أخبار وتقارير

الجمعة - 07 أكتوبر 2022 - الساعة 03:01 ص بتوقيت اليمن ،،،

العرب


تستعد أم زكريا الشرعبي في المطبخ الخالي بمنزلها في صنعاء للمواجهة الصعبة والتحدي اليومي؛ إعداد وجبة لإطعام 18 فردا من عائلتها.

تقول أم زكريا وهي تشير إلى موقد فارغ “لم نتناول الغداء إلى حد الآن”. وفي ركن من أركان المطبخ توجد سلة خبز وبعض الأواني، لا شيء فيها سوى القليل من التوابل وبقايا الطعام الوحيدة في البيت.


وتضيف “هذا حالنا في كل يوم… لا شيء في المطبخ، لا شيء”.

ودمر الصراع، الذي بدأ قبل ثماني سنوات عندما سيطر الحوثيون على صنعاء، الاقتصاد وأصبح الملايين في أنحاء اليمن يواجهون صعوبات في الحصول على قوتهم وقوت أسرهم.

وتمدد الصراع بعد أن شن تحالف بقيادة السعودية غارات جوية على الحوثيين. وأتاحت الهدنة التي تم الاتفاق عليها في أبريل فترة راحة قصيرة، لكن الأمم المتحدة تقول إن عدد الأسر التي لا تحصل على ما يكفيها من الطعام مازال يزداد منذ ذلك الحين. وانتهت الهدنة الاثنين دون اتفاق على تمديد آخر.

وتقول حماتها، التي تدعى أم هاني وتعيش معها في نفس المنزل وسط صنعاء، إن مستوى معيشتهم كان متواضعا قبل الحرب، لكنهم كانوا يعيشون حياة مقبولة يضمنها راتب زوجها من وظيفته في وزارة التعليم والمال الذي كانت تكسبه من عملها في خدمة بعض المنازل.

وأضافت “كان وضعنا جيدا. كنت أعمل لدى عائلة بشكل مستمر وكان ابني يعمل… وشقيقه أيضا”. ومضت قائلة “في الوقت الحالي، أقسم أننا لا نستطيع شراء الطحين (الدقيق). انظر إلى المطبخ وفي كل مكان. حتى الطحين غير موجود لدينا، ولا الأرز… لدينا القليل من الخبز الذي أحضرته في التو من المخبز. سنأكله بصلصة الطماطم أو أي شيء متاح”.

وتتكرر قصة كفاح عائلة الشرعبي في جميع أنحاء اليمن، سواء في المناطق المأهولة الرئيسية مثل صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون المتحالفون مع إيران أو في بقية البلاد التي تسيطر عليها القوات المدعومة من التحالف بقيادة السعودية.

وتقول الأمم المتحدة إن 19 مليون شخص، أي 60 في المئة من السكان، يعانون مما تسميه المنظمة “انعدام الأمن الغذائي الحاد”، حيث يعرّض نقص الغذاء حياة الناس ومصادر أرزاقهم للخطر.

وتلبي المساعدات من الدول المانحة نصف احتياجات البلاد، بحسب برنامج الأغذية العالمي الذي يدير في اليمن أكبر عملية نفذها في أي مكان على الإطلاق، حيث يوفر الطحين والبقول والزيت والسكر وقسائم الطعام.

وتواصل العائلات مثل الشرعبي الكفاح؛ فالبعض يبيع الممتلكات أو الميراث العائلي، وحتى الأراضي، والبعض الآخر يحصل على مساعدات من الجيران والأقارب في الخارج.

وقال ريتشارد راجان، ممثل برنامج الأغذية العالمي في اليمن، “إن قدرة الشعب اليمني على التكيف هائلة في هذا الوقت من الصراع. (إنهم) يفعلون أقصى ما يمكن أن يفعله إنسان في وقت الأزمات. لكن هذا ليس بالأمر الهين. أعتقد أن الكثير من الناس في البلاد على حافة الانهيار”.

ورغم أن الهدنة خففت حدة العنف، قال راجان إن برنامج الأغذية العالمي مازال يعمل على تجديد مخزوناته ومعالجة تأثيرات نقص الوقود. وأضاف “عندما تطعم ما يقرب من 20 مليون شخص بشكل مستمر، يكون من الصعب جدا التحكم في سير العملية”.

وفي النصف الثاني من العام ارتفع عدد الأشخاص، الذين اعتُبر انعدام الأمن الغذائي بالنسبة إليهم حالة طارئة، بمقدار الربع إلى 7.14 مليون شخص بينما قفز عدد الأشخاص الذين صنفوا “في وضع كارثي” بمقدار خمسة أمثال إلى 161 ألف شخص.

وقال نبيل القدسي المسؤل الإعلامي لمشروع التغذية المدرسية والإغاثة الإنسانية، وهو شريك منفذ لبرنامج الغذاء العالمي، “التحدي الأكبر في توزيع هذه المساعدة هو أن المساعدات كانت لا تكفي أعداد المحتاجين الذين يزدادون يوما بعد يوم خاصة مع ظروف الحرب في البلد، فما بالكم الآن بعد ثماني سنوات من الحرب”.