كتابات وآراء


الأربعاء - 31 مايو 2023 - الساعة 07:04 م

كُتب بواسطة : د. عارف محمد الحسني - ارشيف الكاتب



إن قولَ كلمة اعْتراض في موقفٍ مَهيبٍ تُعَبر عن سلوكٍ يرتقي إلى صفةِ التحَولُ الإيجابي ؛ بدل من فكرٍ جامدٍ غير ناقد يميل إلى بيانٍ لفِكرةِ السكون يدافعُ عنها مستميت ، وأنا مالي ؛ دون الإفراج عن ما يعتري النفس الحية من مشاهدات للواقع ، ومرارة تداعياته من تخريب تُكْسِبُنا نيل شهادة الموتى الذين يزداد أعدادهم يوماً بعد يوم ؛ مَجْهولون عن واقِعنا تنطلي عليهم كل قولٌ كاذب أثيم اختبرناه طوال سنوات ماضية تتجاوز أعمارنا .

هكذا سلوك لا يوفر لهم المَلاذ الآمن لِكذبِهم قولاً ، وفِعْلهم عملاً ، يُريدوا أن يَسْتهدِفوا به زعزعة حاضِرنا الباقي ومستقبل أبنائِنا الآتي ، وحتى لا نُصْبِحُ ماركة مُحَقِقة لصنع ، وتطبيع بيئة آمنة لِمصالِحَهم المشبوهة نحو طريق الخراب للشعبِ العريض ؛ أصبح واجب علينا تناول مناقشة قضايانا المصيرية ؛ بدلاً من تحمل مضاعفاتها المُميتة لِنُسَجَل بعدها في تعدادِ المُوتى ؛ لذا يجب أن نُبْقي الخِلاف معهم قائِم لِنتحاشى التبعية المُفرطة مع كل تصريح بدون قضية إستراتيجية تحملُ اهْتِمامَاتنا ، نحنُ النخبة العريضة ، وهم القلة القليلة .

يجب أن نصنعَ مُسْتقْبلنا لا مُسْتقبَلهم لأنهم زائِلون يترامون في سجون المنافي يزدادون بعد كل حلبة من صراعات المواقِف المُتباينة في تعميق الشخصنة الذاتية التي تقود إلى بوصلة الأنا عن وطن بكامِلة تؤدي إلى الإطاحةِ به في مخاطر العالم ؛ بعد أن جعلت منهُ غنيمة عند خرس ألْسِنتنا بتصدير فتات الخبر للبعض منا من خام الوطن مدفوعين بمقولة "أطعِم الفم تستحي العين" ، وجعلت منا قوائِم مُساعدات ، وضرورة التدخل للبقاءِ .

الرد الصامِت لا يجدي مع من به صَمَمٌ لأن حواسُنا التي نتعرف بها على مُحيطنا مُتعددة ؛ لماذا لا نحاربُ بها جميعاً لِنبدِد متاهَة الوهم بأننا بلا ألسِنة ، ولا حاسة النظر ، ونجعل منهُما ومن حاسة اللمس قاطِرة لنقل مُعاناتنا كضربات السياط على كل بقعة من أجسادِِهم لنرسل إشارات قوية تظهرُ عزمِنا على التصحيح ؛ لتكون حواسُنا سبب زوالهم بشهادات نمْنحها لهم بالفشلِ لِتدون في سجلاتِ التاريخ كنقش عُبَادُ الوثنُ .

تصدير الفشل مِن مَن يسُوسُنا إلى واقعِنا هو نتاج تحمل مسؤولية أمانة الخيانة ، وتهديد المُجتمع بنقل أفكار من يحكمونا وفق آلية كلنا سواء لوقف عملية التعديل ؛ لِتصبح المُطالبة لهذا الفعل مُدْعاة للسخرية لمن ينتصِب له ، لتزيد من الدفاع عن نفسِها لتصنع كوارث جديدة أخرى بالمستقبل لا تجدي حينها نقاشات كيفية الخروج من المتاهة .

هذا الفعل يستهدف بنية المُجْتمع فتتعذر معه بشائر نصر قريب تُعد مَدْخلاً لتحقيق هوية الأمان الجامع الذي ننشُدها لتعزيز صوت الحق المُدافِع عن مدخلٍ لحلٍ جدير للإبقاء على الحياةِ كمبرر بعد تسرب سلوكيات شروط بقائهم ـ نرفض معه مواصلة البقاء للحُكمِ من قِبَلِهم حتى لا نُسْاهِمُ معها في تراكم خبرات الفناء ، وتوظيفها كأدوات لإدارة شؤون حياتنا .

إذاً صراع المُتضادات أدعى للبقاءِ من حياةٍ مليئة بالفسادِ هذا منطق التاريخ النمُوذج للحياة بدل أن تسطو سلطة على آمالِنا وأحلامِنا الجامِعة بخُططٍ مدمرة لطمسِ يومٍ مشرق ننتظره بعبثيتها بعد استفادتِها من بعثرة طموحاتنا كمُجْتمع ؛ بهدف الاتْجار بمعاناتنا لموسمٍ جديد في سلْطة .

عادةً يأتي اليقين بعد التشكيك ، لكن لم نجد هذا اليقين طوال تاريخنا السياسي الطويل ؛ مروراً بمراحل بؤره المُتعددة ، أصبحوا كاستعمار جديد عندما تتعرض مصالِحهم للخطر يُظْهِروا لنا العُنف الشديد ـ بل جعلوا من الوطنِ مراحل نزاع وتدمير ـ كنارِ تأكل بعضها فأصبح المواطن مُهان بعد كل دائرة صراع فتُخْرجهُ عن أهليته كمواطن تحت ذريعة مُتهم على طولِ مشوار حياته ، وترتفع بعدها أصوات مادِحة لكل مرحلة سياسية مستبدة متسلطة بأوجه عدة حتى أنها لا تشبه في فعلِها هذا ما نقرأه في تواريخ الأمم كدراسة قابلة للمقارنة ؛ فتَسببت في تدمير الأوطان وتهديد للنفس المُتْعبة حتى لا تحلم باعتراضه لتصحيح المسار ، وبعدها يأتي حامِلٌ فريد لمواصلة الإفراج عن مسلسل تعذيب جديد فيدين الجريمة لتكرار فعل مُهين لضمان تذويب خط آخر قد يظهرُ من جليد ؛ هكذا طوال نصف قرن ، وعيد يوبيلي قديم .

أعطونا أملاً بإزالِتكم كعثرات الطريق نحْتجزكم في قبورِ ظلمِكم حتى وقت متأخر من ثوانٍ لنافخِ الصَّورِ من سماءٍ الله البعيد لإنقاذ حياة شعب تضائل معه الفوز بوجودكم للحياةِ الكريمة دون ارتباط بخلافاتكم ؛ امنحونا هذا الأمل للخروج من تعقيداتِ حَلَّكم حتى لا نتعرض للفناءِ ، ويضيعُ وطن بعد أن ملئوه بأبشع عملياتهم التطبيبية الرديئة بمواصفات صدأ أصاب أوراق نبات الكَرْمَ فتفاقم انتشار العفن في حباتِ عنقود عنب بازغاً جديد .

إعادة التفكير لِمُغادرة مُغامَرات الفشل أصبح طرح بأمس الحاجةِ للمُراجعةِ بهدفِ توحيد الجُهد الجمْعي لخفض نِسب الإعاقة ، ووقف تداعياتها دون تجزئة لها ؛ لفك حِصار النُخْبة المُطوقة لأمَّة بكامِلها ؛ هُنا يتطلبُ المُكاشفة لهم بالقول بأنهم عاجزون في إدارةِ مؤسسات الدولة عسكرياً ، وإدارياً ، ومالياً في ظل واقع هُلامي يزدادُ فيه حذر السير ، يقودُ إلى كوارثٍ مستقبلِية بعد أن بلغت إحصائِيات نتائج إدارتهم للدولة قيمة سالبة بعيدة جداً عن صفرِ محور السينات ، فأنكشف لنا ولهم إساءات مهنية قاتلة في إدارةِ الدولة ، وقد حُسِمت وقائِعُها بحقيقية ما يدور الآن إعْلامِياً .

د.عارف محمد احمد علي