كتابات وآراء


الإثنين - 01 ديسمبر 2025 - الساعة 12:12 م

كُتب بواسطة : أنور التميمي - ارشيف الكاتب



_ الجلاء هو خروج الاستعمار من جزء من دولة مستقلة ، وانضمام هذا الجزء للدولة الأم فور خروج الاستعمار ، وهذا لاينطق على الحالة الجنوبية ، فعندما استقل عن بريطانيا في ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧ ، كانت الجمهورية العربية اليمنية دولة مستقلة قائمة بحكم جمهوري عمره خمس سنوات ، وحكم ملكي منذ عام ١٩١٨ ، ولم تنضم جمهورية عدن الوليدة لجمهورية صنعاء لا اتحادا ولا التئاما ، وكان هذا الأمر طبيعيا ومنسجما مع منطق التاريخ والاجتماع والسياسة والقوانين الدولية .

_ سبق استقلال الجنوب عن بريطانيا ترسيم حدوده الدولية في ثلاثينيات القرن الماضي مع المملكة المتوكلية اليمنية التي صارت تعرف لاحقا بإسم الجمهورية العربية اليمنية ، وظلت هذه الحدود الدولية حتى إعلان الاتحاد بين الدولتين المستقلتين عام ١٩٩٠ .

_ قبل الاستقلال كان الجنوب العربي كيانا قائما بعملة موحدة يتم التعامل بها من المهرة إلى باب المندب وهي الدينار الجنوبي ، وعاصمة جامعة لكل السلطنات والمشيخات هي ( عدن ) حيث تصدر منها الجوازات والوثائق الدولية .. ولم تكن عدن متحكمة ولكنها كانت مركزا ناظما للعلاقات البينية بين السلطنات والمشيخات فيما بينها ، وعلاقاتها بالخارج كذلك .

_ الوثائق الدولية عندما تتحدث عن هذه المنطقة قبل ١٩٦٧م كانت تسميها ( الجنوب العربي ) ، حتى الزعيم القومي جمال عبدالناصر كان يستخدم في خطاباته هذا المسمى .

_ الأسباب التي ادت الى تعثر تكوين حكومة موحدة جامعة لسلطنات الجنوب العربي ، كانت إدارية واجرائية ، فوجهة نظر سلطنتي القعيطي والكثيري هي إن كثير من المشيخات ( ٢٣ ) لاترقى إلى مستوى وحدة إدارية في دولة اتحادية ، وإن ماهو قائم بينها مجرد حدود عشائرية .

لذلك فإن سعي الجنوب لاستعادة الصفة الاعتبارية الدولية ، ينسجم تماما مع المنطق التاريخي والاجتماعي والقوانين الدولية ، وليس موجها بالطبع ضد الأشقاء في الجمهورية العربية اليمنية .