منوعات

الأربعاء - 09 أبريل 2025 - الساعة 05:42 م بتوقيت اليمن ،،،

د. عيدروس نصر النقيب


في الأعوام 1991-1994م كنت في العاصمة البلغارية صوفيا، في مهمة إنجاز رسالة الدكتوراه عن "المنظومة الفلسفية للشيخ الرئيس أبي علي ابن سينا"، وقد نقبت في جميع المراجع والدراسات والمؤلفات والكتابات التي ألفها الفيلسوف والطبيب العظيم، أو ما كتب عنه من بحوث ودراسات باللغات العربية والبلغارية والروسية والإنجليزية.

وفي سياق البحث عثرت على قصيدته الفلسفية "عن النفس" والتي يقول في مطلعها:

هبطت إليك من المحل الأرفعِ
ورقــاء ذات تــعزُّزٍ وتمــنُّعِ
محجوبةٌ عن كل مقلة عارفٍ
وهي التي سفرت ولم تتبرقعِ

وقد نشرتها كأحد الملحقات في كتابي المترجم لنفس الاطروحة عن البلغارية بعنوان "ابن سينا من فلسفة الطبيعة إلى الفلسفة السياسية" الصادر في العام 2009م عن دار جامعة عدن.

وفي العام 2007 كنت أقرأ في ديوان الفيلسوف الشاعر الكبير إيليا أبي ماضي أحد أعظم شعراء المهجر، فعثرت على القصيدة الفلسفية المعارضة لقصيدة ابن سينا والمعنونة بــ"العنقاء" والتي يقول في مطلعها:

أنا لست بالحسناء أول مولعِ
هي مطمع الدنيا كما هي مطمعي
فاقصص علّي إذا عرفت حديثها
واسكن إذا حدّثتُ عنها واخشعِ

وينهيها بقوله:
عصر الأسى روحي فسالت أدمعاً
فلمحـتـها ولمـسـتــها في أدمــعي
وعلمت حين العلم لا يجدي الفتى
أن التي ضــيعتــها كانت مــعي

وكان أمير الشعراء العرب أحمد شوقي وشعراء آخرون قد نظموا على نفس المنوال عدة نصوص مما لا يتسع المجال هنا لاستعراضها.

ومن وحي هذا السجال الفلسفي جاءت قصيدة "ذات المقام الرفيع" التي نظمها كاتب هذه السطور وقرأها في مهرجان صنعاء للشعر العربي على هامش المؤتمر الرابع لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، والتي يقول مطلعها:

فَتَّشتُ عّنْ ذَاتِ المَـــــقَامِ الأَرْفَعِ
وَبًحًثْتُ عَنْهَا فِي الفَضَاءِ الأَوْسَعِ
مَـــعْشُوقَةً مَــحْجُوْبَــــةً أسرارها
"وَهْيَ الَّتِيْ سَفَرَتْ ولَمْ تَتَبَرْقَعِ"
أُنْــــثَىْ بِلَا جِــسْمِ وَلَا لَـونـاً لَهَا
وَجَمِــيْلَةٌ فَــوْقِ الجَمَالِ الأَبْدَعِ

والقصيدة كاملةٌ منشورةٌ ضمن مجموعتي الشعرية "ظلال الشوك" الصادرة في طبعتين عن مؤسسة عبادي للدراسات والنشر، صنعاء في العامين 2004-2009م

وهذا النص ما سيكون موضوع منشوري القادم بإذن الله
فإلى اللقاء