كتابات وآراء


الأحد - 15 يناير 2023 - الساعة 11:10 م

كُتب بواسطة : د. عارف محمد الحسني - ارشيف الكاتب



هذا ما تعلمناه منكم ؛ عندما سمِعناكم تدينوا وترفضوا وتشجبوا بأعالي أصواتكم المبحوحة من برد الشتاء حتى وصلت إلى مسامعنا أخيراً فنمنا قَرِائرُ العَيْون بأحلام ملئت بطوننا خبزاً بان هناك من يدافع عنا عند انتهاك حرمات جوعنا من سنين ؛ أصواتكم كانت لنا شبيهة بتعزية لفقيد أسرة جارة بعيدة عن شخوصكم شبيهة بما نواسي به شعب فلسطين في قممنا العربية الكثيرة من بعيد فلم تخرج غاصِباً من قدسي مَسْرَى رسول الله العظيم فأصبحت كلماتكم غير قابلة لإقناع شعب أصبح بملامح فقر من سنين فأصبحت نداءاتكم معاول هدم من حديد هَدَّمَتَ كلُ أحلامُنا عندما حُولت معاناتنا إلى نداءات تسعى جاهدة من ورائها كسب تعاطف شعب لملئ عموداً في جريدة نكنُ لها كل حب أكيد ، ومحاضر اجتماعاتكم كنشاط شهري لعام جديد .

من السهل المواساة وتحريك ادمع أعيُننا بمعاناتنا فهي ليس دليل على جدية الحل بل سياسة المحافظة على شعرة معاوية حتى لا تنقطع فتسقط بكم " كمسرحة لنظام" إلى هاوية بئر عميق يصعب منه الصعود إلى أرض جديد فهي تعكس عن حلول الفشل لصالح آمال في منعطفات حرجة تستمد قوتها حين يضعف شعب ؛ موهبة قد تعلمناها من تواريخ قديمة نشكِك اليوم من جدواها كخدمة لرفع معاناة امة تحلم معكم بالجديد ؛ هذه النِداءات هي التخفيف من أوزار مرحلة حرجة لكم أتت كقشة لتقسم ظهر البعير فتريدوا بهذه الصيحات رفعها ليستقيم البعير لمواصلة به المسير إلى صحراء بعيد دون كَلأُ أو ماء فتقول له هنا يجب أن تموت .

أوراقكم تتساقط لِتتعرى أشجار الخريف بعد تعرضها لريح شديد مصاحِباً برداً عنيد لا يستجيب لِحطب مناداتكم لأنه شبيهاً بالرماد يذرُ في عيون الفقير فيكسبه العمى ليظل الطريق لا تصلح معه النِداءات بل يجب أن تقللوا انبعاث تخاذلكم حتى يتم تغيير الوسط بوضع بيئي جديد بأدوات معركة بديل يعيد رسم خارطة مشاركتكم كخصم عنيد مع حكومة لكم فيها أقل مِن نسبة الزيادة الجديد .

أسباب الإخفاقات عديدة بسبب عناصرها المزدوجة المعايير يذكرنا كدفتر مادة العربي ذو الأفرع العديدة "عروض الأدب ، وخط ، وإملاء نحوية، .. وغيرها عديدة" لمعلمة وحيدة فهي تتنقل في يومها بين طلابها لتعليم هذه التفرعات الكثيرة وهي معلمة وحيدة تمنح الأمان في كل حصة بمعارفها من بحر علومها الغزيرة ، ولكن مُتعبة فتفضل أن يقاسمها هذا الجهد معلمة أخرى عزيزة فهي تظهر لنا هذا التذمر بقولها إني أحب عروض اللغة العربية الفصيحة عن غيرها من التخصصات الأخرى المُجْهدة البليدة أني أجد فيها نفسي منذ بداية مهنتي كشابة رشيقة .

مُنحة الشحيح كلاماً بالنداء ؛ كفنان بديع ذو مشاعر رقيقة في حفل تكريم على مسرح الحياة الكبيرة أصبحت بقيمة تحمل عزائية لا تسجل حضور في أنفسنا المتعبة الذليلة لا تقل في مضمونها عن انهيارات وضعت كليل أسود حالك السواد لم تخدم أحداً سوى صانعي عَصَّارة الفقر طرق خبيثة مكشوفة كمقولة "أن تحضر متأخراً خيراً من عدم الحضور" تشريع جديد لا تفوت مناسبة للضغط على أوجاعَنا كمنحة من منح الشيطان إلى نار جهنم وئس المصير ؛ هم يتباكون لماذا؟!! هم يعلمون بأننا زائلون لا محالة كنظرية الاصْطِفاءُ البقاء للأقوى ، وأن زبائِنهم هذا زمنهم يتكاثرون كفئة العملة أبو صرف كثير ؛ إذاً لماذا يتباكون بدموع تمساح عجوز ؛ فقط يمنحونا عقد من زمان لِنصبح قبوراٌ تمشي في الحياة حتى لا ننافسهم في أرض القبور لتصبح لهم بيوتاً وفنادق وقصور وجنات من شجرٍ وفير .

أصواتكم كنعيق الغراب أخربت أسماعُنا والديار وبطون شعبي الفقير وحلم طفلي الجديد انهاراً من كلام لا يجيد فعلٌ مجيد حتى نصنع منه القِلاع لمحاربة الفساد في أرض والدنا البعيد آدم عليه السلام ؛ حرية تباً لها تصنع العبيد ، حرية تباً لها تصنع الجياع كرشوته طبيب بليد تخرج من جامعة بتقدير ضعيف لا يجيد وصف العلاج لمريض فارق الحياة وهو يقول اصرفوا هذا الدواء حتى لا أحمل ذنبه في الآخرة البعيد وسوف أبحث عن دواء ليعيد له مجد الحياة من جديد كي أسْتعبدهُ من جديد لينال بعده الوفاة وهو مستوفي ما نقص من تعذيبي الفريد هو خلق لهكذا عمل نمِيتهُ ثم نحييه من جديد كدورة في علوم الحياة تخلقُ عنصراً الحياة من جديد ، وهكذا طوال عمره القصير .

أعرف أن أفرق لست أمي أكيد لأصنع لي ظل جديد بعد أن أهدم أحلامكم السراب لصنع عش آخر جديد ، تناسوها أحلامنا بعد مَكْسَبً جديد ويأملون بآخر كبير مع صراف يهودي أو عربي عنيد ذو بنك كبير يخفض الفوائد حيناً حتى يصل الربح فلساً ضئيل تباً من مزادات للحياة نموت لتبقى أحلامهم باقية في عقول مهلكي كرماد بعد حريق .

د. عارف محمد احمد علي