كتابات وآراء


الثلاثاء - 24 مايو 2022 - الساعة 10:15 م

كُتب بواسطة : محمد المسبحي - ارشيف الكاتب



ينشغل السياسيون في اليمن منذ تحرير مناطق من البلد ولحد الآن بالصراعات فيما بينهم، وضد بعضهم بعضا، ما يكشف أن كل الطبقة السياسية وبلا استثناء فاشلة، تترصد ببعضها، بطريقة مريعة، تعبر عن سوء هذا المشهد الذي جعلنا نتفرج ونتألم كشعب طيلة ٧ أعوام.

فكل الخدمات في ظل سياستهم الفاشلة غائبة، وأهمها تحسين الوضع الاقتصادي، وحل مشكلة الكهرباء ، وترميم الروح المعنوية لليمنيين، واستعادة الثقة بين الناس، والمؤسسات الحكومية، إضافة إلى تدخلات الدول الخارجية بشؤون البلاد وبالقرار السياسي، وغير ذلك من ازمات تبدأ بملف المياه والكهرباء، وتمر بالصحة والتعليم، وتنتهي بكل شيء.

وعلى ضوء ذلك يجد السياسيون وقتا للصراع والتناطح و للتنابز بالالقاب، والطعن في الظهر، وتبادل الاتهامات، فيما بينهم، والادهى والأمر، ان كل واحد منهم يريد ذات الهدف، اي تبرئة تجربته من الفشل المستمر، وتحميل وزر الوضع الحالي للآخرين وهم في حكومة واحدة، وهذه ظاهرة بتنا نراها اليوم و خلال السنوات الماضية، فقبل شهر في الرياض تراهم سمن على عسل متصافين وفي غاية الانسجام وبعد عودتهم إلى أرض الوطن نراهم السم في الدسم فنجد ازدياد الخصومة وكيل الاتهامات بعضهم للبعض الاخر. وربما لم تستثن احدا من السياسيين، فالكل يعبر عن صراعاته الصغيرة بطريقته المكشوفة.

هذا الوضع تسبب ايضا، بتواري سياسيين تصدروا المشهد السياسي عن الانظار، فقد قرروا الابتعاد وترك هذه المناطحة لمن يريدها، لأنهم يعلمون انها غير منتجة، ومحرقة شخصية، فوق انها تجتذب ردود فعل سيئة من الشعب الذين يتهمون اليوم كل سياسي حالي، ويسألوه عن تجربته وماذا فعل هو ايضا وماذا قدم خلال وجوده بالسلطة ،


ازمة السياسيين اليوم، تكمن في الاساس، ان كل واحد منهم يريد ان يكون قائد المرحلة، وإلا فاليمن سيبقى مشتت ويعاني الويلات ، على كل المستويات. كما تتجلى ازمتهم في كونهم كانوا يشتكون سابقا من غيابهم عن مراكز القرار، وبعدم المشاركة بالحكومة وعدم حصولهم على وزارات اومناصب في اجهزة الدولة.

لكن الذي حصل كان أسوأ، حيث اختبأ جزء منهم وفضل الابتعاد عن مواجهة الشعب، وقام جزء آخر بمواصلة اللعبة ذاتها، اي البحث عن شعبية، ومحاولة التحلي بجرأة زائفة، في وقت كان الشعب قد وصل الى راي يقول ان كل هذه الطبقة السياسية مسؤولة عما نحن فيه، ولا نستثني منهم احدا وفقا لتعبيراتهم.

ولو عدنا الى ارشيف التصريحات التي ادلى بها سياسيون سابقون وحاليون، ووزراء سابقون ونواب، وغيرهم، في برامج تلفزيونية، او ندوات، او حوارات، ، لوجدنا فيضا من هذه التصريحات، الطنانة والرنانة والوعود الكاذبة، واذا حللنا الصورة الاجمالية، وصدقنا تماما ما يقولون فإن الخلاصة تقول ان من يحكم طيلة ٧ سنوات عجافا هم الاشباح، وليسوا هؤلاء الساسة الذين لم يعترفقوا بفشلهم امام الناس.

وكأننا امام فاعل مبني للمجهول في هذه البلد، التي أكلنا وجهها بسوء افعالنا، وتدبيرنا، ومصالحنا الصغيرة. هؤلاء الساسة يرتكبون الاخطاء ويثيرون الازمات ويفجرون الخصومة ويتسببون بقتل شعب كيف ينامون الليل في هذا الحر الشديد ؟!! وكيف يتناولون طعامهم والفقراء والمعوزين يتصببون عرقا من انطفاءات الكهرباء ويعتاشون على مكبات النفايات والصورة تترامى امام اعينهم؟!

وكيف تهنأ نفوسهم أو تطيب لهم حياة وهم يسمعون صيحات الفقراء والأيتام والأرامل من جور ما حل بهم من معاناة قاسية اثقلت كاهلهم وحولت حياة الشعب إلى حجيم لا يطاق.