أخبار وتقارير

الثلاثاء - 23 ديسمبر 2025 - الساعة 12:57 ص بتوقيت اليمن ،،،

د. عبدالله عبدالصمد


في تطور خطير يعكس حجم الانهيار السياسي والأخلاقي لبقايا منظومة الشرعية اليمنية، أطلقت قيادات يمنية تصريحات وصفت بالعدائية والمخيبة للآمال، ضد المجلس الانتقالي الجنوبي والشعب الجنوبي، على خلفية الخطوات المتسارعة نحو إعلان الدولة الجنوبية، بعد تأييد شعبي ورسمي واسع من وزراء ومحافظين جنوبيين.

أحدث هذه التصريحات جاءت على لسان نائب وزير الخارجية اليمني مصطفى أحمد نعمان ، الذي لوّح في مقابلة إعلامية باحتمالية تحالف قوى ما تبقى من الشرعية اليمنية مع جماعة الحوثي، في حال أعلن الجنوب دولته، في مشهد يعكس بوضوح حقيقة العقلية التي أدارت البلاد لعقود، وجعلت من الجنوب هدفاً مشتركاً حتى بين الخصوم المتصارعين في الشمال.

مصادر خاصة أكدت أن رئيس الوزراء سالم بن بريك، ووزير الخارجية شائع محسن الزنداني، رفضا بشكل قاطع الإدلاء بأي تصريحات ضد الجنوب أو المساس بالإرادة الشعبية التي تم التعبير عنها بوضوح في الميادين، مؤكدين أنهم يفضلون الصمت في المرحلة الحالية

التصريحات التي صدرت عن بعض مسؤولي الشمال، من رشاد العليمي إلى أصغر المتحدثين باسمه، كشفت عن حالة الهستيريا التي تعيشها تلك القيادات بعد أن فقدت السيطرة على الأرض والقرار، وتحولت من مشروع دولة إلى مجموعة أدوات فاقدة للمشروع، تتوسل التدخلات الخارجية وتبحث عن طوق نجاة على حساب الجنوب وقضيته العادلة.
المشهد الراهن يكشف أن الجنوب ماضٍ بثقة، مدعوماً بوعي شعبي وقوة سياسية وعسكرية وأمنية صلبة، بينما يزداد انهيار منظومة الشرعية التي عجزت عن تحرير شبر منةارضها ، لكنها لا تزال توجّه سهامها إلى الجنوب، الذي لن يقبل العودة إلى حضن الفشل والارتهان، ولن يسمح بتكرار التاريخ الأسود على أرضه.