أخبار اليمن

الخميس - 03 يوليو 2025 - الساعة 01:30 ص بتوقيت اليمن ،،،

وكالات


لوّحت واشنطن مجدّدا لجماعة الحوثي اليمنية باستئناف الحملة العسكرية ضدّها بسبب مواصلتها قصف إسرائيل بالصواريخ الباليستية.

واختار السفير الأميركي لدى تل أبيب مايك هاكابي في تهديده للجماعة استدعاء أحد رموز القوّة الجوية الفائقة لبلاده متمثلا بقاذفات بي 2 التي لعبت قبل أيام قليلة دورا هاما في الحرب الأميركية-الإسرائيلية ضدّ إيران حليفة الحوثيين ومصدر تسليحهم، بقصفها مواقع النووية إيرانية شديدة التحصين في باطن الأرض وتدميرها.

وقال هاكابي في منشور على منصة إكس “ظننا أننا انتهينا من الصواريخ القادمة إلى إسرائيل، لكن الحوثيين أطلقوا صاروخا هناك.. لحسن الحظ نظام الاعتراض الإسرائيلي المذهل يسمح لنا بالذهاب إلى المخابئ والانتظار لحين زوال الخطر،” مضيفا “ربما يتعين أن تزور قاذفات بي 2 اليمن.“

وجاء ذلك تعليقا على قيام جماعة الحوثي باستهداف مطار بن غوريون الدولي بصاروخ بالستي الأمر الذي أثار غضب إسرائيل وتحفّزها للردّ بعنف على عملية القصف، حيث توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بإلحاق الحوثيين بمصير حلفائهم الإيرانيين في إشارة إلى الحملة العسكرية العنيفة التي شنها الإسرائيليون مؤخرا على إيران بالتعاون مع الولايات المتحدة.

وقال كاتس في بيان “مصير اليمن هو مصير طهران،” مضيفا “بعد أن ضربنا رأس الأفعى في طهران، سنستهدف الحوثيين في اليمن أيضا.. من يرفع يده ضد إسرائيل ستُقطع تلك اليد”.

وقبلت إيران مؤخّرا، وبعد الحرب التي استمرت اثني عشر يوما خلال شهر يونيو الماضي، الدخول في تهدئة مع واشنطن وتل أبيب، لكنها أوكلت على ما يبدو لحلفائها الحوثيين مواصلة التصعيد واستدامة التوتّر اللذين دأبت على الاستفادة منهما دون دفع فاتورة مباشرة لذلك.

ويغامر الحوثيون بمواصلتهم الانخراط في الصراع ضدّ إسرائيل بالتعرض لفائض القوة الذي تمتلكه الدولة العبرية وحليفتها الولايات المتحدة، ما يجعل مرافق حيوية وبنى تحتية يمنية معرضة للتدمير، خصوصا إذا استخدمت الحليفتان أسلحة ومعدات شديدة القوة التدميرية وفقا لما لوّح به السفير الأميركي.

وكانت مناطق يمنية واقعة ضمن نطاق سيطرة الحوثيين بشمال اليمن وغربه قد تعرّضت منذ منتصف مارس الماضي لحملة قصف أميركي قرر الرئيس دونالد ترامب وقفها في أوائل شهر مايو الأمر الذي اعتبر فرصة للجماعة للخروج بأخف الأضرار من مواجهة غير متكافئة.

لكن إصرار الحوثيين على مواصلة التصعيد أوحى بأنهم لا يمتلكون قرار السلم والحرب وأن زمامه واقع بالفعل بيد إيران ما يجعلهم باستمرار مضطرين لمقامرة هم على بيّنة بمدى خطورتها.

وخلال المواجهة الإسرائيلية-الإيرانية التي انضمت إليها لاحقا القوات الأميركية وجه الحوثيون تهديدات لم تستثن الولايات المتّحدة بحدّ ذاتها معبّرين عن استعدادهم لكسر التهدئة مع واشنطن، ما جعل مسؤولا عسكريا أميركيا كبيرا يتوقّع أن تشكّل الجماعة مشكلة مستمرة للولايات المتحدة في المستقبل.

وقال اللفتنانت جنرال ألكسوس غرينكويش مدير عمليات هيئة الأركان المشتركة لمشرعين أميركيين “من المُرجح أن يُشكل الحوثيون مشكلة مستمرة، وسنواجههم مجددا في المستقبل”.

وتبنت جماعة الحوثي الثلاثاء تنفيذ عمليات عسكرية جديدة استهدفت مواقع متفرقة في إسرائيل بينها مطار بن غوريون بصاروخ باليستي فرط صوتي وطائرات مسيرة.

وقال يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة إنّ “عملية استهداف المطار حققت هدفها بنجاح وتسببت في هروب الملايين (من الإسرائيليين) إلى الملاجئ،” متوعدا بالقول “عملياتنا الإسنادية مستمرة، رفضا لجرائم الإبادة الجماعية بحق إخواننا في غزة، وتأكيدا على أن هذه الأمة لن تترك واجباتها تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم”.

وتهدد تل أبيب الحوثيين بحصار بحري وجوي إذا استمرت الهجمات على إسرائيل. وسبق للدولة العبرية أن وجهت ضربات شديدة لمرافق تقول إن الجماعة تستفيد منها وتوظفها لمصلحتها من بينها الموانئ الواقعة على البحر الأحمر وأهمّها ميناء الحديدة، إضافة إلى مطار صنعاء الدولي الذي لحقت به أضرار فادحة شملت تدمير الطائرات القليلة المتبقية من أسطول الخطوط الجوية اليمنية.

ولكن الضربات الإسرائيلية وقبلها الأميركية لم تؤثّر على ما يبدو في الترسانة الصاروخية للحوثيين الأمر الذي قد يستدعي جهدا حربيا استثنائيا للوصول لتلك الترسانة في مخابئها الحصينة توظف فيه القدرات التدميرية الضخمة والقوة النارية الهائلة التي تمتلكها القوات الأميركية والتي وظّف قسم منها في الوصول إلى أهداف ضمن المنشآت النووية الإيرانية كانت القوات الإسرائيلية قد عجزت عن تدميرها بقدراتها الذاتية.