أخبار وتقارير

الأربعاء - 01 يونيو 2022 - الساعة 03:56 ص بتوقيت اليمن ،،،

أيمن الشحيري

ليس هذا العنوان إعلاناً على غرار تلك الإعلانات الصغيرة التي تظهر من حين لحين في زوايا الصحف ولاتكاد تلحظها العين , إعلانات عن (أخ ضائع ) أو ( إبن ضائع ) !!


ومع ذلك فإن هذه الإعلانات هي التي أوحت إليّ بالعنوان .

إن وراءها معنى كبيراً .. معنى الضياع في وطننا .. الجنوب .

إنها تكبر أحياناً في عيني وتتجسم حتى أكاد أتخيلها ( لافته ) علقت على مدخل الجنوب تعلن عن ( شعبٌ ضائع ) .

هذا الإبن المسكين ماكان ليهاجر من وطنه وينتزع نفسه من ملاعب صباه , ويخلف وراءه أماً ملهوفه تتغذى بالحنين, لو أنه وجد هناك في وطنه العمل .. والرزق .. وفرصة العيش الكريم .

وذاك الأخ البائس ماكان ليهيم على وجهه ويعفره في تراب الغربة والتشرد , ويهبط في كل بلد ضيفاً ثقيلاً على أهلها , وتفترسه في أوطان الآخرين نظرات الحقد والحسد .

ويصفعه عند أبواب كل مدينة يقترب منها هذا السؤال الرهيب .. "قف من أنت"؟

هذا وذاك , وكل الضائعين , ماكانوا ليضيعوا لولا أنهم من شعبٌ ضائع , والويل لمن أضاعونا يوم نجد أنفسنا ونمشي بروح جديدة لنسترد كل حق مضاع .

فنحن ننشد الحرية للجميع .. للملايين الجائعة المعذبة المحكومة..
حريتها في أن تعيش آمنة مطمئنة .. لامحتل يقاسمها أرزاقها ومساكنها ويزرع في قلبها الخوف في غدوه ورواحه.

حرية هذه الملايين في أن تتعلم وتجد في بلادها العمل الشريف الكريم..
وفي أن تسعى في حقول أرضها الطيبة وقد تطهرت من الطغاة الطامعين .. هادري كرامتها .. وغاصبي حقها ..

وأبداً لن تكون هذه الحرية .. هي تلك الحرية التي يخفيها أصحابها تحت ضباب من الشعارات البراقة والهتافات الشعبية الحارة.. نريد حرية شعب لاحرية طبقة معينة تريد أن تحكم .. وأن تقيم طغياناً جديداً .

الخلود للشهداء .. الحرية للمعتقلين .. والشفاء للجرحى وعاش الجنوب حراً أبياً..