كتابات وآراء


السبت - 21 يناير 2023 - الساعة 11:55 ص

كُتب بواسطة : محمد علي محمد أحمد - ارشيف الكاتب



لا شك أن الجميع تابع باهتمام بالغ سيما المتربصون للجنوب ، مجريات و قائع المؤتمر الأول للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين ، و الذي يعد حدثاً ليس هيناً و في توقيت زمني محرج و إن كان جاء متأخراً إلا أنه مهم جداً ، لدعم التوجه السياسي الجنوبي في الضغط على مراكز القوة و صناع القرار الدولي والإقليمي من خلال عرض القضية الجنوبية ونقل كل الحقائق والوقائع التي تعمدت قوى التسلط والهيمنة في عدم وصولها إليهم ، وان وصلت فيتم تحريفها وفق سياسة قذرة ، وذلك لامتلاكها كل القنوات و المنافذ و أدوات القرار الرسمي .

لذلك فإن ولادة هذا الكيان الإعلامي والصحفي الجنوبي يشكل فارقة كبرى في تاريخ العمل الصحفي والإعلامي الجنوبي ، بغض النظر عن كل السلبيات التي رافقت نشأته ، والفتنة التي كانت مهيأة لليقظة والإنتشار بقوة لوأده وليداً ، لولا ستر الله و حنكة و حكمة أبناء وكوادر الإعلام الجنوبي الأوفياء الذين بالرغم أن البعض منهم تعرض للتهميش سواءاً بتعمد مدسوس أو بسهوٍ غير مدروس ، إلا أنهم استبشروا خيراً و باركوا نجاح المؤتمر و نقيبهم المحترم ، و هذا لا يعفي المُؤتمرون للنظر في شأن كل تلك الأقلام الجنوبية التي مهما تناسيناهم ، فلن ينساهم وطنهم ، من التواصل معهم و ضمهم واحتضانهم والأخذ بمشورتهم و احترام آرائهم و تقدير كل جهودهم الجليلة التي قدموها لخدمة الجنوب وقضيته العادلة .

وهنا يسعدني و بكل فخر و اعتزاز أن أبارك للفاضل صاحب الخبرة والحنكة الصحفية والإعلامية والأخلاق العالية العزيز الغالي الأستاذ عيدروس باحشوان و ذلك في اختياره نقيباً للصحفيين والإعلاميين الجنوبيين ، ونسأل الله أن يعينه على تحمل هذه المسؤولية فى ظل ظرف غير مُوَاتٍ من كل النواحي ، و ندعو القاعدة الصحفية الجنوبية العريضة أن تكون مُعينَة و داعمة لشخصية محترمة مثل الأستاذ باحشوان تحقيقاً لتطلعات شعب الجنوب و للآمال العريضة في ظل طريق معبد بالأشواك و بالإختلافات والرؤى المتباينة التي تأتي حصيلة فراغ كبير و فوضى عارمة اعترت صحافتنا الجنوبية طوال سنوات عديدة ، كانت تعمل بإمكانات فردية متواضعة وغير منسقة وذلك لعدم وجود كيان جامع ، يحتوي كل الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين ، و لكن رغم كل ذلك فإن ما يجمعنا جميعاً سواءاً أنتم الإعلاميين والصحفيين أو نحن المواطنين من قضايا وهموم أكثر بكثير مما يفرقنا في الوقت الراهن ، حتى نُسقِطَ رهان المُرجِفُون .

و بالرغم من كل ما تخلل المؤتمر الأول من هفوات و زلات ، إلا أنني على قناعة تامة و أجزم أنكم توافقونني الرأي بأن لا خاسر فى هذه المنافسة ، و أن المنتصر الحقيقى هي تلك القاعدة الصحفية والإعلامية الجنوبية العريضة التى توحدت وقبلت التحدي ونجحت فى الثبات والإصرار حتى وصلت إلى مبتغاها ، وعليه فإن المهمة تبدأ الآن في رسم اللبنة الأولى للإنطلاق نحو العمل المهني المنظم ، تحت قيادة شخصيةٍ الكل يحترمها ويقدرها و يثق بها ، و من منا لا يعرف أستاذنا القدير عيدروس با حشوان الذي بانتخابه أو بتزكيته أو حتى بتنصيبه ، و أيٍ كانت المسميات ، الذي كان لإسمه الفضل بعد الله لإسقاط وخسران كل الرهانات ، فهو في هذا الظرف المؤلم الحسَّاس البلسم الذي نتفائل بالتداوي به من أسقام قاتلة ابتليت بها صحافتنا الجنوبية ، شريطة أن يعطى الرجل كامل الصلاحيات لإصلاح البيت الصحفي والإعلامي الجنوبي ، مع تحفظي الشديد عن البقية ، الا أنني بصفتي مواطن جنوبي أتطلع لمستقبل أجمل لبلادي ولشعبي عبر بوابة الإعلام لأهميته ، فإني أرجو الله أن يوفق الجميع للسير بخطىً سليمة تظهر لنا في مقبل الأيام تغيراً جذرياً ملموساً نحو الأفضل ، و ذلك بإحداث نقلة نوعية في العمل الصحفي و الإعلامي الجنوبي على كافة الأصعدة و المجالات .

كما و أن على كل صحفي و إعلامي جنوبي تقع المسؤولية الكاملة ، لذا ينبغي عليهم التفاعل بجد و نشاط و عدم التخاذل في تقديم الرؤى والمقترحات والبحوث التي تسهم في تصحيح الأخطاء السابقة ، خدمة للقضية الجنوبية ، وبإذن الله الدورات القادمة ستشهد تحسناً في تقديم أنموذجاً راقياً و ديمقراطيا ً في الإنتخاب ، والكل يقدر الظروف الحالية الإستثنائية التي عقدت فيها فعاليات المؤتمر في مرحلة عصيبة كالتي نمر بها اليوم ،،

و في الختام لا يسعني إلا أن أدعو الله لـ لنقيب المخضرم و لمجلس قيادة النقابة المحترم و الحاضنة الإعلامية و الصحفية الجنوبية وهي السواد الأغظم ، العون في تحمل هذه المسؤولية العظيمة لتمثيل وطننا الجنوب الحبيب خير تمثيل و إظهار صورته الإعلامية للداخل و الخارج كما يجب وبما يلبي طموحاتنا و آمالنا و يشرف هذا الوطن و كل مواطنيه الأحرار .