تعتزم شركة كويس ”Quaise“ الأمريكية للطاقة إنشاء أعمق حفرة في الأرض على أمل الوصول إلى طاقة مستدامة غير محدودة.
وجمعت الشركة حوالي 63 مليون دولار، بعد إغلاق الجولة الأولى من تمويل رأس المال الاستثماري، للانطلاق بمشروع طموح يسمح باستثمار الطاقة الحرارية الأرضية.
ويقوم المشروع الرامي إلى الاقتراب من مركز الأرض، على أساليب الحفر التقليدية، وأبحاث الاندماج المتقدمة، باستخدام الحفر الدوراني التقليدي للوصول إلى الصخور القاعدية، ثم الانتقال إلى الموجات المليمترية عالية الطاقة للوصول إلى أعماق غير مسبوقة.
ولم تحظَ الطاقة الحرارية الأرضية المتجددة بكثير من الاهتمام، إثر تزايد هيمنة الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، على سوق الطاقة الخضراء، ما تسبب بتأخر الجهود المبذولة للاستفادة من خزان الحرارة الهائل في أعماق الأرض.
ومن أبرز أسباب غض النظر عن إطلاق أبحاث لاستثمار هذا النوع من الطاقة المتجددة، والمستدامة، والنظيفة، محدودية أماكن تموضع الصخور الساخنة المناسبة لاستخراج الطاقة الحرارية الأرضية قرب سطح الأرض.
ويسعى المشروع إلى تطوير تقنية تسمح بإنشاء ثقوب في القشرة للوصول إلى الأعماق.
وفي جهود عالمية سابقة، وصلت أعمق حفرة أنشأها البشر في القشرة الأرضية إلى حوالي 12.3 كلم، ولتجاوز الرقم السابق نحتاج إلى إيجاد طرق لطحن مواد ضغطتها عشرات الكيلومترات من الصخور العلوية، وإخراجها بعد ذلك إلى السطح.
فضلًا عن احتياجنا لأدوات حفر قادرة على طحن الصخور في درجات حرارة تتجاوز 180 درجة مئوية، ووضع حلول ذكية لتغيير رأس جهاز الثقب في أعماق كبيرة.
وأحد الحلول المُقترحة لتجاوز العقبات، يكمن بتقليل الحفر، وزيادة الحرق؛ والتقنية الجديدة مبنية على أبحاث الاندماج النووي في مركز البلازما للعلوم والانصهار في معهد ماساتشوستس للتقنية.
واعتمد حل الشركة على استخدام موجات الإشعاع الكهرومغناطيسي المليمترية ما يؤدي لذوبان الذرات معًا.
ويمكن لأجهزة تُدعى ”جيروترونات“، إنتاج حزم مستمرة من الإشعاع الكهرومغناطيسي بكفاءة من خلال هز الإلكترونات بسرعة عالية داخل الحقول المغناطيسية القوية.
وتقوم خطة الشركة على حفر الصخور الأكثر صلابة وسخونة، وصولًا إلى أعماق تصل إلى حوالي 20 كيلومترًا، من خلال ربط أحدث أدوات القطع مع جيروترونات ذات قوة من رتبة ميجاواط.
وقد تصل حرارة الصخور المحيطة في الأعماق إلى درجات حرارة تبلغ حوالي 500 درجة مئوية، ما يكفي لتحويل أي ماء سائل يُضَخ للأسفل إلى حالة فوق الحرجة تشبه البخار، وهي مثالية لتوليد الكهرباء.
وتتوقع الشركة بعد جمع التمويل الأولي نشر أجهزة الحفر في مواقعها خلال عامين، وقد تُنتج الطاقة، بحلول العام 2026، إذا سارت الأمور وفق المخطط.
وتتطلع الشركة إلى الاستحواذ على محطات الطاقة القديمة العاملة بالفحم وتحويلها إلى منشآت تعمل بالبخار بدلًا من ذلك بحلول العام 2028.
ويمكن إنتاج نحو 8.3% من طاقة العالم من مصدر حراري أرضي حتى دون تطبيق التقنية الجديدة، ما يوفر الطاقة لحوالي 17% من سكان العالم، ويمكن لحوالي 40 دولة الاعتماد بالكامل على الطاقة الحرارية الأرضية في الوقت الحالي؛ وفقًا لموقع ساينس أليرت.
ولا يُنتَج حاليًا سوى 0.5% من طاقة العالم من خلال الحرارة الأرضية، ويجب أن تنمو الطاقة الحرارية الأرضية بنحو 13% كل عام للبقاء على المسار الصحيح في تطبيق خطة الوصول إلى انبعاثات صفرية من الغازات الدفيئة، بحلول العام 2050.