الأربعاء - 31 ديسمبر 2025 - الساعة 12:25 م
يشهد المشهد السياسي في جنوب اليمن تحولات كبيرة، لكن الإعلام العربي ليس في مستوى الحدث، إذ غاب عنه الحياد المهني والالتزام الأخلاقي. فقد هيمنت تغطيات منحازة وروايات متأثرة بمواقف سياسية معينة على المشهد، ما حال دون تقديم صورة واقعية لمعاناة الجنوبيين وطموحاتهم المشروعة.
هذه التغطية الانتقائية عمّقت سوء الفهم حول القضية الجنوبية، وجعلت الرأي العام العربي غير مطلع على التطورات الحقيقية، بينما غابت النقاشات المفتوحة والصريحة حول مستقبل الجنوب وحقه في تقرير مصيره.
عدم الحياد الإعلامي لم يؤثر فقط على الرأي العام، بل أسهم في تشويه فهم طبيعة الأزمة اليمنية ككل. وقد تجلى ذلك في طريقة تغطية بعض القنوات الكبرى مثل العربية والحدث، التي تتبع نهجًا متوافقًا مع الموقف الرسمي السعودي، ما أدى إلى إخفاء حجم التداعيات الواقعية للتدخل العسكري، وإهمال آثار انسحاب الإمارات من التحالف العربي على موازين القوى في الجنوب.
علاوة على ذلك، أغفلت وسائل الإعلام في دول المغرب العربي الأحداث المصيرية في الجنوب، ما أسهم في خلق فجوة واسعة في وعي الجمهور العربي حول التعقيدات السياسية والإنسانية في الجنوب .
رغم هذا التعتيم الإعلامي، يواصل الجنوب السير نحو مسار استعادة دولته وإعادة بناء مؤسساته. الإرادة الشعبية الجنوبية لم تعد قابلة للتجاهل، وحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم أصبح راسخًا وواقعيًا، بغض النظر عن أي روايات إعلامية مشوهة