عرب وعالم

الأربعاء - 24 ديسمبر 2025 - الساعة 06:03 م بتوقيت اليمن ،،،

العرب


بدأت الضغوط المتزايدة التي تسلّطها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على فنزويلا بهدف إسقاط نظامها اليساري المناوئ للولايات المتّحدة، تأخذ شكل الحصار الشامل وتجفيف الموارد المالية للبلد عبر التوجّه رأسا نحو الشريان الحيوي للاقتصاد الفنزويلي المتمثّل بالنفط والذي لم يعد تصديره متاحا بفعل سيطرة القوات الأميركية على أسطول نقله عبر البحر والاستيلاء على الناقلات التابعة لذلك الأسطول المعروف بأسطول الظل في إشارة لاستخدامه في الالتفاف على العقوبات الأميركية.

ويعيد تطبيق أسلوب تشديد العقوبات وممارسة والحصار الشامل على فنزويلا إلى الأذهان تجارب سابقة طبقتها الولايات المتحدة على دول أخرى من بينها العراق في عهد الرئيس الأسبق صدام حسين، ولم تكن بعيدة عن الوقوع في محذور العقاب الشامل للشعب بمختلف فئاته وشرائحه.

ويتوقّع مراقبون وهيئات دولية أن تكون لمحاصرة فنزويلا أسوأ الآثار على شعبها الذي يعاني أصلا أوضاعا بالغة الصعوبة ويواجه الفقر والبطالة وسوء الخدمات، ما يدفع الكثير من أفراده للانطلاق في مغامرات للهجرة غير النظامية إلى بلدان أخرى بحثا عن فرص أفضل للحياة لا يحصلون عليها في الغالب حتى في حال تمكّنهم من الوصول إلى وجهاتهم بعد رحلات طويلة وصعبة ومحفوفة بالمخاطر.

وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ خالد خياري، إن القيود الجوية والبحرية المفروضة على فنزويلا

“تنطوي على مخاطر بتقييد القدرة المالية للحكومة على تقديم الخدمات العامة الأساسية".

وجاء ذلك في كلمة لخياري خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، تطرق فيها إلى الأوضاع في فنزويلا التي شهدت في الآونة الأخيرة توترا مع الولايات المتحدة.

وأشار خياري إلى أن فنزويلا تمتلك حاليا اقتصادا هشا للغاية، وأن ملايين الأشخاص غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية، لافتا إلى أن البلاد تكافح ارتفاع التضخم وتآكل الدخل.

وأوضح أن القيود الجوية والبحرية المفروضة مؤخرا على فنزويلا، إلى جانب تراجع الصادرات، تحمل خطرا يتمثل في تقييد القدرة المالية للحكومة على تقديم الخدمات العامة الأساسية.

والثلاثاء، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه أمر بفرض حصار على جميع ناقلات النفط الفنزويلية الخاضعة للعقوبات.

وتصاعد التوتر مؤخرا بين فنزويلا والولايات المتحدة، إذ احتجزت الأخيرة ناقلتي نفط قبالة سواحل فنزويلا، عقب إعلان واشنطن أنها ستصادر جميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات بذريعة تمويل كراكاس لـ”إرهاب المخدرات".

كما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى التنحي عن منصبه، وهدده بوجود أسطول بحري ضخم يحيط بفنزويلا.

وردا على ذلك قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو “أعتقد أن الرئيس ترامب يجب أن يهتم بمشكلات بلاده. لو ركز على القضايا الاقتصادية والاجتماعية، لتحسنت علاقاته مع العالم. على كل رئيس أن يهتم بشؤونه الخاصة”.

وفي أحدث تطورات الملف الذي قد يتدرج نحو الحل العسكري، قالت صحيفة نيويورك تايمز، الأربعاء، إن الإدارة الأميركية أرسلت طائرة “سي-17″ المستخدمة في نقل الوحدات العسكرية والمعدات، إلى منطقة الكاريبي ما لا يقل عن 16 مرة.

وبحسب بيانات رحلات اطّلعت عليها الصحيفة الأميركية، فإن الضغوط العسكرية لواشنطن على فنزويلا ما تزال متواصلة.

ووفقا لذلك، تبين أن طائرات الشحن الثقيلة من طراز “سي-17″، التي تستخدم غالبا لنقل الجنود والمعدات العسكرية، نفذت خلال الأسبوع الماضي ما لا يقل عن 16 رحلة من قواعد داخل الولايات المتحدة إلى بورتوريكو.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الطائرات أقلعت من قواعد في ولايات نيو مكسيكو وإلينوي وفيرمونت وفلوريدا وأريزونا ويوتا وواشنطن، إضافة إلى قاعدة في اليابان، متجهة إلى بورتوريكو، فيما لا يزال عدد الجنود الذين نُقلوا مجهولا وطبيعة المعدات المحمولة غير معروفة.

وبحسب اتصالات مراقبة الحركة الجوية، فإن بعض الرحلات العسكرية لا تظهر على مواقع تتبع الرحلات المفتوحة للجمهور، ما يرجح أن يكون العدد الحقيقي للرحلات أكبر.

من جهة أخرى، أفادت صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن هويته، بأن ما لا يقل عن 10 طائرات من طراز “سي في-22″، تستخدم عادة من قبل قوات العمليات الخاصة، حلقت مساء الاثنين من قاعدة كانون الجوية في ولاية نيو مكسيكو باتجاه المنطقة.