أخبار عدن

الثلاثاء - 14 يونيو 2022 - الساعة 10:37 م بتوقيت اليمن ،،،

عدن حرة / خاص



يعاني الليبيون من صراع متجدد على الشرعية بين حكومتين، إحداهما تستمد شرعيتها من البرلمان وتحاول الأخذ بزمام المبادرة من الغرب وتحقيق استقرار وانتخابات عادلة، والأخرى شرعيتها تستمدها من واشنطن، ومن البعثة الأممية.

حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، أثبتت وفق عديد الليبيين عملها لصالح الغرب، من رفضها تسليم السلطة لحكومة برلمان شرعي ومنتخب من قبل الشعب، مرورًا بمحاولتها إرضاء الإدارة الامريكية في حربها النفطية مع روسيا، من خلال وعود بزيادة الصادرات النفطية في البلاد، وصولاً إلى سياسة التمييز والتفرقة التي تتعامل بها مع مناطق عدة من ليبيا.
تقارير تملئ مواقع التواصل الإجتماعي والصحف الإلكترونية، تتحدث عن فساد حكومة الدبيبة، وعن ادائها المزري في التمهيد لانتخابات 24 ديسمبر الماضي وكان في أغلبه معرقل، وعن نكث رئيسها عبد الحميد الدبيبة، لأغلب الوعود التي يطلقها بين الفينة والأخرى.
في هذا الصدد، أكد ديوان المحاسبة بان الدبيبة وفريقه يمارسون الفساد ويعقدون صفقات تجارية وهمية بمبالغ طائلة لا تعود بالنفع على الليبيين أنفسهم، وخير دليل على ذلك الواقع المعيشي الصعب.
دعم الميليشيات المسلحة غير محدود والتي أدُرج معظمها في قوائم الإرهاب ومتهمة بالاتجار بالبشر وتهريب السلاح والمخدرات وغيرها العديد من التهم، أيضًا يعتبر أحد أهم العوامل التي تجعل من الدبيبة شخصية غير محبذة في البلاد.
وهاهي تداعيات سياسات حكومة الوحدة تضرب العاصمة مجددًا، فقد اندلعت اشتباكات بين مجموعتين مسلحتين ليل الجمعة - السبت في منطقة “جزيرة سوق الثلاثاء” بالعاصمة طرابلس، التي توقفت بعد تدخل اللواء (444 – قتال) وفض النزاع والانتشار في المنطقة.
حيث قامت وحدات اللواء (444 – قتال) بتأمين وإخراج العائلات العالقة والتي لجأ بعضها إلى فندق باب البحر القريب، وإلى المقاهي والمباني القريبة من منطقة الاشتباكات، والتي حسب المعلومات لم تسفر عن وقوع وفيات في صفوف المدنيين.
وكانت الاشتباكات التي اندلعت بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة مساء أمس الجمعة قد تسببت في حالة من الفوضى والهلع بين المواطنين المتواجدين في المنطقة والتي من المعتاد أن تشهد ازدحاما كبير من العائلات، وخاصة في أيام العطلات لوجود المصيف البلدي وناد ترفيهي وحديقة كبيرة يرتادها المواطنين، طلبا للاستجمام وهربا ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي.
وأظهرت المقاطع المرئية المصورة التي تناقلتها المواقع الإعلامية وصفحات التواصل الاجتماعي صور لفرار وهروب المواطنين، وخاصة النساء والأطفال في شوارع المنطقة وهم في حالة من الهلع والفزع خوفا من الرصاص الطائش.
يأتي هذا بينما يستمر صمت حكومة الدبيبة إزاء هذه الأحداث المؤسفة التي شهدتها العاصمة، وإزاء العديد غيرها من الأحداث والإشتباكات التي تتكرر بسبب نفوذ هذه الجماعات المسلحة ودعم الدبيبة لها، وماهي إلا دليل على أن الدبيبة لا يكترث باستقرار وأمن المواطنين حتى في المناطق الخاضعة لسيطرته، طالما مصالحه وسلطته على مايرام وفي أمان، وطالما هذه الميليشيات نفسها ترعى هذه المصالح وتؤمن وجوده في السلطة.