أخبار وتقارير

السبت - 02 ديسمبر 2023 - الساعة 06:25 ص بتوقيت اليمن ،،،

عاصم بن قنان الميسري


عمرو بن معدي كرب الزبيدي
وقيس بن مكشوح 

الجزء الأول

مذحج

مَذْحَج هي قبيلة عربية كبيرة من القبائل العربية الكهلانية القحطانية من أقدم وأعرق وأشهر القبائل في جزيرة العرب ويعود أقدم ذكر لها في القرن الرابع ق.م، وتعد قبيلة مذحج من جماجم العرب الكبرى.

١-[ مذحج القبيلة ]
البلد اليمن، السعودية، العراق، سوريا، الكويت، قطر، عُمان، الإمارات العربية المتحدة، الأردن
العرقية : عرب
الديانة : الإسلام
النسبة :مذحج بن كهلان
الشهرة :جمجمة العرب الكبرى، مذحج الطعان، مذحج هامتها وعصمتها، فرسان الطراد، حتوف الأقران، أبناء الحروب، وأصحاب الغارات، أكثر أهل الجنه

٢- [نسب مذحج ] 
مذحج، وهو مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، وهو قول ابن الكلبي وابن حزم.
ويقال أنه سمي مذحج لأنه ولد على أكمة حمراء باليمن يقال لها: مذحج، وفي ذلك قال أبو عبد الله بن الأعرابي:"مذْحج أكمة ولد عَلَيْهَا أَبُو هَذِه الْقَبِيلَة فَسُمي بهَا".

٣- [بطون قبائل مذحج]
يتفرع من ولد مالك (مذحج) خمسة فروع وهم: جَلْد بن مَذْحـِج، ويُحابر وهو مراد ابن مَذْحـِج، وزيد وهو عَنْس بن مَذْحِـج، وسَعْد العَشيرة بن مذحج وإنما سمي سعد العشيرة لأنه كان يركب من ولده لصُلبه في ثلاثمائة فارس، ولميس ابن مذحج

-وولد سَعْد العشيرة ابن مذحج: الحَكَـم بن سعد العشيرة وبه كان يكنى (أبا الحكم)، والصعب، ونمرة، وجُعْفِي، وعائذ الله، وأوس الله، وهذان، وزيد الله، وأنس الله، والحُر.

-ولدُ مُراد بن مالك (مَذْحـِج): ناجية، وزاهر. ومن زاهر بن يُحابر الفارس المشهور قيس بن مكشوح وأسمه هُبيرة.

-ولدُ عنس بن مَذْحـِج: سعد الأكبر، وسَعْد الأصغر، وعمرو، وعامر، ومعاوية، وعزيز، وعتيك، وشهاب، ومالك، ويام، وجُشـم، والقِرية.

-ولد جَلْد بن مالك (مَذْحـِج): عُلة بن جَلْد بن مالك. فولد عُلَة بن جَلْد: عمرو ابن عُلَة، وحَرْب بن عُلْة بن جَلْد بن مالك فولد حرب بن عُلَة: منبه، ويزيد.

ولد يزيد بن حَرب بن عُلة: صُداء، بطن ضخم، ومُنبه، والحارث، والغلى، وسِنحان، وهِفان، وشِمْران، وتحالف هؤلاء الستة على ولد أخيهم صُداء، فسُموا جَنْب. ومنهم كان معاوية بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن مُنبه بن يزيد بن حرب بن عُلَة، الذي تزوج بنت المهلهل بن ربيعة التغلبي بنجران ومهَرها أدَماً، فقال في ذلك أبوها:

أنكحها فَقْدها الأراقِمَ في جَنْب وكانَ الحِباء مِنْ أدَمِ
لَو بأبانَينِ جاءَ يَخطبُها ضُرجَ ما أنْفُ خاطِب بِدمِ

سُموا جَنْب: حالفت جَنْـب وهم الستة المذكورون بنو يزيد بن حرب بن عُلة بن جلد ابن مالك (مذحج)، بني عمهم سعد العشيرة، وحالفت صُداء إخوتهم، بني الحارث بن كعب بن عمرو بن عُلة بن جَلْد ابن مالك (وهو مذحج).

ولد عمرو بن عُلة: كعب، عامر، جَسْر وهو النخع. فولد عامر بن عمرو بن عُلَة: مُسلية، بطنٌ، صار مع بني الحارث بن كعب. 

ولد النخع بن عمرو بن عُلة: مالك، وعوف، وهو المِشر. ومنهم زارة بن قيس بن الحارث له وفادة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيضاً منهم إبراهيم بن الأشتر، واسمه مالك بن الحارث بن عبديغوث بن النخع، وأرطاة بن كَعْب بن شراحيل بن كعب، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك عقد له لواءً شهد له القادسية.

ولدُ الحارث بن كعب بن عمرو بن عُلة ابن جلد بن مالك (مذحج): كعب، وربيعة. فولد كعب بن الحارث بن كعب: ربيعة، ومالك، ومويلك، فمويلك وهؤلاء يعرفون بأمهم عُقدة (بنو عٌقْدة). ومن بني مالك بن كعب بن الحارث بن كعب: بنو عبدالمدان، واسمه عمرو بن الديان، واسم الديان يزيد، وهم بيتُ مّذْحـِج وأخوالُ أبي العباس السفَّاح اول امراء بني العباس.

وجاء في كتاب "منال الطالب" لابن الأثير: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل عمرو بن معديكرب، وكان أنفذه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بعد فتح القادسية، فراح عمر يسأله عن قبائل الجيش الفاتح فقال: ما قولك في علة بن جلد؟ قال عمرو: أولئك فوارس أعراضنا، وشفاء أمراضنا، وأقلنا هربا قال عمر: فسعد العشيرة؟ قال: أعظمنا خميسا، وأكبرنا رئيسا، وأشدنا شريسا قال: فبنو الحارث؟ قال: حَسَكة مَسَكة قال فمُراد؟ قال: أولئك الأتقياء البررة، والمساعير الفخرة، أكرمنا قراراً وأبعدنا آثاراً. قال ابن الأثير معلقا: يريد أن سعد العشيرة أكثر مذحج جيشا، وأكبرهم في الرياسة والتقدم، وأشدهم بأسا وشجاعة. فقد جمعوا بين الكثرة والرئاسة والشدة.

٤-[ وفود قبائل مذحج على النبي وفدي بني زبيد ومراد الى النبي صلى الله عليه وسلم ]

1-وفد عمرو بن معديكرب مع قومه بني زبيد من سعد العشيرة

وقد كان عمرو بن معدي كرب قال لقيس بن مكشوح المرادي حين انتهى إليهم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا قيس إنك سيد قومك، وقد ذكر لنا أن رجلا من قريش يقال له: محمد قد خرج بالحجاز يقال: إنه نبي، فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه فإن كان نبيا كما يقول، فإنه لن يخفى علينا إذا لقيناه اتبعناه، وإن كان غير ذلك علمنا علمه، فأبى عليه قيس ذلك وسفه رأيه، فركب عمرو بن معدي كرب حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وصدقه وآمن به.

فلما بلغ ذلك قيس بن مكشوح أوعد عمرا وقال: خالفني وترك أمري ورأيي. فقال عمرو بن معدي كرب في ذلك:
أمرتك يوم ذي صنـ ـعاء أمرا باديا رشده
أمرتك باتقاء اللـ ـه والمعروف تتـعده
خرجت من المنى مثل الـ ـحمير غره وتده
تمناني على فرس عليه جالسا أسده
فلو لاقيتني للقيـ ـت ليثا فوقه لبده

4-وفود فروة بن مسيك المرادي أحد رؤساء قومه مراد وخاله هو قيس بن مكشوح المرادي إلى النبي

قدم فروة بن مسيك المرادي مفارقا لملوك كندة، ومباعدا لهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان بين قومه مراد وبين همدان وقعة قبيل الإسلام، أصابت همدان من قومه حتى أثخنوهم، وكان ذلك في يوم يقال له: الردم، وكان الذي قاد همدان إليهم الأجدع بن مالك.

مررن على لفات وهن خوص ينازعن الأعنة ينتحينا
فإن نغلب فغلابون قدما وإن نغلب فغير مغلبينا
وما إن طبنا جبن ولكن منايانا وطعمة آخرينا
كذاك الدهر دولته سجال تكز صروفه حينا فحينا

ولما توجه فروة بن مسيك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مفارقا ملوك كندة قال:
لما رأيت ملوك كندة أعرضت كالرجل خان الرجل عرق نسائها
قربت راحلتي أؤم محمدا أرجو فواضلها وحسن ثرائها

قال: فلما انتهى فروة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له - فيما بلغني -: "يا فروة هل ساءك ما أصاب قومك يوم الردم". فقال: يا رسول الله من ذا الذي يصيب قومه ما أصاب قومي يوم الردم لا يسوءه ذلك؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أما إن ذلك لم يزد قومك في الإسلام إلا خيرا". واستعمله على مراد وزبيد ومذحج كلها، وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقة، فكان معه في بلاده حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أيوردنا بالجيش عمرو ومن يرد
مرادا" بجيش فهو ليس بصادر
اتانا ورجى ان نكون كغيرنا 
ونحن لأبنا الليوث المساعر 
كشحت له نفسي ولم اك موجعا"
ألا ان في الأحياء بال يحابر 
فجاؤوا سراعا" بالحديد وحسرا"
على كل محبوك من الخيل ضامر 

عمرو بن معدي كرب الزبيدي
وقيس بن مكشوح المرادي

الجزء الثاني

1-[الصحابي الجليل عمرو بن معد يكرب الزبيدي مرعب علوج الفرس ]

سيرته 

وهو الشاعر الفارس المشهور الصحابي عمرو بن معديكرب الزبيدي بن سعد العشيرة يكنى أبا ثور وأحد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم له وفادة إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع قومة زبيد بن سعد العشيرة، وشهد اليرموك وأبلى بلاءً حسناً يوم القادسية، وكان فارساً بطلاً ضخماً عظيماً، أجش الصوت، إذا التفت التفت جميعاً، وهو أحد الشجعان المذكورين، لقب بفارس العرب، وكان له سيف الصمصامة، وكان عمرو بن معد الزبيدي طويل القامة اذا ركب خيله تدلت قدماه ودنت لملامسه الأرض ، وكان رضي الله عنه قوي البنية شجاع مهاب ،وحتى إن عمر بن الخطاب قال فيه: الحمد لله الذي خلقنا وخلق عمرواً تعجبا من عظم خلقه.

كان والده من كبار اشراف نجران وقتل مع الملك الحارث بن كعب في واقعة حصار نجران من قبل جيش الملك ذونواس الحميري 

#مخلاف_زبيد

مخلاف عنس (زُبيد) بضم الأول مع التصغير  وهي من مذحج من ولد زبيد، وهو� منبه بن صعب بن سعد العشيرة بن مالك (مذحج).

قصائده

كان للشاعر عمرو بن معديكرب الزبيدي عدة قصائد في الشرف والوجاهة والشجاعة وكان دات يوم بينهم وبين قبائل معد معركة فأنشد عمرو بن معديكرب قصيدته في قبائل مذحج لمواجهة بطون معد بن عدنان:

وأودٌ ناصـري وبنو زُبيد ومن بالخيف من حكم بن سعدِ
لعمُرك لو تجرد من مراد عرانيـنٌ على دهـــم وجُــرد
ومن عنسٍ مغامرةٌ طحُونٌ مُدربـة ومن علـة بن جــلد
ومن سعدٍ كتائب مُعلمــاتٌ على ماكان من قربٍ وبُعد
ومن جنبٍ مجنبةٌ ضُــروب لهام القوم بالأبطـال تُردِي
وتجمع مذحج فيرئسـوني لأبرأت المناهِـل من معد
بكل مُجربٍ في البأس منهم أخى ثقةٍ من القطمين نجد

#بطولاته_والغزوات

وكان للصحابي عمرو بن معديكرب مشاركة فاعله في غزوتي اليرموك والقادسية ، ففي معركة القادسية شاركت قبائل مذحج وكانت السواد الأعظم من الجيش في قبائل النخع وسعد العشيرة بن مذحج بكل ثقلها في الفتح العظيم ذاك اذ انهم نفروا في سبيل الله خفافا" وثقالا فيهم الشاب والرجل والطفل والكهل حتى النساء 

 وعندما اتى عمرو بن معديكرب الزبيدي المذحجي الى عمر بن الخطاب برساله من سعد بن ابي وقاص قائد المعركة جاء فيها :

وقد وصفهم عمرو بن معدي يكرب الزبيدي لعمر بن الخطاب حين أوفده إلى سعد بن أبي وقاص، بعد فتح القادسية، فقال له عمر(يسأله عن مذحج) وذالك بعد ما كان لهم بلاء عظيم في ترجيح كفة المسلمين ضد الفرس واستشهد منهم نفر كثير ..

فقال الخليفة عمر بن الخطاب ما قولك في عله بن جلد، فقال عمرو بن معديكرب: أولئك فوارس أعراضنا، وشفاء أمراضنا، أحثنا طلبا، وأقلنا هربا، قال: فسعد العشيرة، قال: أعظمنا خميسا وأكثرنا رئيسا، وأشدنا شريسا، قال: فبنو الحارث بن كعب، قال: حسكة مسكة، قال: فمراد، قال: أولئك الأتقياء البررة، والمساعير الفخرة،اكرمنا قرارا، وأبعدنا آثارا.

أما قوله: فوارس أعراضنا، فان الأعراض: النواحي والجوانب، يريد أنهم يحمون نواحينا، واحدها عرض، وعرض كل شئ جانبه، والأعراض أيضا الجيوش، واحدها عرض، قال رؤبة: 

من الرجز " * إنا إذا قدنا لقوم عرضنا *: أي: جيشا عظيما.
ويحتمل أن يكون، أراد فوارس جيوشنا.
وقوله: شفاء أمراضنا، يريد: انهم يدركون لنا ثأرنا، ويأخذون لنا بدمائنا، فيشفون أنفسنا.
وقوله: أعظمنا خميسا، والخميس: الجيش، وأنشدنا شريسا، أي: شراسة.

يقال: قوم فيهم شريس وشراسة، إذا كانت فيهم زعارة.
وقد يكون الشريس، الرجل الشرس، كما يقال: حزن وحزين، وطرف في النسب وطريف، ولسان ذلق وذليق والأحماس: الأشداء.
يقال للشجاع: حمس وحميس، وحمس الوغى، إذا اشتد، ويوم أحمس، إذا صعبت الحرب فيه واشتدت.
واما المساعير : فهم الذين يسعرون الحرب، أي: يشبونها.
(كتاب غريب الحديث عن ابن قتيبة )

وعند ابن اثير : حديث عمر " سأل عمرو بن معد يكرب عن عله بن جلد قال أخبرني عن مذحج قومك. قال: أولئك فوارس أعراضنا ، وشفاء أمراضنا " الأعراض : جمع عرض ، وهو الناحية : أي يحمون نواحينا وجهاتنا عن تخطف العدو ، أو جمع عرض ، وهو الجيش ، أو جمع عرض : أي يصونون ببلائهم أعراضنا أن تذم وتعاب (النهاية في غريب الحديث والأثر) ابن اثير

و ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب مقاتل الفرسان أن سعد بن أبي وقاص أوفد عمرو بن معديكرب الزبيدي المذحجي بعد فتح القادسية إلى عمر بن الخطاب ، فسأله عمر بن الخطاب ؟ عن سعد بن ابي وقاص كيف تركته ؟ و كيف رضا الناس عنه ؟
فقال يا أمير المؤمنين هو لهم كالأب يجمع لهم جمع الذرة أعرابي في نمرته ،أسد في تامورته نبطي في جبايته يقسم بالسوية و يعدل في القضية و ينفر في السرية.

-وكان حينها سعد بن ابي وقاص قد كتب يثني على عمرو بن معديكرب وعمرو لايعلم مافي رسالته للخليفه عمر بن الخطاب فقال عمر رضي الله عنه : 

لكأنما تعاوضتما الثناء كتب يثني عليك و قدمت تثني عليه فقال لم أثن إلا بما رأيت قال دع عنك سعدا و أخبرني عن مذحج قومك.

 قال عمرو بن معديكرب :
في كل فضل و خير فقال ما قولك في علة بن جلد :قال أولئك فوارس أعراضنا أحثنا طلبا و أقلنا هربا قال فسعد العشيرة قال أعظمنا خميسا و أكبرنا رئيسا و أشدنا شريسا قال فالحارث بن كعب قال حكمة لا ترام قال فمراد قال الأتقياء البررة و المساعير الفجرة
ألزمنا قرارا و أبعدنا آثارا.
قال فأخبرني عن الحرب قال مرة المذاق إذا قلصت عن ساق من صبر فيها عرف و من ضعف عنها تلف و إنها لكما قال الشاعر
الحرب أول ما تكون فتية تسعى بزينتها لكل جهول
حتى إذا استعرت و شب ضرامها عادت عجوزا غير ذات حليل
شمطاء جزت رأسها و تنكرت مكروهة للشم و التقبيل
(شرح نهج البلاغة ج12)

الصمصامة

لم يبلغ سيف من سيوف العرب ما بلغه "الصمصامة" سيف عمرو بن معديكرب الزبيدي، من شهرة وما مر عليه من أحداث، وما دار حوله من حكايات، رأته في مجال الواقع، ودفعته إلى مشارف الأسطورة، فغدا أشهر من ملوك كثيرين، وهناك أناس لا نجد أنفسنا في حاجة إلى ذكرهم، أو تذكرهم، لولا ارتباط أسمائهم- وإن مصادفة- بهذا السيف الذي توغل بداياته في عالم الحكايات، وتنطوي نهايته في مرحلة رديئة صنعها فساد الحكم. 

عراقة الصمصامة: 

يذكر بعض الرواة أن الملكة بلقيس أهدت إلى الملك سليمان خمسة سيوف و هي: ذوالفقار وذو النون، ومجذوب، ورسوب، والصمصامة. 

وجميعها مشهورة قبل الإسلام، فقد كان ذو الفقار لمنبه بن الحجاج أخذه الرسول منه يوم بدر. ومجذوب ورسوب للحارث بن جبلة الغساني، وذو النون والصمصامة لعمرو بن معديكرب الزبيدي(1) أحد مشاهير الأبطال في الجاهلية والإسلام. 

ويروي بعضهم أن "الصمصامة" من بقايا السيوف اليرعشية الحميرية، وأن الملك الحميري علقمة بن ذي قَيْفان أهداه لعمرو بن معديكرب الذي يقول فيه: 

وسيفٍ لابن ذي قَيفانَ عندي = تخيَّرهُ الفتى من عهدِ عادِ(2) 
ولهذا البيت رواية ثانية تنسب "الصمصامة" إلى كنعان جد الكنعانيين: 
وسيفٍ من لَدُنْ كنعانَ عندي = تُخيِّرَ نَصْلُهُ من عهدِ عادِ(3) 

صفاته: 
الصمصامة، والصمصام السيف الصارم الذي لا يثنيه شيء(6)، وصمم السيف، وصمصم: مرَّ في العظام وقطعها(7)، وصمصامة عمرو بن معديكرب الزبيدي يزن ستة أرطال، حسب ما ذكره بعض الرواة(8)، وله حد واحد(9). 

ووصفه شاعر متأخر بقوله من أبيات: 
أخضر المتنِ بين حدَّيه نورٌ = من فرندٍ تمتدُّ فيه العيونُ(10) 

وفي رواية ثانية من الأبيات ذاتها: 
سيف عمرو قد كان فيما سمعنا = خير ما أغْمِدت عليه الجفونُ 
أوقدتْ فوقه الصواعقُ ناراً = ثم شابتْ به الزعافَ القيونُ(11) 
وقد ذكره ابن عباس بقوله لبعض اليمنيين: "لكم من السماء نجمها، ومن الكعبة ركنها، ومن السيوف صمصامها" يعني سهيلاً، والركن اليماني، وصمصامة عمرو(12). 

وفي قصيدة ثانية يذكر عمرو بن معديكرب أنه قد أعد للحرب درعاً طويلة، وجواداً غليظاً قوياً، وسيفاً قاطعاً يقدُّ الخوذ، والأجساد المكسوة بالدروع: 

أعددت للحدثان سا = بغةً وعدَّاءً عَلَنْدَ 
نهداً، وذا شطبٍ يقـ = ـدُّ البيضَ والأبدانَ قدّا(14) 

وإذا كانت الأبيات السابقة تحتمل أن يكون المقصود فيها "الصمصامة" أو غيره من سيوف عمرو، فهناك أبيات واضحة الدلالة كهذه: 
وسيف لابن ذي قَيفان عندي = تخيره الفتى من عهد عادِ 
يقدُّ البيض والأبدان قدّاً = وفي الهام الململم ذو احتدادِ(15) 

ومن القصص المشهورة ما روي من ان ملك الهند قد أرسل وفداً إلى هارون الرشيد يحمل معه هدايا ثمينة بينها عشرة سيوف من أجود سيوف الهند، وحين قُدِّمتْ إليه دعا بالصمصامة سيف عمرو بن معد يكرب ليختبرها فقُطعت به السيوف سيفاً سيفاً كما يقطع الفجل، من غير أن تنثني له شفرة، أو يفلّ له حدّ(17).

وروي أن عمر بن الخطاب سأل يوماً عن أمضى سيوف العرب، فقيل له: (صمصامة عمرو بن معد يكرب الزبيدي) فأرسل إلى عمرو أن يبعث إليه سيفه المعروف بالصمصامة، فبعثه إليه، فلما ضرب به وجده دون ما كان يبلغه عنه فكتب إليه في ذلك، فردَّ عمرو: (إنني إنما بعثت إلى أمير المؤمنين بالسيف، ولم أبعث إليه بالساعد الذي يضرب به)(18). 

رحلة الصمصامة: 
تطرقنا في البداية إلى شيء مما يحيط ببدايات هذا السيف من غموض يمتزج فيها الديني بالتاريخي بالخيالي. والأمر المؤكد أنه كان أحد سيوف عمرو بن معد يكرب الزبيدي حتى جاء خالد بن سعيد بن العاص عاملاً للرسول على اليمن فوهبه له عمرو. وبين الروايات اختلاف حول سبب هذه الهبة. 

وذكر الهيثم بن عدي رواية ثانية للبيت الثاني من قصيدة عمرو: 
خليلٌ لم أخنْه ولم يخني = على الصمصام أضعافُ السلام(23) 

ويتضح من الأخبار أن "الصمصامة" ظل مع خالد بن سعيد إلى يوم (مرج الصفر) جنوبي دمشق- عام 13هـ- 634م(27)- حين دارت رحى معركة دامية مع الروم صبيحة الليلة التي تزوج فيها أمَّ الحكم بنت الحارث المخزومي أرملة عكرمة بن أبي جهل- الذي استشهد في اليرموك- فقضى خالدٌ شهيداً، ووجده معاوية فاخذ الصمصامة منه، ثم طالب به فيما بعد سعيد بن العاص بن سعيد.. فتقاضيا عند عثمان فقضى له، وظل عنده إلى أن وقع (يوم الدار) ووقع مروان بن الحكم على مقربة منه. فأخذ الصمصامة رجل من جهينة، ودفعه الجهني إلى صيقل ليجلوه، وحين رأى الصيقلُ السيف عرف قدره، واستبعد أن يكون للجهني، فرفض أن يعيده له،

وأتى به إلى مروان بن الحكم، وهو والي المدينة حينذاك، فسأل الجهنيَّ عنه، فحدثه بما حدث معه يوم الدار، فقال مروان: (أما والله لقد سُلبت سيفي يوم الدار، وسُلب سعيد بن العاص سيفه) وحين جاء سعيد عرف السيف، فاسترده، وختم عليه، ثم بعث به إلى عمرو بن سعيد الأشدق، وهو على مكة فمات سعيد، وبقي السيف عند عمرو بن سعيد، ثم أصيب عمرو بدمشق، فأخذ السيف أخوه محمد بن سعيد، ثم صار إلى يحيى بن سعيد، وبعد موته انتقل إلى عنيسة بن سعيد بن العاص.. ولما أصبح في يد أبان بن يحيى بن سعيد حلاه بحلية ذهبية وعندما آلت الخلافة إلى العباسيين تمكن المهدي من الحصول عليه، بعد بحث، فاشتراه من أيوب بن أبي أيوب بن سعيد.. بنيف وثمانين ألفاً، ورد حليته الذهبية إليه(28). 

أما أبو عبيدة فيذكر أن المهدي حين كان في واسط أرسل إلى بني العاص يطلب "الصمصامة" فقالوا: (إنه في السبيل محبساً) فقال: (خمسون سيفاً قاطعاً في السبيل أغنى من سيف واحد) وأعطاهم خمسين سيفاً، وأخذه(29). 

وفي رواية أخرى أن "الصمصامة" لم يزل في آل سعيد إلى أيام هشام بن عبد الملك فاشتراه خالد القسري بمال كثير، وأوصله إلى هشام الذي كان يجد في البحث عنه، ولم يزل عند بني مروان حتى آلت الأمور إلى بني العباس. فطلبه السفاح، والمنصور، والمهدي، فلم يجدوه، وجدّ الهادي في طلبه حتى ظفر به(30). 

أما الهيثم بن عدي فيذكر أن ولد سعيد بن العاص ظلوا يتوارثون "الصمصامة" إلى مجيء موسى الهادي- بعد وفاة المهدي- فاشتراه منهم بمال كثير، وكان موسى من أوسع بني العباس خلقاً، وأكثرهم عطاءً للمال، فجرده، ووضعه بين يديه، وأذن للشعراء بالدخول ودعا بإناء واسع فيه دنانير مكافأة لمن يحسن وصف "الصمصامة" فقال أحدهم: 

حازَ صمصامةَ الزبيديِّ من بيـ = ـن جميع الأنام موسى الأمينُ 
سيف عمرو وكان فيما سمعنا = خيرَ ما أغمدتْ عليه الجفونُ 
أوقدت فوقه الصواعق ناراً = ثمَّ شابت به الزعافَ القيونُ 
فإذا ما هززتَه بهرَ الشمـــ = (م) = س ضيــاءً فلم تكد تستبينُ 
يستطير الأبصارَ كالقبس المش = (م) = ـعل ما تستقر فيه العيونُ 
وكأن الفرندَ والجوهرَ الجا = (م) = ريَ في صفحتيه ماءٌ معينُ 
نعمَ مخراقُ ذي الحفيظة في الهي=ــجابعضَّاتها ونعمَ القرينُ 
ما يبالي إذا انتضاهُ لضربٍ = أشمالٌ سطت به أم يمينُ 
وكأن المنونَ نِيطتْ إليه = فهو من كلِّ جانبيهِ منونُ 

فقدم الهادي السيف والإناء للشاعر، ففرق الشاعر الدنانير على الشعراء، واكتفى بالسيف، الذي اشتراه منه الهادي ثانية بمال كثير(32). 

وحين أصبح "الصمصامة" في يد المتوكل قدمه هدية إلى غلامه التركي (باغرا) فقتله به. وعند (باغرا) ينقطع خبر هذا السيف(33). ويغيب حدُّه المشرق.

وفاته

قال مالك بن عبد الله الخثعمي: ما رأيت أشرف من رجل برز يوم اليرموك، فخرج إليه علج فقتله ، ثم انهزموا وتبعهم، ثم انصرف إلى خباء عظيم.

فنزل ودعا بالجفان، ودعا من حوله، فقلت: من هذا؟
قيل: عمرو بن معديكرب.

وقال الهيثم بن عدي: أصيبت عينه يوم اليرموك.
وأخرج الطبراني، وغيرهم، بسند صحيح، عن قيس بن أبي حازم، قال: شهدت القادسية فكان سعد على الناس، فجعل عمرو بن معديكرب يمر على الصفوف، ويقول: يا معشر المهاجرين، كونوا أسوداً أشداء، فإن الفارسي إذا ألقى رمحه يئس، فرماه أسوار من الأساورة بنشابة ،فحمل على صاحبها، فأخذه كما تؤخذ الجارية، فوضعه بين الصفين،ثم احتز رأسه، وقال: اصنعوا هكذا.

وروى الواقدي من طريق عيسى الخياط، قال: حمل عمرو بن معديكرب يوم القادسية وحده فضرب فيهم، ثم لحقه المسلمون وقد أحدقوا به وهو يضرب فيهم بسيفه، فنحوهم عنه.

ورأيت في ديوانه، قصيدة يقول فيها:
والقادسية حين زاحم رستم ... كنا الكماة نهر كالأشطان
ومضى ربيع بالجنود مشرقا ... ينوي الجهاد وطاعة الرحمن.

وأخرج الطبراني عن محمد بن سلام الجمحي قال:
كتب عمرو إلى سعد: إني أمددتك بألفي رجل،
( عمرو بن معديكرب )، ( وطليحة بن خويلد ).

وتوفي رضي الله عنه في خلافة عثمان بالفالج.
وقد جاوز من عمره المائة بعشرين سنة، وقيل بخمسين ،وقد اختلفوا في وقت وفاته وعمره رضي الله عنه و رحمه الله وجزاه عنا وعن المسلمين خيرًا

يقول عمرو بن معدي كرب الزبيدي عندما سحق هوازن : 
فلما هبطنا بطن رتبة بالقنا
ارن سحاب رعدة متجاوب 
وسلت سيوف الهند منا منا كأنها
مخاريق نالتها أكف لواعب 
بها تتشافي الغل في دات بنينا
وتزهو بإيدينا سيوف قواضب
فكلنا لهم بالصاع صاعين عنوة
قالوا برب البيت ان لا يحاربوه

عمرو بن معدي كرب الزبيدي
وقيس بن مكشوح المرادي

الجزء الثالث

1-[الزعيم المذحجي والصحابي قيس بن مكشوح صاحب المقوله الشهيرة (في ستين داهية)..]

نسبه

يعتبر من الشخصيات التاريخيه في أعلام مذحج ، الصحابي الجليل/ قيس بن مكشوح المرادي 
وهو قيس بن مكشوح المرادي بن غطيف بن ناجية بن مُرَاد المراديّ، ومراد هو مراد يحابر بن مذحج بن ادد بن زيد بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ

سيرته

 الصحابي قيس بن مكشوح المرادي احد ثوار مذحج ضد الفرس وصحابي شهد مع رسول الله صل الله عليه وسلم،من كبار الصحابة اليمانيين زعيم مراد ومذحج هو وفَرْوة بن مُسَيك المرادي، كان قيس أحد قادات وزعماء مذحج الذين تنادو إلى الجوف وعزموا بالقيام بثوره ضد حكم الفرس في صنعاء في الجاهلية

وكانت قبائل مذحج تسكن مناطق شاسعه من اليمن تشمل بالأسماء الحالية مناطق من محافظات ابين وذمار وشبوه والبيضاء ومارب والجوف ونجران وعسير وكان من ابرز زعماء مذحج الذين قادو تلك الثورة قيس بن مكشوح المرادي وفروه بن مسيك المرادي والحصين بن قنان الحارثي ويزيد بن عبد المدان الديان وعمرو بن معدي كرب الزبيدي وعبهله بن كعب العنسي

ولما بلغ ذلك باذان الفارسي خرج اليهم من صنعاء والتقته قبائل همدان (حاشد وبكيل) وعرضوا على باذان النصره والحلف ويعود موقف همدان إلى وجود خلافات بين همدان ومذحج من جهه ووجود تحالف بين همدان والفرس في صنعاء من جهه أخرى، ودارت بينهم موقعه هامه امتد خبرها إلى سائر الجزيرة العربية

وقد دارت تلك الموقعة في منطقة الردم في وادي مذاب بالجوف وسميت تلك الواقعة بيوم الردم او الرزم وقتل فيها فوارس الأرباع الحصين بن قنان وابناءه الثلاثة عبدالله ، ومالك ، وعمرو ابناء الحصين بن قنان اخوة الصحابي قيس بن الحصين بن قنان وكانوا يلقبوا بفوارس الأرباع لانهم اذا دخلوا معركة تولى كل منهم ربعها في قيادة وغنائم 

فتغلبت همدان على مذحج ثم قامت همدان ومن ورائها الفرس بإجراء عقابي غير معهود ضد ثوار مذحج باجلائهم من الجوف ومصادرة اراضيهم وتوطين عشائر من همدان في مناطقهم بالجوف وقد ساء ذلك فروه بن مسيك ان يتم تهجيرهم من مناطق أجداده الذين أقاموا دوله معين فانشد قائلا :

 أَحلَّ يحابر جدي غُطيفاً
 معين الملك من بين البنينا
وملكنا براقش دون أعلا 
 وأنعم أخوتي وبني أبينا
وفي ابيات أخرى من شعره قال
دعوا الجوف إلا أن يكون لامكم
بها عقر في سالف الدهر او مهر 
وحلوا بيعمون فإن اباكم 
بها وحليفاه المذله والفقر 

شعره

كان شاعرا كبيرا ومن شواهد شعرة عندما خرج عمرو بن هند في جمع عظيم حتى اتى مراد ، فخرج اليه قيس بن هبيرة (بن مكشوح) في جمع مراد فلقيه ففل عسكرة ولم يرجع عمرو بن هند بشيئ فلذالك قول قيس بن هبيرة وسبب تلقيبة ب(مكشوح) حيث يقول :

أيوردنا بالجيش عمرو ومن يرد
مرادا" بجيش فهو ليس بصادر
أتانا ورجى ان نكون كغيرنا
ونحن لأبناء الليوث المساعر 
كشحت له نفسي ولم اك موجعا"
 ألا ان في الأحياء بال يحابر 
فجاؤوا سراعا" بالحديد وحسرا"
على كل محبوك من الخيل يحابر

#وفادته_الى_رسول_الله

وفد عمرو بن معديكرب مع قومه بني زبيد من سعد العشيرة

وقد كان عمرو بن معدي كرب قد قال لقيس بن مكشوح المرادي حين انتهى إليهم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا قيس إنك سيد قومك، وقد ذكر لنا أن رجلا من قريش يقال له: محمد قد خرج بالحجاز يقال: إنه نبي، فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه فإن كان نبيا كما يقول، فإنه لن يخفى علينا إذا لقيناه اتبعناه، وإن كان غير ذلك علمنا علمه، فأبى عليه قيس ذلك وسفه رأيه، فركب عمرو بن معدي كرب حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وصدقه وآمن به.

فلما بلغ ذلك قيس بن مكشوح أوعد عمرا وقال: خالفني وترك أمري ورأيي. فقال عمرو بن معدي كرب في ذلك:
أمرتك يوم ذي صنـ ـعاء أمرا باديا رشده
أمرتك باتقاء اللـ ـه والمعروف تتـعده
خرجت من المنى مثل الـ ـحمير غره وتده
تمناني على فرس عليه جالسا أسده
فلو لاقيتني للقيـ ـت ليثا فوقه لبده

ثم وفد الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيادة فروة بن مسيك المرادي في السنه التاسعة للهجرة في موكب ضخم لفرسان مذحج وفيه قيس بن مكشوح المرادي الى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم

#عودته_الى_اليمن

ثم بعد فتح مكه بعث رسول الله صل الله عليه وسلم البعوث إلى اليمن و كان فروه منهم فامره الرسول بدعوه الناس للإسلام في مناطق مراد ومذحج وفوضه في قبض الصدقات ممن اسلم في تلك المناطق ثم عاد فروه بن مسيك المرادي إلى رسول الله في السنه التاسعه للهجره في موكب من فرسان مذحج ومعه عمرو بن معدي كرب الزبيدي في فرسان من بني زبيد ثم لحق بهما الزعيم قيس بن مكشوح المرادي ابن اخت عمرو بن معدي كرب ومكثو في المدينه زهاء ثلاثه اشهر بصحبة رسول الله صل الله عليه وسلم

تم تهيأ فروه بن مسيك وعمرو بن معدي كرب وقيس بن مكشوح للعودة إلى اليمن وعين الرسول صلى الله عليه وسلم فروه بن مسيك عاملاً أميراً على مناطق وقبائل مذحج جميعها إطار توجيهات رسول الله لفروه بن مسيك بدعوه من تبقى من قبائل مذحج للإسلام فاسلموا وتوجه وفد منهم إلى رسول الله فأخذ منهم البيعه وعين الرسول صلى الله عليه وسلم قيس بن الحصين بن قنان أميراً على بنو الحارث بن كعب في نجران وفروة بن مسيك على كل مذحج 

#معركة_صنعاء_والثأر_لمذحج

وبعد عودة الزعيم قيس بن مكشوح إلى نجران بدأ بإجراء اتصالات واسعه مع قبائل مذحج وبعض همدان وازد السراه وقضاعه فاجمعوا على محاربه الفرس بصنعاء وان يجتمعوا إلى نجران حيث كان يقتصر الحكم الفارسي على صنعاء وبعض مدن ماحولها اما بقيه مخاليف اليمن فكانت بيد الزعماء اليمنيين والأقيال فاجتمع زعماء وفرسان وثوار مذحج إلى نجران وعسكروا عسكراً عظيماً وجمعوا جمعاً كثيفاً وانطلقوا إلى صنعاء بقياده الصحابي قيس بن مكشوح المرادي وكان فيهم عبهله العنسي و والصحابي عمرو بن معد كرب والصحابي قيس بن الحصين بن قنان والصحابي يزيد بن عبد المدان بن الديان والصحابي يزيد بن المحجل ويزيد بن الافكل الازدي وثان ابن ذي جره الحميري

فوصلوا إلى مشارف صنعاء وكان باذان حاكم صنعاء الفارسي قد مات و قام الفرس بتوليه إبنه شهر بن باذان فخرج شهر بن باذان مع جيش الاساوره للقتال فعسكروا في معسكر الجيش الفارسي خارج السور الشمالي لصنعاء في منطقة شعوب فالتقا الجيشين واسفر القتال عن مقتل شهر بن باذان وهزيمه الفرس هزيمة ساحقة وسميت تلك الموقعه باسم( يوم صنعاء) وذلك في أوائل ذي الحجة السنه العاشرة للهجرة فدخلوا صنعاء ثم عاد كثير ممن شاركوا في المعركه إلى مناطقهم بينما اقام في صنعاء عبهله العنسي (الأسود العنسي)

وقيس بن مكشوح وعمرو بن معد كرب وخالد بن سعيد بن العاص وصلى المسلمين صلاة العيد في ساحه معسكر الفرس بمنطقة شعوب وسميت تلك الساحه منذ ذلك اليوم بالمشهد ومازال إسمها إلى اليوم وكانت تتم فيها صلاه العيد بصنعاء وحالياً تم بناء مسجد في نفس المكان ويسمى مسجد فروه بن مسيك وهو غير مسجد فروه بن مسيك القديم الصغير وبجانبه دفن وتم تسميه المنطقة القريبة من المشهد والتي دارت فيها المعركه بمنطقة فروه بن مسيك وما يزال باسمه إلى اليوم، وكانت موقعه يوم صنعاء ورسول الله صل الله عليه وسلم في حجه الوداع و عند عودته إلى المدينة امر معاذ بن جبل بالعودة إلى اليمن وارسل المهاجر بن اميه المخزومي عاملاً على صنعاء 

#مقولته_الشهيرة_في_ستين_داهية

كيف جاء هذا المصطلح في ستين داهيه !!
وكيف تهمشت قبائل مذحج بعد حادثة غذر همدان وتاريخ تحالفها مع الفرس من قديم الزمان في اليمن..

“في 60 داهية”، هذه العبارة تَرد إلى أسماعنا كثيراً في حياتنا اليومية، حتى بتنا نرددها في غير موضعها الأصلي، نظراً لأن كثير منا لا يعرف ما هو أصلها وما هي قصتها ، ما قصة مقولة “في 60 داهية”؟

مصدرها التاريخي يعود لأول من قالها وهو الزعيم قيس بن المكشوح المرادي أثناء حصاره قصر فيروز الديلمي في صنعاء وقتله لباذان الفارسي قبل معركة يوم صنعاء وبعد معركته في الرحبة مع همدان.

الصحابي قيس بن مكشوح المرادي عندما أطبق الحصار على قصر فيروز الديلمي الفارسي في صنعاء، أقام نقطة في مداخل صنعاء وقتل كل من ينتمي إلى الفُرس أو حلفاؤهم، والسبب يعود إلى ما قبل الإسلام حيث كانت تدور معارك بين قبائل مذحج وهمدان وكانت دائماً الغلبة لمدحج فاستعان الهمدانيون بالفرس على مذحج ورتبوا خطة للقضاء على مشايخ مذحج فطلب الهمدانيون من مشائخ مذحج اللقاء بدون حمل السلاح من الطرفين للتحاور

وقد رتب الهمدانيون مع الفرس مكيدة لقتل كبار مشايخ مذحج ومن (مراد) وفعلاً تم الحضور وغُدر بمشايخ مذحج، وقتل منهم ستون قيل من ذواهي مذحج وأغلبهم من مراد، وكانوا من دهات مذحج فتفرقت قبيلة مذحج وهام قيس بن مكشوح في جزيرة العرب، وكان فارساً من فرسان مذحج حتى سمع بنبأ الرسول محمد (صلى الله علية وسلم) فقدم إلى المدينة لمقابلة الرسول (عليه الصلاة والسلام) هو وعمرو بن معدي كرب وفروه بن مسيك 

فلما جاء يوم الانتقام لمذحج بيوم صنعاء جراء مناوشات مع حاكم صنعاء تذكر قيس بن مكشوح غدر همدان بمشايخ قومة بالتعاون مع الفرس وسعى للانتقام والثأر لهم من الفرس وهمدان ومع كثرة عدد القتلى من الجانب الآخر جاءت الوفود الوسيطة إلى قيس بن مكشوح معاتبين له لكثرة القتلى ومناظر الخراب والدمار، فأجابهم بهذه الكلمات القليلة “في ستين داهية“بمعنى كل هذه الضحايا والخراب من أجل أو ثأراً لستين داهية أو كبير من قومه.

كانت كلمات في ستين داهية للتبرير، وليس للازدراء أو اللامبالاة لما ارتكبه من مجازر وخراب. فأصبحت هذه الكلمات اليوم ذات معنى مُحرف ، فلم يكن في اليمن وجزيرة العرب كابوسا" للفرس في الجاهلية والأسلام مثلما كانت قبائل مذحج وزعماءها ،لذالك الصراع المذحجي والفارسي الرسي الهادوي صراع قديم حديث متجذر يعيد نفسه بمسميات وعنوانين مختلفه من هذاك الزمان الى اليوم والحليم تكفيه الأشارة 


عمرو بن معدي يكرب وقيس بن مكشوح(والفتح الأسلامي)

الجزء الرابع

في حربنا هذه المستمرة فيما بيننا والفرس المستنسخون كالأبناء والمستعربين والباطنيين من اليهود منهم من ينخر في جسد الأمه والأسلام والمسلمين يأتي من بين أضهرنا وعلى راس منابرنا لكي يكرس أساليب الفرس المدسوسة في الدين فكيف لنا ان نعد العدة اليوم لمجابهة العدو وظهورنا مكشوفة 

إستفزني محاضرة لشيخ في احد المساجد المجاورة وسأختصر لكم نقطه واحدة فقط بعد ان فقع مرارتي وهو يتحدث عن دراما خرافية يقال انها حصلت واقع في عام الفيل ، وكيف يستشهد بالمثل الفارسي الخبيث الذي يشوه سمعه والعرب ويهد عزمهم ويقوي تخادلهم بسبب هذة الجمله الموضوعه في الدين في قول عبدالمطلب بعد ان فر الناس كلها للاشعاب والجبال خوفا" من جيش أبرهة

فقال(انا رب إبلي وللبيت رب يحميه)حتى أصبحت مثل يضرب به القول لتبرير تخادلهم اليوم للدفاع عن مقدساتهم وهي عبارة الفاسقين من قوم موسى عندما قالوا له(أذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون) نفس الثقافة الفاسقة كما هو حال راوي مختلق قصة الفيل عندما اغتيل كل العقول واسقط عليها تفسير سورة الفيل الذي تتحدث عن طائفة من قوم لوط أشتهروا بفعل الرذيلة كما أصحاب الإيكة من قوم مدين وهذة صفات ومسميات عربية ومصطلحات اسألوا عليها،

لكن أكثر نقطه جعلتني أضحك بهستيريا عندما قال ثم كيف لشعب يهرب الجبال في الجاهلية خوفا" ان يذهب الى ارض فارس وقيصر الروم وينتصر عليهم وكأن الأسلام هذا في عقول هاولاء كان محصورفي قريش فقط دون العرب كلها ولن نقول فقط مذحج وهذة ثقافة هاولاء في المنابر ضرب اي مآثر واي بطولات واي تضحيات لهامات اليمن وفرسان مذحج الذي لولاهم لما سمعت الدنياء آذان مكبرا" كما قال شاعر رسول الله حسان بن ثابت 

فلو ذكرنا فقط فرسان مذحج من جرارين اليمن والجرارون من اليمن : كرز بن عبدالله بن عامر البجلي،وعبد يغوث بن وقاص بن صلاءة الحارثي المذحجي ، والأشعث بن قيس الكندي، وشراحيل بن أصهب الجعفي ، ويزيد بن انس بن الديان الحارثي، والحصين بن قنان ذو الغصة الحارثي ، ومخرم بن حزن الحارثي، والعباب الحارثي، وحجر بن يزيد بن سلمة الكندي، وقيس بن سلمة الكندي، والزوير علقمة بن سلمة بن مالك الكندي، وحسان ابن عمرو بن الجون، ومعاوية بن شرحبيل بن أخضر الكندي، وخذيج بن جفنة بن قتيرة السكوني، وهبيرة بن المكشوح بن عبد يغوث المرادي، وفروة بن مسيك المرادي، وعمرو بن معدي كرب الزبيدي المرادي المذحجي..(تاريخ العرب قبل الأسلام) 

كان فقط الأشعث الكندي اذا غضب تشتهر بالسماء سبعمائة سيف لغضبة 

فقد كان من عادات مذحج في الجاهلية فقط قبل الأسلام انهم يقتلون الملوك العظام..وفيه ويقول عمرو بن معدي يكرب:

في كل يوم قد نتجت منية 
لحماتها من حربك العشراء 
سهلت منها وعر كل حزونة 
وملأت عرض كل فضاء
بالخيل تحمل كل اشعث دارع
وتواصل الإدلاج بالإسراء 
وعصائب يتهافتون اذا ارتمى 
بهم الوغاء في غمرة الهيجاء 
مثل اليراع بدت له نار وقد
لفته ظلمة ليلة ليلاء 
بيض تسيل الكماة فضولها 
سيل السراب بقفرة بيداء 
فإذا الأسنة خالطنها خلتها 
فيها خيال كواكب في ماء 
ابناء موت يطرحون نفوسهم
تحت المنايا كل يوم لقاء 
مصدر ديوان البحثري (ص٧٦)

ولكثرة من قتلوا مذحج من مضر أصبحت جثتهم وأشلائهم المنتشرة في ساحة الحرب طعاما" للثعالب وذالك عندما قتلت مذحج من مضر خلقا" هائلا" لدرجة ان الثعالب أكلت من لحوم الجثث :
وآل عروة في قتلاكم علما" 
تنفي الثعالب عنهم ركضة الساق..(شعر زيد الخيل الطائي ص٤٧)

كانت النسور تتبع مذحج في غزواتهم لأنها على يقين بأنها ستجد طعاما" من جثث الأعداء الكثيرة التي سيتركونها مذحج طريحة على الأرض ..مذحج لم يدخلوا ديارا" إلا هدموها وتركوها نهبا" للوحوش ترتع فيها وتجول نحن قدنا الخيل حتى انقطعت 

شدن الأفلاء عنها والمهار 
كلما سرنا تركنا منزلا"
فيه شتى من سباع الأرض غاروا
وترى الطير على آثارنا 
رأي عين ثقة أن ستمار 
جحفل أورق فيه هبوة 
ونجوم تتلظى وشرار 
ترك الناس لنا اكتافهم 
وتولوا لات لم يغن الفرار 

المفردات : ستمار : سيأتيها الغداء ، وهو الميرة ويصح: الطير(بالنصب)

المعنى اما طيور السماء فكانت تتبعنا في هجومنا لأنها على يقين ستلقى طعاما" من جثث الأعداء الكثيرة التي تركناها طريحة على الأرض . وقد اخد النابغة الذيباني هذا المعنى في بائيته

وسنختم لكم بطولات ومناقب أثنان من صحابة مذحج أثنان من أعظم زعماء مذحج وفوارس العرب الشاعر الفارس المشهور

الصحابي :-عمرو بن معديكرب الزبيدي 
-والصحابي قيس بن مكشوح المرادي 

أعظم زعماء العرب من اداق الفرس أشد ويلات الحسرة والقهر واقسى حالات الإنكسار بل ان بسبب هولاء رسمت فصول مملكة فارس للأبد ونحن نقول لكم أثنان فقط من عرانين مذحج دون البقية وفواضلهم في الأسلام لكي لايعتقد المسلمون ان الأسلام أنتصر بخالد بن الوليد لوحدة او علي بن ابي طالب او معاوية بن أبي سفيان الذين عسكرتوا لكل واحد منهم أتباع ومدافعين وصورتم للناس ان كل هذة البطولات كانت محصورة في قريش القبيلة وأعلامها من الشخصيات دون بقيه العرب 

1-[عمرو بن معد يكرب الزبيدي] 

من هامات وزعماء مذحج كان عظيما" مهابا" وسيد قومه يكنى أبا ثور وأحد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم له وفادة إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع قومة، وشهد اليرموك وأبلى بلاءً حسناً يوم القادسية، وكان فارساً بطلاً ضخماً عظيماً، أجش الصوت، إذا التفت التفت جميعاً، وهو أحد الشجعان المذكورين، لقب بفارس العرب، وكان له سيف الصمصامة، وكان عمرو بن معد الزبيدي طويل القامة وقوي البنية وحتى إن عمر بن الخطاب قال فيه: الحمد لله الذي خلقنا وخلق عمرواً تعجبا من عظم خلقه. 

وفي احدى حروبه بالجاهلية يقول عمرو بن معديكرب الزبيدي في قبائل مذحج لمواجهة بطون معد بن عدنان:

وأودٌ ناصـري وبنو زُبيد ومن بالخيف من حكم بن سعدِ
لعمُرك لو تجرد من مراد عرانيـنٌ على دهـــم وجُــرد
ومن عنسٍ مغامرةٌ طحُونٌ مُدربـة ومن علـة بن جــلد
ومن سعدٍ كتائب مُعلمــاتٌ على ماكان من قربٍ وبُعد
ومن جنبٍ مجنبةٌ ضُــروب لهام القوم بالأبطـال تُردِي
وتجمع مذحج فيرئسـوني لأبرأت المناهِـل من معد
بكل مُجربٍ في البأس منهم أخى ثقةٍ من القطمين نجد
 
اما في زمن عمر بن الخطاب : 

فقد جاء في مقامات الزمخشري : أراد عمر بن الخطاب بعمرو بن معدي يكرب ، وكان يعد بألف فارس وجعله لقوته عمرا" من بديع المجاز وبارعه
ولما ارسل عمر بن الخطاب عمر بن معدي كرب الى العراق ليشارك في معركة القادسية فرح المسلمون به لقوته وشجاعتة وفروسيته

و ذكر أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتاب مقاتل الفرسان أن سعد بن أبي وقاص أوفد عمرو بن معديكرب الزبيدي المذحجي بعد فتح القادسية إلى عمر بن الخطاب ، فسأله عمر بن الخطاب ؟ عن سعد بن ابي وقاص كيف تركته ؟ و كيف رضا الناس عنه ؟
فقال يا أمير المؤمنين هو لهم كالأب يجمع لهم جمع الذرة أعرابي في نمرته أسد في تامورته نبطي في جبايته يقسم بالسوية و يعدل في القضية و ينفر في السرية

وكان حينها سعد بن ابي وقاص قد كتب يثني على عمرو بن معديكرب وهو لايعلم في رسالته للخليفه عمر بن الخطاب فقال عمر رضي الله عنه : 
لكأنما تعاوضتما الثناء كتب يثني عليك و قدمت تثني عليه فقال لم أثن إلا بما رأيت قال دع عنك سعدا و أخبرني عن مذحج قومك.

 قال عمرو بن معديكرب :
في كل فضل و خير فقال ما قولك في علة بن جلد :قال أولئك فوارس أعراضنا أحثنا طلبا و أقلنا هربا قال فسعد العشيرة قال أعظمنا خميسا و أكبرنا رئيسا و أشدنا شريسا قال فالحارث بن كعب قال حكمة لا ترام قال فمراد قال الأتقياء البررة و المساعير الفجرة
ألزمنا قرارا و أبعدنا آثارا.

قال فأخبرني عن الحرب قال مرة المذاق إذا قلصت عن ساق من صبر فيها عرف و من ضعف عنها تلف و إنها لكما قال الشاعر
الحرب أول ما تكون فتية تسعى بزينتها لكل جهول
حتى إذا استعرت و شب ضرامها عادت عجوزا غير ذات حليل
شمطاء جزت رأسها و تنكرت مكروهة للشم و التقبيل
(شرح نهج البلاغة ج12)

شهادة النعمان بن مقرن لعمرو بن معدي كرب وطلحة بن خويلد: أن هاولاء العجم قد عسكروا بمكانهم هذا ، وخندقوا على أنفسهم وامسكوا عن الخروج الى الحرب فكيف الحيله ؟

فقال عمرو بن معدي كرب : الرأي ان تشيع ان عمر أمير المؤمنين قد مات ، ثم ترتحل بجميع جنودك موليا، فانك لو فعلت ذالك لخرجوا من معسكرهم واتبعونا فإذا فعلوا ذالك فاعطف عليهم فإن ولوا كانت هزيمتهم وان وقفوا حاربتهم ، فقال النعمان : هذا لعمري الرأي

2-[قيس بن مكشوح المرادي] 

وهو قيس بن هبيرة بن مكشوح صحابي وفارس شجاع ابن فارس له مواقف وبطولات عديدة في الجاهلية والأسلام ، ولشهادة أبو المنذر الصحاري وأبوعبيدة بن الجراح لقيس بن مكشوح بالشجاعة والإقدام وأن أفعاله في الجاهلية لم يستطع أحد من العرب أن يفعلها

فكان الامام الشعبي يقول :باليمن رجلان لو انبغى لأحد ان يسجد لشيئ دون الله لانبغى لأهل اليمن ان يسجدوا لهما : سيف بن ذويزن في الأحباش، وقيس بن مكشوح في الابناء الفرس الذين بصنعاء يعني اخراج سيف للحبشة واخراج قيس للأبناء

اما شهادة الخليفة ابي بكر الصديق وخالد بن الوليد في بطولات وحنكة وسياسة قيس بن مكشوح فحدث ولا حرج :
فقد جاء بشهادة ابي بكر الصديق في قيس بن مكشوح : لما خرج قيس بن مكشوح لكبير فرسان الفرس ومنعه خالد بن الوليد فقال قيس :

سائل بني الحسان بي 
ألست يوم الحرب من أبطالها
فحمل عليه قيس فضربة فصرعة وكبر المسلمون فقال قيس أحملوا عليهم فحمل المسلمون عليهم وتشجعوا فبلغ ذالك ابي بكر الصديق فقال : صدق قيس ووفى 

شهادة ابي بكر الصديق لقيس بن مكشوح عندما ضم قيس الى جيش ابي عبيدة قال له : إنه قد صحبك رجل عظيم الشرف ، فارس العرب ، وليس للمسلمين غنى عن رايه وبأسه ، فألطفة ، فأنك غير مستغن عنه ، ثم دعاء قيسا" فقال له : اما اني قد بعثتك مع ابي عبيدة وامرته ان يسمع منك ، فقد يسمع بسياستك في الحروب وسيقوى بك الأسلام على من كفر بالله ، فقال له (قيس بن مكشوح) : لئن بقيت فسيبلغك مايسرك 

وفي اليرموك استحسن خالد بن الوليد خطة قيس بن مكشوح المرادي وأثنى عليها ونفذها ضد الروم في معركة أجنادين : عندما حاصروا الشام فأقبل عليهم ماهان بثلاثة الالف من المقاتلين الروم ، قالوا الناس لأبي عبيدة:ارجع بنا الى المدينة نقرب من إخواننا ، فقال قيس: لا ردنا الله اليها ، حتى ندع المال والذهب والفضة والخيل والحمير والله لاكان ذالك ابدا" 
فقبل خالد بن الوليد الرأي وقال : الرأي مارأيت والله ياقيس

ولما كان في أجنادين وجه أبوعبيدة خالد بن الوليد في الخيل ، فخرجت عليه خيل الروم ، فقال خالد : ياقيس إحمل عليهم ، فحمل قيس ، فهزم من يلية من المشركين وقتل سبعين رجلا" ويقال ان قيسا" قطع يومئذ ثلاثة أسياف ودق بضعه عشر رمحا" وهو يقول :

لاتبعدن كل فتى كرار 
ماضي الجنان شرس صبار
يقدم إقدام الهزبري الضاري 

وهذة شهادات كبار قادة المسلمين ابي بكر وابوعبيدة وخالد لكبير زعماء وفرسان مذحج قيس بن مكشوح المرادي 

اما لتاريخ حروب قيس بن مكشوح وقبائل مذحج للفرس في اليمن فكانت لثورة الأسود العنسي وقيس بن مكشوح قد اضعفت حركتهم ومراكز الوجود الفارسي في اليمن وقاموا بطرد الفرس وترحيلهم إلى بلاد فارس بعد ان اثخنوا القتل في الفرس والابناء كان قيس بن مكشوح يبرر قتله لهم بمقولته الشهيرة (في ستين داهية ) إنتقاما" لستين من كبار قومه قتلتهم همدان والفرس غدرا" في اجتماع طلبته همدان للصلح وهم دون سلاحهم 

وقد ظفر بهما القائد المهاجر بن أمية بعد ان انفض عليهم كل جمع مذحج الذي شارك في فتح صنعاء بداية الحرب ضد الفرس فأوثقهما وبعث بهما الى الخليفة ابي بكر لينظر في أمرهما ، وعلى الرغم من فشل حركة العنسي ، وقيس بن مكشوح إلا انهما تمخضتا عن نتيجة هامة في صالح الوجود الأسلامي في اليمن حيث أضعفت حركتهم عندما كانوا يبيتون الغدر بالمسلمين وهذة صفاة الفرس والأبناء هولاء طول الزمن 

فهذة من فعلاته في الجاهلية التي لايعرف لأحد مثلها مما ذكر أبو عبيدة، وهو ايضا" قاتل الأسود بن كعب العنسي عندما تغلب الأسود على صنعاء عمد الى من بصنعاء من الابناء الفرس فأستعبدهم وامرهم يمشون بين يديه اذا ركب واخد المرزبانة بنت فيروز الديلمي أمراءة صاحب الأبناء فأغتصبهم عليها وكانت جميله وكان للعنسي كل ليلة على الأبناء جارية من نسائهم ، ثم انه عمل حيله الى قتل العنسي ، فقد كان حليفاً لعنس وليس منهم ، وبعث قيس الى امراءة باذام التي اغتصبها العنسي على نفسها في ذالك ان أمكنها ان تقدم عليه في وقت السحر ولم تصل اليه الا من جدول

فكان الامام الشعبي يقول :باليمن رجلان لو انبغى لأحد ان يسجد لشيئ دون الله لانبغى لأهل اليمن ان يسجدوا لهما : سيف بن ذويزن في الأحباش، وقيس بن مكشوح في الابناء الفرس الذين بصنعاء يعني اخراج سيف للحبشة واخراج قيس للأبناء

3-[بطولات عمرو وقيس ضد الفرس في معارك الفتح الأسلامي]
كان عمرو بن معدي كرب وقيس بن مكشوح في معارك الفتح الإسلامي يقاتلون دائما" في مقدمة الصفوف وكانوا يقودون القتال ضد العجم 
مما يذكر المؤرخون أربعة كانوا أشد الناس قتالاً للفرس في معارك العراق : قيس بن مكشوح ، وعمرو بن معدي كرب ، وطليحة بن خويلد ، والأشعث بن قيس .

ولقد ابلى في معارك العراق كلا" من طليحة الأسدي وعمرو بن معدي كرب المرادي وقيس بن مكشوح المرادي والأشعث بن قيس السكوني وهم قادة الحركات التي قامت في نجد واليمن وحضرموت للانفصال عن المدينة 

خرج رجل من الفرس كان يعد بألف فارس الى المسلمين وصار يقتلهم واحد تلو الآخر فحمل عليه عمرو بن معدي يكرب فأحتمله عن دابته وجعله امامه على قربوس سرجه ، وانصرف به حتى توسط به العرب فرماه على القربوش فكسر عنقه ثم انحى بسيفه الى عنقه فقال : يامعشر العرب هكذا فأفعلوا ، فقال بعض من حضره : يا ابا ثور من يستطيع منا ان يفعل هكذا

فخرج لقيس بن مكشوح وعمرو بن معدي كرب فرسان الفرس بالسيوف والعمد ، وامامهم عمرو وقيس حتى ازالوا العجم عن أماكنهم وافضى عمرو الى رستم وكان في اواخر اصحابة فحمل كل واحد منهما صاحبة فتضاربا بسيفهما فلم يحك سيفاهما شيئا" وثاب الى رستم أصحابة وجنوده وقطعوا طريق عمرو بن معدي كرب فوقف وسط العجم يجالدهم بسيفه وهو على متن فرسه حتى طعن فرسة فسقط الفرس ووثب عنه عمرو كالأسد وجعل يضارب القوم ولايدنو منه رجل الا جندله وتحاماه القوم فنادى قيس بن هبيرة المكشوح وقال : يامعاشر العرب ماذا تنتظرون بصاحبكم ادركوه قبل ان يقتل ، واحملوا معي حمله رجل واحد فداكم أبي وامي لتخلصوه بإذن الله ، ثم حمل قيس بن مكشوح ، وحمل معه عامه الناس حمله رجل واحد ، فزحزحوا من كان في وجوههم من العجم ، حتى انتهوا الى عمرو بن معدي كرب وهو يضاربهم قدما" وقد اختظب بالدماء ،

فلما نظروا عمرو الى اصحابة استبشروا ، فقد أمسك عمرو بن معدي كرب في معركة القادسية بحصان جندي فارسي فلم يستطع الجندي تخليص حصانه من يد عمرو فنزل من على حصانه وهرب ، فقال عمرو لأصحابة : أمسكوا انتم عنانه فأمسكوه عليه العنان واستوا عليه وحملوا معه فدخل في القوم حتى انتهى الى فيل من تلك الفيله فضرب مشفره فبراه ، وولى الفيل وله صياح فأنهزم من كان معه من الفيله ومن العجم ،

فلما راى رستم وهو رستم بن زال من ذرية جمشيد : كان مشهورا" بالبساله والشجاعة حتى قيل انه اذا لقي الف فارس او الفين كسرهم وحده ، وكان يرفع الابطال على سنان رمحه ويلقيهم بعيدا" ولم يقوى عليه ألا البطل العربي عمرو بن معدي كرب حيث قتله يوم القادسية بضربة قطعت قوائمة وقوائم فيله ولم يعهد أحد قط مثل هذة الضربة لا في الإسلام ولا في الجاهلية فقال عمرو وهو ماكان عليه مشهور في الجاهلة في قتله الملوك:

فضاربته والخيل بيني وبينه
بأبيض مخشوب الغرارين باتر
فغادرته ميتا" وولت جموعه 
حذار المنايا كالنعام النوافر
كذالك فعلي بالملوك وراثة 
حييت بها من كابر بعد كابر 

كان قيس بن المكشوح يشجع المسلمين على قتال الفرس في معركة القادسية ويحركهم ويرفع معنوياتهم، قالوا ولما امسى الناس من يومهم ذالك واطعنوا الليل واشتد القتال فصبر الفريقان فخرجا على السواء فلم يسمع الى الغمائم من هؤلاء وهؤلاء فسميت ليلة الهرير ، وجدد المشركون في تلك الليلة تعبئة واخدوا في امر لم يكونوا عليه في الأيام الثلاثة وبقي المسلمين على تعبئتهم ، فخرج مسعود بن مالك الأسدي ، وقيس بن هبيرة المرادي وهو ابن مكشوح وأشباههم فطاردوا القوم وحركوهم للقتال ، فقال قيس بن مكشوح لمن يليه ، ولم يشهد شيئا" من لياليها الا تلك الليلة : إن عدوكم قد ابى إلا المزاحفة والرأي رأي الأمير ، وليس بأن تحمل(تهجم) الخيل ليس معها الرجال، فإن القوم اذا زحفوا وطاردهم عدوهم على الخيل لا رجال معهم عقروا بهم ، ولم يطيقوا ان يقدموا عليهم، فتيسروا للحملة 

يقول أحد المثقفين الإيرانيين يشرح أسباب الحقد الدفين بقلوبهم، على العرب الذين "استعمروهم"
بقوله :
"الاستعمار هو أن نقرأ القرآن بالعربية ونسمع الآذان بالعربية ويعتقد الناس أن صلاتهم لن تقبل مالم يتوجهوا إلى مكة في جزيرة العرب هذا هو الاستعمار الذي لاتحرر منه ابدا"

رحم الله امير المؤمنين عمر ابن الخطاب
ورحم الله كل هامات مذحج الطعان وقبائلها وشيوخها ورجالها ونساؤهم واطفالهم الذي كان لهم أثر كبير في هذة المعارك، كان يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه (لأضربن ملوك العجم بملوك العرب )

لقد شقلب العرب إمبراطورية الفرس ووضعوا بها أثر باقي إلى ابد الدهر 


عاصم بن قنان