أخبار وتقارير

الأحد - 11 مايو 2025 - الساعة 01:02 م بتوقيت اليمن ،،،

بقلم | صدام اللحجي :


حوطة القمندان ، أصبحت اليوم مكانًا يُصارع فيه الناس من أجل أبسط مقومات حياتهم، مع كل صباح يبدأ المواطن يومه بمواجهة جديدة للمعاناة، فأنت تبدأ نهارك إما بحثًا عن ثلج، أو مطاردة لظل، أو في طوابير الانتظار خلف مولد كهربائي خاص، علك تظفر بنسمة هواء أو بضع دقائق من الراحة.

انقطاع الكهرباء أصبح جزءًا من هوية هذه المدينة التي خذلها الجميع لا أحد يستغرب الظلام، ولا أحد يستنكر الحرارة فالاعتياد تحول إلى بلادة، والشكوى باتت ترفًا لا جدوى منه المواطن اليوم لا يطالب بكماليات، بل بأبسط حقوقه ضوء، ماء، وساعات نوم دون اختناق.

في منتصف النهار، يبدأ الهروب الكبير لا من الحرب، بل من الشمس الناس يتوزعون في زوايا الشوارع، بين المساجد، وتحت ظلال الأشجار إن وجدت ، يبحثون عن مهرب من قيظ خانق لا يرحم كبار السن ولا الأطفال آخرون يطوفون المدينة بحثًا عن الثلج نعم، الثلج! ليس للرفاهية، بل ليحافظوا على ما تبقى من طعام، أو ليكسروا شدة الحر في بيوت لا تعرف التهوية.

أما الراتب، فحدث ولا حرج ليس مالًا يُصرف، بل موعدًا ينتظرونه كالغريق الذي يرى قشة في الأفق يصل الراتب أخيرًا، لكنه لا يغطي سوى جزء من الديون تتسلمه، وتسلّمه لغيرك لا فرح ولا راحة مجرد تسكين مؤقت لألم متراكم.

المواطن اللحجي لا يعيش بل "يصمد" يصمد أمام حرارة الكهرباء المقطوعة، يصمد أمام راتب لا يكفي، يصمد أمام غياب سلطة محلية فاشلة ، وتصريحات المسؤولين التي لا تُضيء مصباحًا ولا تُطفئ نارًا.

يبقى دعاؤنا "اللهم رحمتك، أو عزك الذي لا يُذل فيه عبدك".