنفيذي للهيئة وادارات الهيئة بكل فروعها في المحافظات للبحث عن الأسباب واتخاذ الاجراءات الكفيلة بحماية المرضى".

وينفي الدكتور الحريري تفشي ظاهرة الأدوية المقلدة أو المزورة في المناطق المحررة باليمن، ويؤكد أن العام الجاري لم يتم فيه تسجيل أي دواء مزور في السوق المحلية، عدا شحنة واحدة تم توقيفها في ميناء عدن ومازالت محتجزة حتى اليوم وتقرر اتلافها.

وتحدث الحريري عن جودة الأدوية وسلامتها في السوق اليمنية، حيث قال: "نحن في الهيئة العليا للأدوية من خلال المركز الوطني للتيقظ والسلامة الدوائية وبقية الإدارات في الهيئة مسؤولون عن كافة الأدوية ونتابعها منذ تصنيعها ودخولها البلد واستخدامها من قبل المريض، وكذلك نتابع أي آثار جانبية لها بعد الاستخدام، ونقوم بتحليلها وفحصها في مختبراتنا، وهي مختبرات مجهزة بأحدث الأجهزة وتعمل فيها كوادر صيدلانية عالية التدريب والتأهيل وتدربت في ارقى مختبرات مراقبة جودة الأدوية والمستلزمات الطبية".

وأضاف: "يحصل باستمرار أننا نصدر تحذيرات مستمرة عن بعض الأدوية التي نكتشف فيها خلل ونقوم بسحب أي أصناف ثبت تغيرها او أنها ليست حسب المواصفات الدستورية ، وهذا ليس سر ومتاح للجميع، ونقوم بنشره في كل وسائل التواصل الاجتماعي، لذا نطلب من كل المواطنين الابلاغ عن أي آثار جانبية تحدث لهم حين استخدامهم لأي علاج، وهذا حماية للآخرين كونه واجب اخلاقي".

وزير الصحة يؤكد

تواصلنا مع وزير الصحة العامة والسكان في اليمن الدكتور قاسم بحيبح الذي بدوره أكد تضرر حالتين في مركز سيئون للأورام، وأوضح لإرم نيوز أن : "حالتان تضررت في سيئون من ذات الدواء الذي تسبب بكارثة مرضى السرطان في صنعاء، أحدهما توفيت والأخرى مازالت تحت العلاج"، مشيرا إلى أن مركز سيئون للأورام اشترى ذلك الدواء من صيدليات في صنعاء.

وأكد بحيبح أنه تم إيقاف استخدام ذلك الدواء الفاسد في سيئون، وسحبه كليا من المركز، فيما مازالت اجراءات التحقيق مستمرة.

وأختتم بحيبح: " المشكلة الحالية تكمن في استمرار عمليات التهريب لأدوية فاسدة إلى البلد، وهذا يحتاج إلى جهد جماعي من وزارات الصحة ومن الداخلية والدفاع والنقل، للأسف لدينا عمليات تهريب تتم أمام سمع وبصر الجميع".

يذكر أن نحو 20 طفلا من مرضى السرطان توفوا في أواخر سبتمبر / أيلول الماضي في مستشفى الكويت بصنعاء بسبب حقنهم بعقار كيميائي فاسد، فيما مازال 20 آخرين يعانون تدهورا حادا في صحتهم، وسط مساعي حوثية لإغلاق الملف والتكتم عن ملابساته وحيثياته.

ويعاني اليمن منذ سنوات من تفشي ظاهرة الأدوية المهربة التي معظمها تكون مزورة، لاسيما بعد توقف معظم شركات الأدوية العالمية التصدير إلى اليمن جراء الحرب، وهو الأمر الذي ساهم في ازدهار عمليات تهريب أدوية مقلدة، تفتقد للفاعلية، عبر شركات محلية وأخرى وهمية، تسببت في زيادة معدل الوفيات.