منوعات

السبت - 20 ديسمبر 2025 - الساعة 12:37 م بتوقيت اليمن ،،،

العرب


تبدو أسواق النفط وكأنها ستنهي العام بتراجع، مع انخفاض أسعار النفط مجددًا وسط توقعات بفائض في المعروض واستئناف محادثات إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وأفاد ما يقرب من نصف مسؤولي شركات النفط في أحدث مسح أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) في دالاس بأن توقعات شركاتهم قد تدهورت في العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، نتيجة لتأثير انخفاض أسعار النفط.

وقال أحد المسؤولين في الاستطلاع الجديد “انخفاض أسعار النفط يجعل العديد من آبار شركتنا غير مجدية اقتصاديًا”.

وأضاف “أصبح الغاز الطبيعي عبئًا ماليًا على شركات النفط. ففي الشهر الماضي، دفعنا لمشتري الغاز مقابل استلامه لأن الأسعار انخفضت عن سعر العقد، ودفعنا الفرق للمشتري”.

وعبّر مسؤول آخر عن استيائه قائلا “لم يحدث هذا قط طوال 50 عامًا قضيتها في قطاع النفط. والنتيجة هي أن الغاز الطبيعي قد يُشكل عبئًا ماليًا على عملية الإنتاج، مما يُؤثر سلبًا بشكل كبير على توقعاتنا الاقتصادية للأرباح من مشاريع النفط والغاز”.

ويتوقع مسؤولو النفط استمرار انخفاض أسعار الخام، حيث يتوقع المشاركون في الاستطلاع أن تصل أسعار خام غرب تكساس الوسيط إلى 62 دولارًا للبرميل بنهاية عام 2026.

ويعد هذا السعر أقل من المتوسط البالغ 65.32 دولارًا للبرميل الذي توقعته إدارة معلومات الطاقة الأميركية (إي.آي.أي) لعام 2025.

وللمقارنة، تتوقع إي.آي.أي أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 55.08 دولار للبرميل في عام 2026، بينما من المتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط 51.42 دولار للبرميل.

ويرجح مسؤولو النفط فائضًا في المعروض في عام 2026 إذا نجحت إدارة الرئيس الأميركي ترامب في إنهاء الأزمة الأوكرانية.

ورأى المحلل أليكس كيماني في تقرير نشرته منصة “أويل برايس” الأميركية أنه مع رفع النزاعات والعقوبات الروسية، قد تقترب الأسواق من حالة توازن في حال استمرار هذه العقوبات، إلى جانب انخفاض كميات النفط من إيران وفنزويلا.

ويتوقع قادة قطاع الطاقة نموًا أكبر على المدى الطويل، حيث يتوقعون أن يبلغ متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط 69 دولارًا للبرميل في عام 2027، و75 دولارًا للبرميل بحلول عامي 2029 و2030.

وفي سياق إيجابي، يتفاءل معظم المديرين التنفيذيين في شركات التنقيب والإنتاج الكبرى بأن الذكاء الاصطناعي سيساهم في خفض تكلفة التعادل لحفر الآبار الجديدة خلال السنوات القادمة، على الرغم من أن وفورات التكاليف المتوقعة ستكون متواضعة.

وتعتقد غالبية شركات خدمات دعم النفط والغاز (نحو 60 في المئة مجتمعة) أن يُسهم الذكاء الاصطناعي في زيادة عمر المعدات بشكل طفيف أو ملحوظ، بينما لا يتوقع 39 في المئة أي تأثير.

وفي الوقت نفسه، لا يتوقع نحو 80 في المئة من الشركات أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الموظفين في شركاتهم خلال السنوات الخمس القادمة، مع وجود آراء مماثلة لدى شركات التنقيب والإنتاج الصغيرة والكبيرة وشركات خدمات الدعم.

ومن المثير للاهتمام، بحسب كيماني، أن شركات النفط الكبرى حققت أداءً أفضل من المتوقع في ظل هذه الظروف، حيث سجلت العديد منها أرباحًا أقل، ولكنها لا تزال قوية، خلال العام الحالي.

وعلاوة على ذلك، يقول المحلل إن هذه الشركات خالفت التوقعات بخفض الإنتاج وسط انخفاض أسعار النفط، وواصلت زيادة إنتاجها، مما ساهم في تعويض جزء من ضياع المكاسب.

وأعلنت شركة إكسون موبيل الأميركية عن أرباح الربع الثالث بقيمة 7.54 مليار دولار، بانخفاض قدره 12.4 في المئة عن العام الماضي، بينما بلغت الإيرادات 85.3 مليار دولار، مسجلةً انخفاضًا بنسبة 5.3 في المئة على أساس سنوي.

وبلغت أرباح إكسون في الأشهر التسعة الأولى 22.3 مليار دولار، بانخفاض قدره 14.3 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي.

وحققت شركات النفط الأربع الكبرى، وهي إكسون وشيفرون وشل وتوتال إنيرجيز صافي دخل مجمعًا يزيد عن 21 مليار دولار في الربع الثالث، وهو إنجاز ملحوظ بعد انخفاض أسعار النفط بأكثر من 20 في المئة مقارنةً بالعام السابق.

وبالنسبة لأرامكو السعودية، أكبر شركة نفط حكومية في العالم، فقد انخفضت أرباحها خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام إلى 74.2 مليار دولار، مقارنة بأرباح قدرها 81.89 مليار دولار قبل عام.

لكن وراء هذا التوجه، يقول كيماني، ثمة منطق. فقد أعلنت إكسون عن توفير إضافي في التكاليف الهيكلية بقيمة 2.2 مليار دولار في الربع الثالث، وتجاوز بذلك إجمالي الوفورات التراكمية في التكاليف منذ عام 2019 مبلغ 14 مليار دولار.

وتستهدف الشركة تحقيق وفورات تراكمية في التكاليف تتجاوز 18 مليار دولار بحلول نهاية عام 2030. وهي تستطيع تحقيق هذه الوفورات من خلال الأتمتة، وتحسين سلسلة التوريد، وتطوير التكنولوجيا التشغيلية.

وانخفضت نقطة التعادل لأرباح إكسون بمقدار 10 إلى 15 دولارًا للبرميل مقارنةً بالوضع قبل خمس سنوات، مما يجعل الشركة أكثر قدرة على الصمود في وجه انخفاض أسعار النفط.

وتشير تقديرات إكسون إلى أن نقطة التعادل المرجحة لمحفظتها الاستثمارية تبلغ الآن 40 و42 دولارًا للبرميل، مما يمنح الشركة هامش ربح قويا حتى عند سعر 60 دولارًا للبرميل.

ولا تزال الشركة واثقة من قدرتها على تحقيق الأرباح في ظل الظروف الراهنة، وقد رفعت إنتاجها إلى 4.7 مليون برميل يوميًا، بما في ذلك ما يقرب من 1.7 مليون برميل يوميًا من حوض بيرميان وأكثر من 700 ألف برميل نفط يوميًا من غيانا.

وفي الوقت نفسه، بدأت إكسون تشغيل مشروع يلوتيل في الربع الثالث، قبل أربعة أشهر من الموعد المحدد. ومن المتوقع أن يصل إنتاج يلوتيل إلى 250 ألف برميل يوميًا، مما يرفع إجمالي إنتاج غيانا إلى أكثر من 900 ألف برميل يوميًا.

وينطبق الأمر نفسه تقريبًا على شيفرون، فقد سجلت ثاني أكبر شركة نفط أميركية رقمًا قياسيًا في الإنتاج العالمي بلغ 4.09 مليون برميل يوميًا، بزيادة قدرها 21 في المئة على أساس سنوي.

وقد تضمن ذلك زيادة قدرها 27 في المئة على أساس سنوي في الإنتاج الأميركي ليصل إلى رقم قياسي بلغ 2.04 مليون برميل يوميًا.

وتمكنت شيفرون من تحقيق ذلك على الرغم من نشر عدد أقل من منصات الحفر وتقليل هوامش الإكمال، مما يدل على كفاءة تشغيلية عالية.

وانخفض صافي أرباح الشركة في الربع الثالث من عام 2025 إلى 3.54 مليار دولار، مقارنةً مع 4.49 مليار دولار قبل عام، بينما تراجعت الأرباح إلى 1.82 دولار للسهم الواحد من 2.48 دولار للسهم الواحد في الربع المقابل من العام السابق.

ومع ذلك، لم تنخفض الإيرادات إلا بشكل طفيف لتصل إلى 48.17 مليار دولار من حوالي 48.93 مليار دولار قبل عام، حيث ساهم ارتفاع الإنتاج في تعويض انخفاض أسعار الخام.